وجع الحروف

ما تعرفه قد يجهله الآخرون...!

تصغير
تكبير

في العمل السياسي كل شيء ممكن ومتوقّع، والظروف والتداعيات تُغيّر المواقف من مع إلى ضد، أشبه بلعبة كرة القدم عند تغيير التكتيكات وخطة اللعب واللاعبين، لكن تبقى القضايا الوطنية والمطالب الشعبية ثابتة، لا يمكن أن تتغيّر مواقف النواب أو المراقبين السياسيين تجاهها.

ليس هذا هو المكان ولا المجال، الذي نُناقش فيه ما يحصل على الساحة من مدّ وجذب وتصعيد، لاسيما وأن ما يطالب به جمهور الناخبين من مختلف فئات المجتمع ومكوناته ثابتاً ومعلوماً، لكن تمّ تجاهله بعلم أو من دون علم.

إلى أين نحن سائرون؟ هذا التساؤل يخصّ برنامج عمل الحكومة، وخطّة العمل الإستراتيجية، وستكون الإجابة من واقع معرفة قد يجهل البعض جزئياتها.

تكون البداية مع رؤية الكويت، التي يجب علينا في المقام الأول إجراء تعديلات عليها، بعد جائحة كورونا وبعد ارتفاع الوعي لدى المجتمع الكويتي.

فالرؤية هي طموح طويل المدى، حول المكان الذي ترغب الوصول إليه المنظمة/ الدولة في غضون 5، 10، 15، 20 عاماً مقارنة بمنافسيها... والرابط الذي يوصل الوضع الحالي إلى المستقبلي هو التخطيط الإستراتيجي.

وهنا أودّ الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية وهو محور ارتكاز.... أيّ إستراتيجية كانت تحتاج إلى إجراءات معيّنة تخصّ توفير المتطلبات، لبلوغ الرؤية ومنها تغيير القوانين! قانون ديوان الخدمة المدنية منذ عام 1979 لم يتغيّر فكيف تستطيع تلك المؤسسات صياغة رؤية، مع عدم تمكّنها من تغيير القوانين، التي تساعدها على تنفيذ خطتها الإستراتيجية؟

عندما تُسيّس أي قضية أو مشروع معين، فهذا يعني أنك ستقضي عليها في مهدها، مهما كانت دقّة رؤيتك، ناهيك عن أن الرؤية في الغالب - وبإجماع الباحثين في علوم الإدارة والقيادة - تُصاغ عبر قيادات كفؤة... ولك أن تتخيّل وضع الرؤية الناتجة عن قيادات تهبط عبر الباراشوت.

هذا لا يمنع من بسط الاقتراحات، لعل وعسى أن يخرج لنا من بينهم رجل رشيد يستوعب خطورة الوضع قبل أن ينهار اقتصاد الوطن.

المستغرب استمرار البعض ومستشاريهم في تجاهل القاعدة الثابتة: «خطأ اليوم هو إستراتيجية الغد»! الزبدة: هذا ما علمنا وعرفناه... وما تشاهدونه اليوم من تيه إداري وسياسي واجتماعي وإعلامي، إنما سببه أن هنالك الكثير من أهل الخبرة المعروفين بحُسن السيرة والسلوك يعرفون حقّ المعرفة ما يجهله الآخرون ممَنْ هم - مع الأسف - في مناصب قيادية.

إن سبب هذا التيه الذي نعيشه يعود إلى إغلاق الأبواب في وجه كل مخلص وطني، يمتلك الكفاءة والجدارة عن استحقاق، وأصبحنا نعتمد على حفنة من «الجهلاء»، ولهذا لا تفكروا أننا في يوم من الأيام سنجد رؤية سليمة في ظل الأوضاع الحالية... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي