قبل الجراحة

سيادة الرئيس... بعد التحيّة

تصغير
تكبير

هناك فئة كبيرة من الشعب ضد الاستجوابات العبثية... ضد الاستجوابات الشخصية... ضد الاستجوابات السمجة... فئة كبيرة ضد تكرار الاستجوابات... فئة كبيرة ضد ضياع وقتك ووقت الوزراء ووقت المجلس بهكذا استجوابات.

لكن سيادة الرئيس... إن هذه الفئة - التي ساندتك وتعاطفت معك - تجد أنه لا يوجد ما يبرّر طلبك تأجيل الاستجوابات لهذه المدة الطويلة... أو حتى طلبك تأجيل الاستجوابات.

سيادة الرئيس إن الاستجواب أداة برلمانية واضحة المعالم... فنزع هذه الأداة من يد أعضاء البرلمان، قد يكون له ردة فعل قد تؤثر على أداء فريقك الوزاري.

سيادة الرئيس... إن طلب تأجيل الاستجوابات يبدو للعديد من المؤيدين لك أنه غير مقنع... أو إذا أردنا صياغته في جملة أخرى... أن الغالبية التي تساندك وتتعاطف معك لم تفهم ما المغزى من تأجيل الاستجوابات الموجهة إلى سيادتك، مع ترك الباب مفتوحاً لاستجواب بقية الوزراء.

فهل هناك - لا سمح الله - نية للتضحية بأحد الوزراء أو أكثر... هل هناك بعض الوزراء سيتم استخدامهم كقربان.

وهل أنت مقتنع أن المجموعة التي تواجهك ستكتفي بعدد معين من الوزراء... أم أنهم سيستجوبون جميع الوزراء نكاية بطلبك تأجيل الاستجوابات... مما سيؤدّي إلى ضياع المزيد من الوقت والجهد في الكثير من المهاترات.

نعم سيادة الرئيس... إن أداة الاستجواب أُسيء استخدامها في العديد من المرات، وأصبحت في بعض الأحيان مضيعة لوقت الوزراء والنواب... لكنها ثقافة برلمان... ونحن تنقصنا العديد من الممارسات والثقافات البرلمانية... لكن هذا هو طريق الديموقراطية الذي ارتضيناه جميعاً... طريق أحبّه البعض وكرهه البعض الآخر... ومن أجل المحافظة على هذا الطريق، يجب ألّا نحجّم دور البرلمان... فهو السلطة الرقابية والتشريعية التي ارتضيناها.

حفظ الله الجميع من كل شر ووباء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي