توخل سعيد بردة فعل لاعبي تشلسي... ومدرب بورتو يعتبر النتيجة «قاسية»
مبابي... «تحفة ميونيخ»
في غياب النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (يوفنتوس الإيطالي) عن الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى منذ العام 2005، خلت الساحة أمام مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي الشاب كيليان مبابي، ليثبت قدراته على انه هدّاف بارع يملك قدرات هائلة، بعدما نحت تحفة فنية جديدة في ملعب «أليانز أرينا» من خلال تسجيله ثنائية ساهمت في فوز ثمين على مضيفه بايرن ميونيخ الألماني، حامل اللقب، 3-2، في ذهاب الدور ربع النهائي، في أجمل المباريات على الاطلاق في زمن فيروس «كورونا». وسجّل مبابي (3 و68) والبرازيلي ماركينيوس (28) اهداف «سان جرمان»، والكاميروني اريك ماكسيم - تشوبو موتينغ (37) وتوماس مولر (60) هدفي بايرن ميونيخ.
ويلتقي الفريقان ايابا على ملعب «بارك دي برانس»، في 13 ابريل.
وأثبتت سرعة مبابي أنها أعظم سلاح لفريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في أمسية ثلجية في ميونيخ. وبعد 3 دقائق فقط على البداية، عاقب دفاع بايرن بهدف ساعده خطأ الحارس مانويل نوير، في التصدي لتسديدته، قبل ان يوجه الضربة القاضية في غمرة الهجمات البافارية.وكان هذا أسرع هدف استقبله الفريق البافاري في الأدوار الإقصائية منذ هدف المهاجم السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي واين روني في 2010.
وللمرّة الثانية في الأدوار الإقصائية، يثبت مبابي أنه حاسم. ففي مواجهة برشلونة في «كامب نو» في ثُمن النهائي، كان اللاعب حاسماً ايضاً، حيث سجّل ثلاثية ليحقق «سان جرمان» تقدماً مثيراً للإعجاب 4-1.
ويأتي كل هذا على خلفية الانتقادات في فرنسا بأن مبابي ليس في أفضل مستوياته، ما أثار تعليقات من اللاعب تشير إلى أنه قد يغادر، في الصيف، في مغامرة خارجية أولى.
وسواء تخطّى «سان جرمان» مباراة الإياب الخطيرة أم لا، فإن مبابي هذا الموسم يرسخ نفسه كنجم كبير، بعدما واصل تألقه في المسابقة ليضع فريقه على مشارف نصف النهائي.
لقد ساهم في الحاق أول هزيمة بالبطل بعد 19 مباراة في دوري الأبطال، وذلك منذ الخسارة امام ليفربول الإنكليزي 1-3 على ملعب «أليانز أرينا» في مارس 2019، والأولى على الإطلاق تحت قيادة المدرب هانز - ديتر فليك، الذي لم يخسر في 16 مباراة في البطولة، كما انها الأولى على أرضه في المسابقات كافة منذ نوفمبر من العام نفسه.
وحافظ النادي الباريسي على رباطة جأشه على الرغم من تعرّض الدفاع لضربة قوية بإصابة ماركينيوس وخروجه بعد تسجيله الهدف الثاني.
وقال بوكيتينو: «أنا سعيد بالنتيجة ونهج فريقي الذي وجد نفسه في مواقف صعبة أمام أفضل ناد في أوروبا».
وتابع: «أمامنا 90 دقيقة أخرى. إنها نتيجة جيدة لكن مباراة الإياب ستكون صعبة. نعلم ذلك».
من جهته، قال مبابي إنه لم يشعر بأي ضغط في مواجهة واحد من أفضل حراس المرمى (نوير).
وأضاف أنه «يحب اللعب في مواجهة أفضل اللاعبين على مستوى العالم ومانويل نوير هو واحد من أفضل حراس المرمى طوال تاريخ اللعبة. لم أشعر بأي ضغط».
وتابع: «لعبنا في النهائي (العام الماضي) في مواجهته (نوير) ولم أسجل أي هدف، لكني الآن أحرزت هدفين. سألعب مرة ثانية في مواجهته وكلي أمل في إحراز الأهداف من جديد».
في المقابل، خاض بايرن ميونيخ المباراة من دون هدّافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي المصاب، وبدا تأثير غيابه واضحاً على الناحية الهجومية، وكان لسان حال البافاريين يقول: «في الليلة الظلماء يُفتقد ليفاندوفسكي»، فضلاً عن غياب الجناح سيرج غنابري المصاب بـ«كورونا».
لعب فليك بالتشكيلة التي خاضت مباراة القمة ضد لايبزيغ في الدوري وحسمت اللقاء بهدف وحيد، بالاعتماد على موتينغ في قلب الهجوم يسانده على الطرفين كل من الفرنسي كينغسلي كومان وليروي ساني، السيئ.
ورغم الأخطاء الدفاعية، سيتساءل الفريق الألماني كيف لم يخرج على الأقل بالتعادل في ظل 31 محاولة على المرمى مقابل 6 لمنافسه، بالإضافة إلى حصوله على 15 ركلة ركنية مقابل واحدة، فضلاً عن سلسلة من الفرص الذهبية.
وهذا ما دفع فليك الى القول: «لم يصنع الفريق المنافس فرصاً كثيرة لكنه سجّل 3 اهداف. اما نحن فحصلنا على الكثير من الفرص ولم نسجل سوى مرتين».
وأضاف: «لا احب الخسارة، لكن عندما تخسر بهذه الطريقة، نستطيع القول بأننا قدمنا مباراة رائعة ولم يستسلم لاعبو فريقي حتى الثانية الاخيرة».
أما مولر، فقال: «كان يجب أن نسجل المزيد من الأهداف. بالطبع يمكننا التحدث حول استقبال الأهداف، لكن إذا انتصرنا 6-3 أو 5-3 لن يشتكي أحد».
وتابع: «لو كنا أظهرنا هذه اللمحة القاتلة التي تميزنا، لكانت المباراة اختلفت. الآن لن نلوم إلا أنفسنا وعلينا التعويض».
وفي مباراة ثانية، خطا تشلسي الإنكليزي خطوة كبيرة نحو نصف النهائي بفوزه الثمين على مضيفه بورتو بهدفين نظيفين في ملعب «سانشيس يبزخوان» في إشبيلية الإسبانية.
وسجّل مايسون ماونت (32) وبن تشيلويل (85) الهدفين.
ويلتقي الفريقان إيابا، الثلاثاء المقبل، في الملعب ذاته.
وقال مدرب تشلسي، الألماني توماس توخل: «عانينا في الكثير من الأوقات. لكننا صمدنا، وهذا هو الوضع عند هذه المرحلة من البطولة. الروح كانت جيدة والنتيجة رائعة».
وأضاف: «فزنا بعدد من المباريات معاً، وخسرنا معاً، لكن الآن ظهر رد فعلنا بعد الخسارة. إنها تقربنا من بعضنا البعض وتزيد الثقة، وهذا رائع».
في المقابل، قال مدرب بورتو، سيرجيو كونسيساو: «نتيجة قاسية، لكن ما يهم هو الأهداف وتشلسي هزّ الشباك بينما فشلنا في ذلك».