أياد بيضاء ممتلئة بالخير، وأفكار تنمّ عن طرق مزدهرة وأكف تنضح بالعطاء المتدفّق، من أجل إسعاد البشرية لمحاربة الجيوش الفتّاكة، التي تهجم وهي لا ترى بالعين إنما يراها الفكر الثاقب، الذي يعمل على إيجاد المناعة التي تصدرها وتنشر الصحة في ربوع الكون.
أولئك هم الأطباء الذين احتفلنا بهم في يومهم في الثلاثين من شهر مارس، اعترافاً بفضلهم وتكريماً للمتميّزين منهم، ويختلف تاريخ اليوم من دولة إلى أخرى، ويرتبط في كل دولة بحدث محوري في تاريخ الطب في ذلك البلد.
ونحن في ظل هذه الجائحة - التي هزّت العالم وهجم فيروسها هجوماً شديداً وتطوّر واتخذ أشكالاً مختلفة وتحورات متنوعة - نرى الجيوش البيضاء وهي تصدّ الفيروس بكل ما تمتلك من قوة في التفكير ورصانة في القدرة وقوّة في الاستعداد عن طريق أمصال ولقاحات متعدّدة، فهم يجدّون من أجل صدّ هذا الوباء الوبيل.
وفي هذه الديرة الطيّبة اتحد أبناؤها من أجل صدّ هذا الوباء، فهذه الجيوش البيضاء وإخوانهم في الصفوف الأمامية على مختلف تخصصاتهم، يقفون صفاً واحداً من أجل حماية أمهم الكويت، ويجاهدون كي تصل نسبة الذين يحصلون على اللقاح إلى 70 في المئة، كي نصل إلى الحماية المجتمعية، فها هم ينادون «نبيها مليون»، في مجال أخذ اللقاح.
فحيّا الله المجتهدين من أجل إسعاد البشر، وليقف أصحاب الإشارات الهدّامة والإشاعات المغرضة وتحبيط الناس وتبديل الصفحة الناصعة بصفحات رمادية، لأنهم لن ينجحوا في مبتغاهم، فالله الكريم يسدّد من يعمل الخير ويصدّ الذين يضمرون الشر.
فبارك الله بجهود جميع الأطباء في الكون، على ما يعملون من جدّ واجتهاد في سبيل نشر الصحّة ودحر الوباء.
وصدق الأديب عبدالله سنان، رحمه الله، اذ يقول:
قم للطبيب وحيّه
وامدد يديك مسلّما
صافحه وابتسم له
فالحقُّ أن تتبسما
هو ذلك الإنسان
والرجل الذي لن يكتما
آسن بكفيه الشفا
ولحم أزال الألما
قم للطبيب محيياً
والحق أن يكرما