بهبهاني أكد أهمية تعاون المصابين والمخالطين والتحلي بالشفافية والمسؤولية

التقصي الوبائي... صعوبات وتحديات وخشية من الحجر

عبدالله بهبهاني
عبدالله بهبهاني
تصغير
تكبير

كشف طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله بهبهاني، أن ثمة تحديات تواجه إطباء الصحة الوقائية، في ما يخص حالات التقصي الوبائي، ومتابعة المخالطين، معتبراً أن في معظمها تعود لغياب الوعي، مشدداً على أهمية تعاون المصابين وتحري دقة الادلاء بالمعلومة عن المخالطين، تفادياً للإشكاليات التي تترتب عليها، ومؤكداً أهمية تحلي المخالطين بشفافية المعلومة وروح المسؤولية، ومعاونة الكوادر الطبية في اداء رسالتهم.

وأشار الدكتور بهبهاني في تصريح لـ «الراي»، إلى أخطاء يقع فيه بعض المصابين، وأبرزها عدم مراجعة المصاب للمركز الصحي التابع لمنطقة سكنه، واكتفائه بتفعيل تطبيق «شلونك»، غير مدرك بأنه سيواجه لاحقاً مشكلة في اصدار شهادة إنهاء فترة العزل الصحي، التي تتطلب مراجعة المستوصف المخصص، لاستقبال حالات «كوفيد 19»، بالتزامن مع تفعيل التطبيق.

وذكر أن المخالط عند انتهاء فترة الحجر، يمكنه بكل سهولة تحميل شهادة انتهاء فترة الحجر من التطبيق، من دون الحاجة لمراجعة مركز الصحة الوقائية، لكن بسبب عدم المعرفة ببعض الأمور التقنية البسيطة يراجع بعض المخالطين مراكز الصحة الوقائية ما يتسبب في بعض الضغط عليها.

وأوضح أنه بسبب عدم وعي بعض المخالطين بالاجراءات التسلسلية المدرجة، ضمن بروتكول تتبع المخالطين، والتي ينبغي اتباعها، نجد بعضهم يراجع مباشرة مركز الصحة الوقائية، معرضاً العاملين في المركز والمراجعين لخطر العدوى.

وأضاف «يفترض على المخالط الالتزام بالاشتراطات الصحية الاعتيادية وحجر نفسه تلقائياً، وعدم الذهاب الى المركز التابع له، الا بعد الاتصال على المركز، أو تلقي اتصال من المركز، للوقوف على بياناته والمعلومات ذات الصلة بهذا الشأن.

وأوضح أن مراكز الصحة الوقائية واجبها ودورها متابعة المخالطين وتتبع حالات التقصي الوبائي، بالرجوع للمصابين لمعرفة كافة التفاصيل عن مخالطيهم، واستقاء المعلومات السليمة منهم بهذا الشأن، لافتاً الى أن بعض المصابين للأسف غير متعاون، ولا يدلي بمعلومات دقيقة، أو حتى أن البعض ينكر وجود مخالطين له، لنفاجأ بعد فترة بمراجعة مخالطين لهم، وعند الرجوع الى الاستمارة والمعلومات المقيدة فيها، نجد أن كلام المصاب كان غير دقيق.

ومن جانب آخر، أفاد بهبهاني بأن بعض المصابين يفيد ويسجل بأنه مخالط لكل البيت الذي يقطنه، وعندما نحجر على كل القاطنين في البيت، ينكر بعضهم مخالطة المصاب، ويقول بأنه كان متواجداً بالشاليه أو بالمزرعة، أو موجوداً بشقة معزولة.

وأوضح أن من بين التحديات التي تم رصدها، ان بعض المصابين يزود مراكز الصحة الوقائية بأسماء قد لا تكون بالأساس مخالطة، وإنما فقط لأجل إجراء مسحات لهم، بهدف الاطمئنان عليهم، غير مدرك بأن الشخص بمجرد خضوعه للمسحة كمخالط سيخضع للحجر لمدة 14 يوماً.

وأشار الى أن الشخص، وهو ذاته يعلم بأنه لم يكن مخالطاً، وإنما فقط لأجل إجراء المسحة، لنجده بعد ظهور النتيجة وثبوت سلبية المسحة، لا يرغب بالحجر ليقول بأنه فقط يود الاطمئنان على نفسه، وفي هذه الحالة وبناء على المعلومات غير الصحيحة التي أدلى بها، عليه أن يتحمل فترة الحجر.

وتطرق الى أن بعض المصابين ينكرون الادلاء بمعلومات أو بيانات دقيقة عن المخالطين«ولك ان تتخيل بأن طفلاً قد يكون مصاباً، وتجد والديه يقولون بأنهما لم يخالطاه... لماذا؟ لأنهما لا يريدان الحجر 14 يوما».

وأردف أن بعض المخالطين يتوجه لمركز الصحة الوقائية في اليوم الأخير من الحجر، للحصول على شهادة إنهاء فترة الحجر، اعتقاداً منه بأن فترته انتهت، علماً بأن الفترة قد تكون متبقي فيها ساعات. كما أسلفنا الذكر بأن بالإمكان تحميل الشهادة دون الحاجة للذهاب للمركز.

لا حاجة للمسحة بعد الحجر أبرز بهبهاني الاشكاليات التي تواجه المخالطين، وهي عدم اعتراف بعض مؤسسات العمل الخاصة، بشهادة إنهاء فترة الحجر بعد 14 يوماً، ومطالبة العاملين بإجراء مسحة، ليعودوا لنا في مراكز الصحة الوقائية مرة أخرى بهدف إجرائها، ووفقاً لصحيح البروتوكول المعمول به، والتي أثبتت الدارسات العلمية صحته، بأن المخالط لا يحتاج مسحة بعد انتهاء فترة الحجر الصحي المقدرة بـ 14 يوما، اذا لم يكن يعاني أعراضاً.

المصاب بعد العزل لا ينقل العدوى قال الدكتور بهبهاني إن الاشكالية السابقة تتكرر مع المصابين الذين أنهوا فترة العزل، بعد 10 أيام، وليس لديهم أي أعراض مرضية خلال آخر 3 أيام من تاريخ الإصابة.

فعند العودة الى عملهم، تطلب بعض مؤسسات القطاع الخاص ممن خضعوا لفترة العزل، إجراء مسحة.

وهذا غير صحيح، لأنه ثبت وفق الدارسات بأن المصاب بعد الانتهاء من فترة العزل لا ينقل العدوى، حتى لو جاءت مسحته ايجابية.

وأردف بأن على مؤسسات القطاع الخاص مراعاة هذه الجوانب، والنظر إليها بعين الاعتبار، لأن هناك معايير علمية تحكم مدة عزل المصابين، وفق البروتوكولات المطبقة حالياً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي