رسائل في زجاجة

البرنيطة والتعطيل

تصغير
تكبير

ما زلنا نجيد تعطيل بعضنا البعض وتعطيل تنمية وتطور البلد، فنحن - كأفراد - جيدون ولكننا كشعب وحكومة ومجلس أمة لم نتعلّم كيف نتعاون من أجل تحقيق النجاح وازدهار الوطن، يجب أن نتعلّم من أخطائنا ويجب علينا جميعاً أن نتعلّم كيفيّة التعاون لإعادة بناء الوطن على أسس علميّة صحيحة، بعيداً عن البطولات الزائفة، التي امتهنها البعض، وذلك برفع الصوت وسلاطة اللسان، معتبرين أن هذا النهج هو السبيل لتصفيق الناس لهم... إن للهدم رجالاً متخصصين وإن للبناء رجالاً عاهدوا الله على حب الوطن والإخلاص له.

كتب الأستاذ محمد حسنين هيكل وقال: إن الإنكليز عندما قرروا منح إحدى الدول العربية استقلالها، وبدأت مرحلة سحب القوات الانكليزية، كان أحد خبرائهم جالساً على كرسيه خارج مكتبه، فخطرت له فكرة فنهض من على الكرسي وسحب برنيطته (الكاب) من رأسه ووضعها فوق أعلى نافذة من نوافذ القصر، ثم عاد وجلس على الكرسي ونادى مجموعة من الموظفين والعمال العرب المتواجدين داخل سرايا المندوب السامي، وقال لهم: (هناك جائزة فوق البرنيطة او الطاقية في أعلى النافذة والجائزة لمن يستطيع الوصول إليها، تدافع الموظفون والعمال وكل واحد منهم يطمع في الفوز بالجائزة).

كان التنافس بينهم محتدماً... والرجل اﻹنكليزي يراقبهم، وقد لاحظ أنه كلما صعد أو اقترب واحد منهم من البرنيطة (الكاب) أمسك البقية برجليه وسحبوه إلى أسفل ومنعوه من الوصول إلى الهدف.

تكرر المشهد طوال ما يزيد على الساعة، بعدها أوقفهم الرجل اﻹنكليزي منهياً تنافسهم... ثم صعد وتناول البرنيطة (الكاب) بعصاته... ثم التفت اليهم قائلاً:- ( انظروا ليس هناك جائزة وإنما هو اختبار لكم وللأسف فشلتم فيه).

ودعوني أقول لكم نحن سنذهب ولكنكم لن تنجحوا في إدارة بلدكم، والدليل فشلكم في هذا الاختبار البسيط... أتعرفون لماذا؟! ﻷنكم تتعاونون على التعطيل ولا تتعاونون على تحقيق النجاح، نعم هكذا حالنا ولا نزال نتصارع على الفوز بالقشور ونترك اللب والأصل لأنه صعب المنال، ضاعت دول مع الأسف بسبب الصراع والصعود إلى الهاوية وضياع الوطن. إننا نحتاج القوي الأمين.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل سوء ومكروه.

M. Aljumah kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي