«إيران خطر حقيقي منذ 40 عاماً... ودول المنطقة تستعد ليوم تعلن فيه امتلاكها السلاح النووي»
تركي الفيصل: الحفاظ على أمننا يُحتّم تحقيق توازن قوى مع إيران
- لا يمكن تجاهل سلوك القيادة الإيرانية وفصله عن مخاطر «النووي» و«البالستي»
- خطر القيادة الإيرانية ماثل للعيان في الهيمنة والتدخلات في شؤون دولنا
- طيلة 4 عقود عملت بشكل مبطن لتفكيك النسيج الوطني لمجتمعاتنا
- دول المنطقة تبحث عن خيارات أخرى لحفظ استقرارها
- بعض الدول الكبرى لديها قابلية للخضوع لابتزار القيادة الإيرانية
- علينا في دول الخليج الاستعداد لكل الاحتمالات
من دائرة النقاشات المغلقة لإحياء الاتفاق النووي الايراني في فيينا إلى المنامة، ارتفعت صرخة تحذير وتنبيه لدول الخليج العربية، بضرورة الاستعداد ليوم تعلن فيه إيران امتلاكها السلاح النووي، وفق ما جاء على لسان رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، الذي أكد أن العودة للاتفاق النووي الموقع بينها وبين الغرب، لن يحل المشكلة.
ففي العاصمة البحرينية، جمعت منصة إعلامية، أمس، عبر منتدى صحيفة «البلاد» البحرينية، أكثر من 60 شخصية عربية قيادية، ومنظمات من المجتمع المدني تطالب بضرورة مشاركة دول الخليج العربية في أي اتفاق نووي مع إيران، والتصدي لبرامج تطوير الصواريخ البالستية الإيرانية، ولتدخلات طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وخططها التوسعية.
المنتدى بدأ بشرح مفصل للأمير تركي الفيصل، تحدث فيه عن المشهد الإقليمي في المنطقة، مشدداً على ضرورة أن يكون للعرب موقع في العالم في كل القضايا بما فيها مواجهة الملف النووي الايراني «نحن كعرب إما نكون فاعلين أو مفعولاً بهم».
وقال إن «خطر القيادة الإيرانية ماثل للعيان في الهيمنة السياسية والتدخلات في شؤون دولنا، وسعيها الحثيث لامتلاك التقنية النووية وبالتالي امتلاك سلاح نووي وسط غموض نواياها».
وأكد أنه «لا يمكن تجاهل سلوك القيادة الإيرانية وفصله عن مخاطر البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ البالستية التي تحمل الرؤوس النووية والمسيرات المفخخة»، مشيراً إلى أن «المنطقة تعيش كل يوم هذا الخطر إذ لم تتوانَ هذه القيادة عن العمل لتحقيقه، ولا ندري ما الذي ستقدم عليه مستقبلاً».
وشدد على أن «إيران خطر حقيقي من خلال محاولاتها خلال الـ 40 عاماً لتنفيذ سياساتها، وعلى الرغم من أننا لا نُكّن عداءً لإيران ولا لشعبها كجيران ومسلمين، لكن يلزم الحفاظ على أمننا وهذا يحتم تحقيق توازن قوي معها، فالخلل يسمح للقيادة الإيرانية باستغلال الثغرات».
وأضاف أن «خطر إيران لا ينحصر في برنامجها النووي الذي تدّعي سلميته، بل بسبب سلوكها المتمرد طيلة العقود الأربعة الماضية من حيث التدخل في الشؤون الداخلية لبلداننا والعمل بشكل مبطن لتفكيك النسيج الوطني لمجتمعاتنا، وحيث لا يسمح المجال برصد كل محاولاتها التخريبية».
وتابع «أوضحت دول الخليج مخاطر سياسة إيران إقليمياً وعلى المنطقة، ما لم تؤخذ في حسبان الحلفاء والأصدقاء هواجس دول الخليج، بسبب التوقع الساذج من جانب إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بأن الاتفاقية النووية (المبرمة العام 2015) تقود إلى ترشيد سلوك إيران ولتحقيق نصر شخصي له، ومع هذا رحبت الدول الخليجية بهذه الاتفاقية، إذا كانت ستسهم في إقفال الملف النووي وعودة إيران لمنطق الدولة وليس الثورة في تعاملها مع قضايا المنطقة».
وأكد الفيصل أن العودة للاتفاق لن يحل مشكلة خطر القيادة الإيرانية على المنطقة بل يؤجج النزاعات، مشيراً إلى أن «دول المنطقة تبحث عن خيارات أخرى لحفظ استقرارها، والاستعداد لليوم الذي تمتلك فيه القيادة الإيرانية للسلاح النووي، لا سيما أن بعض الدول الكبرى لديها قابلية للخضوع لابتزار القيادة الإيرانية، وعلينا في دول الخليج أن نستعد لكل الاحتمالات وخاصة احتمال حيازة إيران للسلاح النووي، ونحن ملتزمون بمنطقة محظورة الأسلحة من الدمار الشامل».
وأشار إلى أنه «لا توجد إجابات جاهزة لما يعيشه العالم من أوضاع وتقلبات، وحالة عدم اليقين في بعض الدول. فالوضع عسير وليس من اليسير التنبؤ بما قد تصير عليه الحالة الإستراتيجية في العالم، ولا يخفى على أحد أن الأمور تتبدل بشكل سريع في المنطقة ولا نعرف نهاياتها».
ورداً على سؤال «الراي» عن وجود بوادر لتغيير سلوك إيران بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، رد الأمير تركي الفيصل بـ«لا»، فعلّق عريف الندوة مبتسماً «هذا جواب سريع وكافٍ».
ورداً على سؤال آخر لـ«الراي» عما إذا كانت دول مجلس التعاون قدمت طلباً رسمياً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تشارك في المفاوضات مع إيران، خاصة إذا انتقلت من الملف النووي لتشمل ملفات أخرى متعلقة بأمن المنطقة، قال الفيصل: «ماسمعته من الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي أنه قال لا بد لدول مجلس التعاون أن يكون لها دور في المفاوضات النووية بين إيران ودول (5 + 1)، ولا أعلم ولست على اطلاع بالعلاقات الرسمية بين دول الخليج وأميركا».
عمرو موسى: تجمع عربي موازٍ لمفاوضات فيينا
اقترح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى «تشكيل تجمع عربي موازٍ، إزاء البرنامج النووي الإيراني، يتحرك لمتابعة ما يبحثه المجتمعون في فيينا، أي أن نجتمع في الرياض أو القاهرة، أو أي دولة من الدول العربية لتحقيق مصالح الخليج والعالم العربي، وإبعاد الشبح النووي عنها وتعريف مصالح الغرب بشكل واضح».
واقترح موسى أن «يكون هناك تحرك إستراتيجي عربي موازٍ، بمشاركة الدول الخليجية والعربية المهتمة بالانتاج لتحقيق الأمن العربي والخليجي، وكذلك بالنسبة لموضوع الملف النووي والصواريخ البالستية الإيرانية وتدخلاتها الضارة».
محمد الرميحي: التصدي للأكاذيب بحق السعودية
أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتور محمد الرميحي، أن المملكة العربية السعودية تتعرض لحملة من الأكاذيب، وهو ما يستوجب التصدي لها بكل قوة من خلال تدريب وتأهيل الكوادر للتعامل مع مثل تلك الهجمات.
وأضاف الرميحي «أثناء انعقاد إحدى القمم الخليجية لدول مجلس التعاون، قيل لي: ماذا تقترح على دول المجلس في بضع كلمات؟ فقلت: انتبهوا إننا في عصر تويتر»، وذلك في إشارة منه إلى أهمية التصدي لحملة الأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمها «تويتر».
الشعلة: أخطار وتهديدات بسبب الأطماع التوسعية
أكد رئيس مجلس إدارة دار البلاد للصحافة والنشر والتوزيع البحرينية عبدالنبي الشعلة أن «المنتدى يأتي في وقت تتعرض فيه دول الخليج العربية، وغيرها من الدول العربية، إلى المزيد من الأخطار والتحديات والتهديدات الناتجة عن الأطماع التوسعية لجيرانها، الساعين إلى التمدد الجغرافي والعقائدي أو الحالمين بالتوسع واستنهاض نفوذ وسيطرة امبراطورياتهم الغابرة».
وأشار الشعلة إلى أن «المنتدى يأتي استمراراً وتأكيداً لموقف مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً، ومساهمة متواضعة من دار البلاد للصحافة والنشر، في دعم مواقف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية».