داري العزيزة حماك الله من جميع المحن والكوارث والأزمات... أقول هذا ونحن نعيش هذه الأيام في توتّر وضغائن واتهامات وتشكيك وسجال حاد بين النوّاب والحكومة، وبين النوّاب والنوّاب للأسف! فالمسألة ليست في مَنْ أخطأ أو مَنْ أصاب، لأن كلا الطرفين إخوان وأحباب، ولكن مَنْ الخاسر، ومَنْ الرابح؟! الحقيقة المرّة أننا كلنا خاسرون! فهناك مثل معروف منذ القدم، وهو: اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية... فهل سيغيب الود بيننا وستنمو الضغينة والفرقة والشتات، إذا لم نتفق! أين عقلاء وحكماء البلد، الذين يستطيعون إزالة كل المعوقات؟!
فهل أصبحت الديموقراطية في الكويت نقمة بعد ما كانت نعمة، وهل أصبحت حرية الرأي باب شر يدخل من خلاله الاحتقان السياسي وتتم فيه إثارة البلبلة والمشاكل التي لا تنتهي، وليس لها هدف إلّا ضياع البلد؟! ليعلم الجميع أننا محسودون في بلدنا على أمننا وأولياء أمورنا الذين ينظرون إلينا نظرة الأخ والابن في كل شيء، ولم يقصّروا معنا في يوم أو لحظة، والتاريخ يشهد لهم... نحن محسودون على النهج الديموقراطي ودستورنا الجميل، وعلى بلد الخير والسلام.
ومن هنا أتوجّه إلى الجميع بأن يحكّموا صوت العقل وينبذوا الخلافات ويتجاوزوها، لأنّ المتربصين بهذا البلد كثيرون من أفراد ودول، ماذا سيجني الشعب مما يجري في البلد؟ لن يجني شيئاً! ماذا سيحلّ بالبلد جرّاء ما يحدث؟! الدمار والخراب بلا شك! حفظ الله الكويت وحكّامها وشعبها من كل شر، وأسال الله أن يهدّئ النفوس.