No Script

أبعاد السطور

جهاز المستشفى المرعب !

تصغير
تكبير

أنا من فئة الناس التي لا تطيق أبداً، ذلك الوقت الذي يُطلب منها أن تتحمله وهي في داخل جهاز أشعة الرنين المغناطيسي، هذا لأني أتعب جسدياً ونفسياً وروحياً، ويعتريني هبوط في الدورة الدموية ودوخة رأس وغثيان، كيف لا؟ وهُم يضعونك على لوح رفيع في عرضه، ويحزمون رجليك ويديك ورأسك ويسدون أُذنيك بالفلين، ثم يُدخلونك في بطن ذلك الجهاز اللعين وحيداً، ثم يَخرجون من غرفة الأشعة ويتركونك لبعض الوقت وأنت تتنفس بصعوبة وتشعر بالقلق وتساورك مئات الهواجس السلبية، وكم هي قريبة هذه الصورة من صورة جثة الميّت الذي أنزلوه في ظلام القبر وحيداً بعدما غسّلوه وكفّنوه وربطوا أطرافه وسدوا أُذنيه وأنفه بالقطن ثم مضوا وتركوه وحيداً !

هذه المعاناة شعرت بها وعشتها أكثر من مرّة، وذلك عندما يطلب مني الأطباء عمل أشعة رنين مغناطيسي، هذا لأن مستشفى الجهراء على وجه الخصوص وبقية مستشفياتنا الحكومية بوجه عام لا تمتلك إلا نوعاً واحداً وقديماً مغلقاً من أجهزة أشعة الرنين المغناطيسي! هل تصدقون هذا؟! دولتنا غنية جداً وتبني للدول الأخرى مستشفيات ومستوصفات وجامعات ومساجد وقُرى إسكانية وطُرقاً ممدودة ولديها صندوق التنمية الكويتي تقرض من خلاله الدول يميناً وشمالاً... لا يوجد في مستشفياتها الحكومية جهاز واحد مفتوح لأشعة الرنين المغناطيسي! فأضطر أن أتجه إلى المستشفيات الخاصة التي تمتلك أجهزة حديثة لأشعة الرنين المغناطيسي من النوع غير المغلق، التي تكون قيمتها تتراوح ما بين 150 إلى 250 ديناراً!

وكيف إن كان الشخص مضطراً أن يعمل أكثر من أشعة رنين مغناطيسي، كما طلب مني الأطباء عمل ثلاث أشعة رنين مغناطيسي بشكل عاجل على رقبتي وكتفيّ! وليه كل هذا يحدث للمواطن ووزارة الصحة تتفرج بكامل مسؤوليها وملايينها وكأن صحة المواطن لا تهمها ولا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد!

عيب والله هذا الأمر يكون عندنا في الكويت، وهو عدم وجود أجهزة حديثة في وزارة الصحة سواء متعلقة بأشعة الرنين المغناطيسي أو غيرها من الأجهزة التي يحتاجها المريض، وعيب أيضاً يا وزارة الصحة أن ينتظر المريض ثلاثة وأربعة أشهر حتى يأتي دوره لدخول غرفة الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، وذلك بسبب عدم توافر هذه الأجهزة في مستشفياتنا الحكومية بشكل متعدد، بل فقط وجود جهاز أو جهازين بالكثير في كل مستشفى حكومي رغم التعداد الكبير للمواطنين الذين يتبعون تلك المستشفيات مناطقياً! في نهاية المقال،أقول... إلى متى حكومتنا تبعثر المليارات والملايين خارج البلد بكل سهولة، أما المواطن فلا تصرف عليه إلا بالقطارة !

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي