No Script

الشركة أُنشئت بعد بحث الأهل عن كيفية تربية الطفل

«eissa-jude» ... ألعاب خشبية من روح البيئة الكويتية

تصغير
تكبير
خالد الحميضي لـ«الراي»:
- ألعاب الخيال هي الأنسب والأفضل لنمو وذكاء الطفل
- تعلّمت مع شركائي التصنيع بأنفسنا حتى أتقنا عملنا باحترافية
- نستخدم خشب أشجار «Maple» الصديق للبيئة

خالد الحميضي شاب كويتي، لمعت في ذهنه فكرة تصنيع الألعاب الخشبية بعد أن وجد حاجة أطفاله لمثل هذه النوعية من الألعاب التي تساعد على نموهم وذكائهم، ولم يجد شيئاً يناسب الهوية والبيئة الكويتية داخل السوق الكويتية.

الحميضي لم يكن الوحيد الذي عانى من هذا الأمر، إذ شاركه في ذلك أيضاً مجموعة من أصدقاء ممن لديهم أطفال بنفس عُمر أبنائه، ومنها وضعوا أيديهم معاً، وبدأوا المشوار خطوة بخطوة، قرأوا وتثقفوا وتعلموا بأنفسهم حتى وصلوا في النهاية إلى إنشاء شركة صغيرة تحمل اسم (eissa-jude).

كيفية تربية الأطفال

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الشركة، وكيفية انطلاقها ونموها، تحدث الحميضي لـ«الراي» قائلاً: «نحن مجموعة من الأصدقاء لدينا أطفال بالعُمر نفسه، إذ تفاجأنا بأمر مع أطفالنا مفاده كيف نقوم بتنشئهم على التربية الصحيحة (شغلة محد يجهزك لها)، وأيضاً كيف نقوم باتخاذ القرار الصائب لهم، إذ لا توجد طريقة سهلة لاتخاذ القرارات، مثل أين وماذا يدرس؟ وما هي الألعاب التي يلعب بها الطفل؟ وما الذي تريد أن يشاهده على (الآيباد) أو التلفزيون؟، لذلك تجد أنك كأب مسؤول عن اتخاذ مليون قرار في اليوم الواحد يتعلق بتربية الأطفال، وهذه القرارات من شأنها أن تكوّن تربيته ونشأته».

Open play

وأكمل الحميضي: «لهذا أصبح كل قرار أتخذه يجب أن أدرسه جيداً وأفهمه، ومن هذه القرارات ركزت على الألعاب وطريقة اللهو بها، والتي تساعد على النمو والتعليم، وما هو اللعب غير المفضل، ووجدت مع أصدقائي أن ألعاب الخيال هي الأنسب والأفضل لنمو وذكاء الطفل، لأنهم يصنعون في مخيلتهم أشكالاً، ثم يستعملون الألعاب حتى نشاهد نحن ما الذي يتخيلونه. ومع البحث معاً وجدنا شيئاً يعرف بالـ(Open play) الذي يعتمد على استخدام الألعاب الخشبية مثل الحيوانات والبيوت وخلافه، ومنها يستخدمها الأطفال ويلعبون بحسب التجهيز الذي نسقناه لهم. وخلال بحثنا في السوق الكويتية عن مثل هذه الألعاب، تفاجأنا بعدم توافر ما يتلاءم ويتماشى مع المناخ الكويتي خاصة والخليجي بصورة عامة، حيث إن أشكال البيوت – على سبيل المثال - لا تتطابق مع بيوتنا وهو الأمر الذي لاحظه ابني، وكذلك أيضاً الحيوانات المتواجدة والمصنوعة من الأخشاب لا تتوافر كما في بيئتنا مثل الجمل، وهنا بدأ التفكير عن ما هي الألعاب التي يمكننا صناعتها وتتشابه مع هويتنا وبيئتنا».

