«لا تجوز العودة للاتفاق النووي الخطير وإسرائيل ستدافع عن نفسها»
نتنياهو يبدأ مساعي تشكيل الحكومة وسط شكوك... في قدرته على ذلك
- أوستن يزور إسرائيل في الأسبوع المقبل
بدأ زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، أمس، مشاورات تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد تكليفه بهذه المهمة عقب حصوله على أكبر عدد من التوصيات بـ52 مقعداً من بين أعضاء الكنيست الرابع والعشرين المنتخب في مارس الماضي.
وذكر موقع «واي نت» أن الاحتمالات تشير إلى أنه لن يكون لدى نتنياهو القدرة على تشكيل مثل هذه الحكومة خلال الـ28 يوماً المخصصة قانونياً له، وسيحاول البقاء على مقربة من شركائه الطبيعيين الذين أوصوا به وهم الحريديم وحزب «الصهيونية الدينية»، مع محاولة التعلق بزعيم حزب «يمينا» نفتالي بينيت، والذي لم يوصي بنتنياهو لتشكيل الحكومة.
وقال نتنياهو في أول اجتماع لكتلة «الليكود» مساء الثلاثاء، بعد مراسم أداء اليمين للكنيست إن تكليفه جاء بفضل نحو مليون ناخب رسخوا مرة أخرى مكانة حزبه كأكبر حزب، متعهداً بذل قصارى جهده لتشكيل حكومة قوية ومنع جر إسرائيل لانتخابات خامسة.
وبعد مغادرة الصحافيين القاعة، أعرب نتنياهو مرة أخرى «عن ثقته في تشكيل ائتلاف حكومي، ولكن التركيبة ليست بسيطة ولكنها ليست مستحيلة، وأنها (في متناول اليد)».
وحذر نتنياهو من جهة أخرى، من خطورة إحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في العام 2015، مضيفاً "لا تجوز العودة للاتفاق النووي الخطير وإسرائيل ستدافع عن نفسها".
وانتقد أعضاء كنيست ووزراء من«الليكود»، رؤوفين ريفلين بسبب منحه التفويض لنتنياهو من دون أن يدعوه إلى ديوان الرئاسة وهي خطوة رمزية، إلى جانب امتناعه عن الظهور في الصور التقليدية التي تلتقط لقادة الأحزاب لدى وصولهم الكنيست.
كما أعربت تلك الشخصيات عن قلقها من تحرك معارضي نتنياهو لاستبدال رئيس الكنيست الليكودي ياريف ليفني.
ويخطط«الليكود»لممارسة ضغوط شديدة على رئيس«الصهيونية المتدينة»بتسلئيل سموتريتش وزعيم المعارضة نفتالي بينيت للدفاع عن نتنياهو في أي سيناريو، لكن الاثنين يتمسكان بمواقفهما، حيث يرفض سموتريتش أن يكون جزءاً من حكومة مدعومة من حزب«القائمة العربية»الموحدة بزعامة منصور عباس، بينما يرفض بينيت إعلان الولاء لنتنياهو.
من جانب آخر، تبحث الحكومة موقف إسرائيل من رسالة المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فاتو بنسودا، بالتحقيق في جرائم حرب إسرائيلية، حيث كان من المقرر أن تعقد الجلسة، أول من أمس، بيد أن نتنياهو، أجل الجلسة إلى اليوم، إذ يتعين الرد على رسالة بمسودا غداً.
وقدم الجيش توصية إلى الحكومة تقضي بعدم التعاون مع محكمة لاهاي بادعاء الامتناع عن منحها شرعية، وأنه في حال وافقت إسرائيل على التحقيق مع نفسها فإنها ستكون مطالبة بإجراء تحقيقات أخرى مع نفسها في أعقاب عمليات عسكرية في المستقبل.
ويصل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى الدولة العبرية الأسبوع المقبل، في أول زيارة من نوعها لمسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، فيما امتنعت وزارة الدفاع الأميركية«البنتاغون»ومكتب وزير الدفاع بيني غانتس، عن التعليق لكنهما لم ينفيا ذلك.
ومن المقرر أن يلتقي أوستن مع كل من نتنياهو، وغانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، لبحث البرنامج النووي الإيراني، والأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط، والأوضاع في سورية ولبنان.
كما سيبحث أوستن التفاهمات الأمنية بين البلدين في ما يتعلق بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى التأكد من التزام الإدارة الأميركية الجديدة بالتفاهمات التي كانت قد توصلت إليها مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في هذا الشأن.
أمنياً، تعتزم الشرطة الإسرائيلية تشكيل وحدة «مستعربين»جديدة من المقرر أن تنشط في البلدات العربية داخل الخط الأخضر حصراً، لمكافحة الجريمة والعنف، بحسب ما ذكرت القناة 12.
وانتقدت منظمة العفو الدولية«أمنيستي»بشدة إسرائيل بسبب استمرارها في ممارسة التمييز المؤسسي بحق الفلسطينيين في المناطق المحتلة، لافتة إلى آلية الاعتقال الإداري.
ودانت المنظمة في تقريرها السنوي 2020، إسرائيل، باستخدام«القوة المفرطة ضد الفلسطينيين» في الأرض المحتلة، ما تسبب في فرض إجراءات قسرية، تسببت في نزوح مئات الفلسطينيين، وعمليات هدم لمئات المنازل وفرض تمييز مجحف، وعمليات قتل واعتقال.
في سياق آخر، نقلت "رويترز"، أمس، عن مصادر أميركية أن إدارة بايدن تخطط للإعلان عن استئناف تقديم حزمة من المساعدات للفلسطينيين بقيمة نحو 150 مليون دولار.