في عام 2014م وجدنا هذا الإعلان: «للبيع: خادمة مسلمة، تجيد الطبخ بأنواعه، مربّية أطفال، بارعة في تصفيف الشعر والاهتمام بتزيين سيدة المنزل».
هكذا حصلنا على «ساكي... اشتريناها من كفيلها السابق.. ساكي لا تفارق أمي أبداً، لا في الحديقة ولا في البيت ولا أثناء الطعام ولا حتى في غرفة النوم».
قبل النوم أمي تنادي ساكي...«تعالي همزي ريويلي».
أبي يُحبّ السفر، كان يُقدّم مساعدات كثيرة للاجئين السوريين، ويحفر آباراً «ارتوازيّة»في المناطق الجافة في أفريقيا... وكان يريد كلب حراسه بسبب غيابه الطويل أحياناً، ومن ثم اشتراه، كما حصل على الصبي«إسماعيل»من خلال إعلان منشور على الإنترنت:«للبيع... منضدة وصندوق من خشب الماهوغاني، وخمس عشرة دلّة قهوة، وكلب حراسة، وصِبي خادم يتكلّم العربية ويعرف تقاليد مجالس الرجال، خال من الأمراض».
هكذا أصبحت«ساكي»لا تفارق أمي، و«إسماعيل»دائماً يُعدّ القهوة ويجلس في الخارج طوال اليوم.
في عام 2018م كنت عائداً من المدرسة، كلب الحراسة الذي اشتراه أبي يُرعبني... أركض بسرعة لمدخل بيتنا، ينفجر إسماعيل من الضحك، تستقبلني«ساكي»... ثم يبتسم لها... وهي تبتسم وتغلق الباب.
يُشذّب إسماعيل أعشاب الحديقة، ينظّف النوافذ، يمسح الأرضية، يذهب إلى الجمعية، ويغسل السيارة، يقوم بأعمال الصيانة المنزلية، يُطعم الكلب ويأخذه في جولة قصيرة، يملأ البرميل بالماء ثم يحمله للزرع... في الليل ينام وحيداً.
منذ يومين، وفي وسط الليل، فتحت نافذة غرفتي، الشوارع هادئة بسبب الحظر الحكومي... صوت النباح بدأ يتصاعد، كان عالياً... وبسبب غياب كلب الحراسة؛ كان إسماعيل ينبح. @Moh1alatwan