إطلاق الشركة

واستطرد في قوله: «بعد مرور سنة من العمل الدؤوب وطرح الأفكار، جلبت مع الشركاء الخمسة مكينة (Computer Numerically Controlled machine) ووظيفتها قص الخشب بحسب الشكل الذي نريده عن طريق الكمبيوتر، حيث تعلمنا على استخدامها بأنفسنا ووزعنا المهام في ما بيننا بحيث كل واحد يكون مختصاً بشق معين في عملية التصنيع (ما استعنا بأحد من برا أبداً)، وفي البداية صنعنا عدداً من الألعاب كنوع من التجربة، إلى أن وصلنا في النهاية إلى شكل معين لا يوجد له مثيل داخل السوق الكويتية، وهنا تولدت فكرة إنشاء شركة (eissa-jude) التي أسميناها على أسماء أولادنا، لنشر الفائدة للجميع (الفكرة كانت حق عيالنا وللاستخدام الشخصي بس)، وبدأنا المشوار من داخل ورشة منزلي الصغيرة، وتعلمنا كيفية تصنيع الألعاب بشكل احترافي مع السنفرة، وصولاً إلى المرحلة النهائية».

ماكينة واحدة فقط

وعما إذا كانت توجد نية لتوسعة المشروع، قال: «حالياً نحن شركة صغيرة، إذ لدينا في الوقت الراهن ماكينة واحدة فقط وبانتظار وصول ثلاث مكائن أخرى، ومنها ستتم توسعة المشروع بشكل أكبر واستقبال أعداد أكبر من الطلبات، وتغطية السوق الخليجية كلها، لأن زبائننا يتواصلون معنا من جميع البلدان، كما سنعمل على تصنيع أمور أخرى غير الألعاب ذات طابع فني وأيضاً تستخدم في المنزل بعد أن طورنا من مهاراتنا، وأتوقع للوصول إلى هذه المرحلة نحتاج إلى عام كامل».

العمل باحترافية

وعن كيفية الانتشار بشكل تدريجي، أوضح الحميضي: «أول تعامل لنا في نطاق البيع كان مع أحد المحلات في منطقة السالمية، حيث تواصلت معنا صاحبة المحل بعد أن شاهدت جودة منتجاتنا، وطلبت منا تصنيع شكل معين لها لكي تتمكن من بيعه داخل متجرها، وأذكر أن ذلك كان في الأول من شهر فبراير من العام الجاري، وفعلاً بنشاطها وحماستها دفعتنا لتصنيع الكمية المطلوبة التي تم بيعها (كل اللي اشتروا منها، أشادوا بشغلنا)، الأمر الذي شجعنا لإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بنا https://www.eissa-jude.com/ والعمل بشكل احترافي بصورة أكبر، وكان ذلك في شهر مارس الماضي».

الحجم بحسب الشكل

في ما يخصّ حجم الألعاب، قال الحميضي: «أصغر حجم نصنعه 3*3 سنتيمتر، أما أكبر حجم من الألعاب 10*10، وهذا يعتمد طبعاً على شكل اللعبة بحيث تكون البعارين – مثلاً - أكبر من حجم الأسماك وهكذا. أيضاً من أكبر الأشياء التي قمنا بصناعتها هي بوابات السور القديمة، كذلك صنعنا بعض الـ(Puzzle) التي ستكون متوافرة بالسوق في شهر رمضان المقبل».

خشب «Maple»

أوضح الحميضي، أن نوعية الأخشاب المستخدمة في صناعة الألعاب «نأتي به من أشجار الـMaple (القيقب) التي تتم زراعتها لغرض سحب الماء منها فقط ثم يتم قصها، إذ لا أخفي القول إننا جربنا الكثير من الأنواع، لكن في النهاية وقع اختيارنا على هذا النوع لأننا نريد تصنيع ألعاب حلوة، وفي الوقت ذاته استخدام مواد صديقة للبيئة لا يوجد بها مواد كيميائية (ما نبي استخدام البلاستيك، ولا أخشاب تُقص من أشجار حول العالم)».

أسعار مناسبة

في ما يتعلق بالأسعار، قال الحميضي: «وضعنا في الحسبان أسعار الألعاب بأن تكون مناسبة، على الرغم من استخدامنا أفضل نوعية من الأخشاب الطبيعية، والجودة التي يتم الوصول إليها بالنهاية، إذ تبدأ أسعارنا من دينار واحد فقط، وصولاً إلى 15 ديناراً بحسب الحجم والشكل، وبالتالي هي أسعار مناسبة وأقل من أسعار الشركات الخارجية الآتية من البلدان الغربية والمتوافرة بضاعتها داخل السوق الكويتية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي