الخيار العسكري صعب... وغير متوافر!
2000 ضابط إسرائيلي متقاعد يحذّرون إدارة بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي
حذر أكثر من ألفي ضابط إسرائيلي متقاعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وذلك في رسالة بعثها «منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي» إلى البيت الأبيض.
وأعرب الجنرالات عن قلقهم من مساعي واشنطن ودول أوروبية عدة لإنعاش الاتفاق النووي، وسط تجاهل مخاوف دول في الشرق الأوسط من الصفقة المحتملة.
وأشاروا إلى أن النظام الإيراني يسعى بشكل صريح وعلني إلى تدمير إسرائيل، معتبرين أن منعه من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية هو أمر أساسي لمنع حدوث كارثة.
واعتبروا أن «قرار إدارة بايدن منح إيران شريان حياة يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي في أعقاب اتفاقات التطبيع التاريخية بين إسرائيل ودول عربية«.
ويضم منتدى الدفاع والأمن، جنرالات في الجيش وضباطاً رفيعي المستوى في وكالات الاستخبارات وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وغيرها من المؤسسات الأمنية.
وأفادت صحيفة «معاريف»، أمس، بأن الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أن جهود حكومة بنيامين نتنياهو تقترب من «طريق مسدود» مقابل إدارة بايدن، من حيث القدرة على التأثير على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وفق شروط تطالب تل أبيب بها.
وفي موازاة ذلك، وافقت إسرائيل على طلب أميركي بأن تكون هجماتها ضد أهداف إيرانية «أكثر اعتدالاً».
وقبل زيارة رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس«الموساد» يوسي كوهين، إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، تشير التقديرات في جهاز الأمن إلى أن الإدارة الأميركية اتخذت قرارها بالعودة إلى إطار الاتفاق مع إيران، وفقاً للصحيفة.
وحسب هذه التقديرات، فإنه في المرحلة الأولى سيتم التوصل إلى اتفاق مرحلي، يقضي برفع قسم من العقوبات«من دون تغيير جوهري عن الاتفاق السابق»من العام 2015.
وأضافت الصحيفة أن مندوبي أجهزة الأمن الذين شاركوا في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أول من أمس، استعرضوا صورة الوضع مقابل إيران، وقالوا إن الولايات المتحدة عازمة على العودة إلى إطار الاتفاق النووي. ولم يتخذ«الكابينيت» قرارات ولم يجرِ التداول في إستراتيجية بهذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضايا الكبرى المطروحة بالنسبة لإسرائيل تنقسم إلى ثلاث: الخط الديبلوماسي مقابل الولايات المتحدة، إعداد خيار عسكري موثوق، يستغرق بناءه وقتاً طويلاً ويتطلب إضافة موارد أخرى وميزانية ضد البرنامج النووي الإيراني، والمعركة ضد تموضع إيران في الشرق الأوسط، التي قد تؤثر عليها عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.
ولفتت الصحيفة، إلى وجود خلاف في الحكومة الإسرائيلية حول طريقة العمل مقابل الإدارة الأميركية، إذ يدعو وزير الدفاع بيني غانتس، إلى تبني«خط معتدل» ومحاولة دفع مصالح إسرائيلية من خلال حوار مع الإدارة، فيما يعتبر نتنياهو، أن التوجه نحو الموضوع النووي ينبغي أن يكون«صارماً»، حتى لو تم تفسيره أنه توجه صدامي مقابل إدارة بايدن.
ومن شأن رفع العقوبات عن إيران، حتى لو كانت جزئية، أن يؤثر على الاستراتيجية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أنه «بكل ما يتعلق بتهريب الوسائل القتالية من إيران إلى سورية، يوجد إجماع بين كل الجهات الإسرائيلية على استمرار العمل»من خلال الهجمات ضد أهداف إيرانية، في سورية خصوصاً، والميليشيات الموالية لها.
والاعتقاد السائد في إسرائيل، أنه حتى في حال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فإنه يتوجب على الدولة العبرية إبقاء الخيار العسكري على الطاولة، أي مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
وحسب الصحيفة لا يوجد خلاف داخلي حول هذا الخيار، لكن لا توجد موازنة له.
وتابعت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تعارض الخيار العسكري الإسرائيلي، وربما تقدم تمويلاً له، لكن هذا مشروط بطبيعة العلاقات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية.
من جانبه، ذكر المحلل العسكري في موقع«يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، أنه إثر مداولات جرت في إسرائيل تم التوصل إلى استنتاج بأن إيران تقدمت جداً خلال العام الأخير من حيث تكنولوجيات وتقنيات تخصيب اليورانيوم وبتقنيات لإنتاج مٌركبات قنبلة نووية، الأمر الذي من شأنه أن يقصّر جداً الفترة المطلوبة كي تصبح لديها قدرة لصنع سلاح نووي، خلال سنة أو سنة ونصف السنة منذ اتخاذ قرار بهذا الصدد.
وتابع أنه يوجد توافق في إسرائيل على أنه «ينبغي الاستجابة لطلب الأميركيين بعدم تنفيذ عمليات من شأنها إحباط المفاوضات مع إيران، مثل العمليات المنسوبة لإسرائيل في إطار الحرب البحرية، أو التفجير في منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز».