«الراي» استطلعت آراء بعضهم حيال تأثرهم بالجائحة معنوياً ومادياً
الفنان الشعبي... «عام ما طقّ له كفّ على طار»
- سليمان القصار: رتّبتُ حياتي حتى لو توقفت الحفلات... «أقدر أستمر»
- فطومة: منذ بداية «كورونا»... نادر جداً من يطلب حضور فرقة لتحيي حفلته
- محمد مالك: تأثرت كحال كل فنان وخسائري تجاوزت الـ50 ألف دينار كويتي
- باسم الردهان: لم تؤثر عليّ معنوياً ولا حتى مادياً إلا بالشيء البسيط
- طارق الخريف: تلقيت طلبات لإحياء حفلات... لكن التعامل جداً صعب
«عامان ما رفّ لي لحن على وتر»... لعل بيت الشعر هذا من قصيدة «أنا وليلى» للشاعر حسن المرواني، يعبّر عن حال الفنان الشعبي خلال «كورونا»، وكأن لسان حاله يقول «عام ما طقّ لي كفّ على طار»... خوفاً من مرور العام الثاني.
فمنذ بداية جائحة كورونا في العام 2020، توقفت الأعراس والحفلات الخاصة سواء في الصالات أو داخل المنازل، كإجراء احترازي من السلطات الصحية في الكويت، الأمر الذي ترتب عليه تلقائياً توقف نشاط الفنان الشعبي.
دخل العام الثاني، وما زال التوقف سيد الموقف... والفنان الشعبي بلا عمل، الأمر الذي كبّد العديد منهم خسائر مادية كبيرة، على اعتبار أنه لا يوجد بديل لمزاولة عملهم.
«الراي» تواصلت مع عدد من الفنانين الشعبيين، لمعرفة مدى وقع هذا الضرر عليهم، فمنهم من اعتبر أنه تأقلم مع الوضع ومنهم من شكا حاله.
«رتبت حياتي»
في البداية كان الحديث مع الفنان سليمان القصار الذي قال: «مرّت هذه الفترة العصيبة على كل صاحب عمل، وبالنسبة إليّ قد أكون أخفّ المتضررين نظراً لأنني أمتلك باعاً طويلاً في هذا المجال منذ العام 1978 وأمتلك فرقتي الخاصة (وإن طاح أحد فيهم أشيله ونساعده)، لهذا وبحمد الله حالتي مستقرة وعندي ما يكفيني، كما أمتلك معاشي الذي أتقاضاه من الحكومة، إلى جانب إعلاناتي التي أقوم بها في (السوشيال ميديا) وبرامج الطبخ التي تبث بالتلفزيون والكتب التي أصدرتها، ومن هذا كله ترى أنني قد رتبت حياتي حتى لو توقفت الحفلات (أقدر أستمر)».
وأضاف «أما الفرق الجديدة، فيمكن القول إن حياتهم (اختبصت) لأن اعتمادهم في الدخل المادي على هذه الحفلات فقط (وايد ناس تضرروا)، وأعتب على كل الذين تخلوا عن ربعهم، لأنه في حال كنت مقتدراً مادياً (وتمشي حالك) فمن المفترض ألا تنسى حالهم لو بالقليل، لأن الجميع توقفت أعماله، ولا أحد يستطيع إحياء حفلة أو عرس ولا حتى تسجيل في استوديو».
وعن فكرة تسجيله الحفلة كصوت وصورة، قال: «بلا شك هي فكرة جداً ممتازة، وفي وقت سابق كان هناك مشروع لتنفيذ الأمر لصالح إحدى الأسر، بحيث يكون البث (لايف) من موقعنا.
لهذا لا مشكلة بذلك، وفي حقيقة الأمر سبق وسجلت أكثر من حفلة بالاستوديو الكبير الخاص بي في الشاليه، إذ تم توزيع أعضاء الفرقة محافظين على التباعد، لكن كانت الحفلة كصوت فقط بطلب من أصحاب الحفل».
وختم بالقول: «أنا ضد المشاركة في إقامة حفلات كبيرة العدد داخل الأماكن المغلقة، إذ من المفترض حالياً الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وهذا حفاظاً على صحتنا وصحة أصحاب الحفل، وبإذن الله ألا تطول هذه الشدة (لأن صج وايد ناس تضررت)، لكن تبقى هذه حكمة رب العالمين، وندعوه أن تنجلي هذه الغمة قريباً».
«أصرف من المدخرات»
أما الفنانة فطومة، فقالت: «لا أنكر أننا فعلياً كفنانين شعبيين قد تأثرنا بهذه الجائحة التي طال ضررها العالم بأسره، إذ دخلنا في العام الثاني حالياً بواقع موسمين ولا توجد حفلات ولا أعراس (كل شي واقف)، وبهذا تكون الخسائر المادية علينا كبيرة جداً (ما في مدخول علينا).
وجلّ ما يمكننا فعله هو أن نصبر إلى أن يفرجها الله علينا وتعود الحياة إلى طبيعتها، إذ إنني وعلى الصعيد الشخصي حالياً أصرف على نفسي من المدخرات (والمعين هو رب العالمين)».
وعن تأييدها فكرة تسجيل الحفلات، قالت: «تسجيل الحفلات والأعراس كصوت ليس بالأمر الجديد (وايد ناس تطلب زفات)، لكن لم يعد هناك تلك الحفلات والأعراس التي عهدناها في الماضي، ومن النادر جداً منذ بداية الجائحة من يطلب حضور فرقة لتحيي حفلته (يدورون دي جي) خوفاً من التجمعات، فالأمر جداً صعب».
وأكملت: «أما مسألة تسجيل الحفلة كصوت وصورة هي فكرة لم أسمع بها أبداً ولم تُطرح عليّ حتى، وبالنسبة إليّ أرى أن وجود الفرقة في مكان الحفل يختلف كلياً عن التسجيل من حيث الحماسة والروح والأداء».
وفي ما يخص اختلاف الأسعار، بعد زوال الجائحة، قالت: «الأسعار لن تتغير وستبقى ثابتة».
«الإرجاع كسر ظهرنا»
وبدوره، تحدث الفنان محمد مالك: «نعم تأثرت، وهذا أمر طبيعي كحال كل فنان، إذ لدي إيجارات مكاتب ومخازن شهرية و(عرابين) تم دفعها مقدماً قبل الجائحة (متبهدلين كحال كل فناني الكويت) والخسائر المادية عليّ كبيرة تجاوزت الـ50 ألف دينار كويتي، وكفنان شعبي لا يوجد فكرة بديلة (مو قاعدين نبيع سلعة) حتى نعوض الخسائر في شيء آخر.
والضرر الكبير الذي وقع عليّ يكمن في مسألة إرجاع (العرابين) والناس لم يعودوا صبورين (هني كسرة الظهر)، إذ إنني شخصياً قد وقعت عقوداً لعامين مقبلين (هالشي قبل كورونا)، والفنان الشعبي الناجح في الكويت تجده يعمل بشكل يومي، وكنت أتقاضى عربوناً أقل شيء 500 إلى 1000 دينار (وإخذ حسبة من يوم الاقفال إلى اليوم الحالي). لكنني بحمد الله أرجعت (العرابين) إلى أصحابها، ولم يتبق معي المبالغ الكافية لأرجعه إلى البقية، لهذا كنت واضحاً معهم بأنني على استعداد لمنحهم الضمان الذي يرونه مناسباً لحين وصولنا إلى المرحلة الخامسة وعودة الحياة (حزتها يستلمون فلوسهم كاملة)، وكفنان لن أخسر اسمي من أجل 300 أو 500 دينار».
وأردف: «إلى جانب ذلك، لم نجد تعاوناً من أصحاب المخازن والمكاتب الذين يطالبون بدفع الإيجارات الشهرية من دون مراعاة لتوقف العمل كلياً، وهذا الأمر يمرّ به جميع العاملين في المجالات الفنية كالمسرح، ولك في الفنان طارق العلي خير مثال، كونه تكلم عن هذه المعاناة مراراً».
وأكمل موضحاً رأيه في فكرة التسجيل، قائلاً: «بالنسبة إليّ أنا مع قرارات وزارة الصحة، لهذا لا أستطيع العمل بما أنهم أوقفونا عن التجمعات، إذ أحترم قانون الدولة (ما أقدر أسجل من ورا الدولة، وأقول عشان نعيش)، لدي مكاتب ورخصة تجارية، وهذا الفعل المخالف قد يحولنا للقضاء».
«تأثرت بشكل بسيط»
أما الفنان باسم الردهان، فقال: «بالنسبة إليّ وبحمد الله لم تؤثر هذه الجائحة عليّ معنوياً، لأنها قضاء من رب العالمين ونحن راضون به تماماً، وكذلك الأمر من الناحية المادية، إذ لم أتأثر بسبب التوقف عن إقامة الحفلات والأعراس بالشكل الذي تتخيله (شي بسيط جداً)، وبإذن الله قريباً تعود الحياة إلى سابق عهدها، وتعود معها الأفراح والأعراس كما اعتدنا عليها».
وعن فكرة تسجيل الحفلات، قال الردهان: «نعم أقوم بتسجيل الأفراح صوتياً فقط على (CD) يتم تسليمه إلى أصحاب الحفلة، لكن مسألة أن أسجل حفلة كاملة صوتاً وصورة لم يمر عليّ هذ الأمر، وشخصياً أنا ضد الفكرة من الأساس لأنني لا أعيش اللحظة كما هو الواقع (حلاتك مع الجمهور) عندما أغني».
«اللياقة قامت تخف»
بدوره، قال الفنان طارق الخريف: «لقد تأثرنا كثيراً جرّاء هذه الجائحة، خصوصاً أن غالبية الفنانين لا يمتلكون وظائف أخرى (قمنا نصرف من اللي عندنا)، وفي الوقت ذاته لا أنكر أنه خلال فترة الجائحة كانت هناك طلبات لإحياء الحفلات والأعراس في البيوت والشاليهات والمزارع، لكن التعامل مع الناس كان صعباً جداً، والسبب أنهم غير مستقرين في قرارهم، إذ يتم حجز الفرقة ودفع العربون، بعدها يأتي اتصال مجدداً كي يلغي الاتفاق مطالباً باسترداد العربون، ثم اتصال بعده ليؤكد على الحفلة، وهكذا.
وإلى جانب التأثر المادي، تأثرنا كذلك معنوياً في ظل عدم مزاولة العمل (اللياقة قامت تخف)».
واستطرد الخريف: «سوف نبقى صامدين إلى أن يتعدل الوضع، لأننا فعلياً تعبنا من معاملة الناس، ولهذا قررت أن أتوقف بشكل تام إلى أن تعود الحياة كما كانت، وهو القرار الصائب والأفضل».
وعن رأيه بتسجيل الحفلة صوتاً وصورة، قال: «طلبات التسجيل كصوت تقلصت، إذ بات الإقبال على الأغنية الواحدة أكثر من الخمس، وبالتالي قلّ المبلغ، والشغل أصبح بعرس مصغر لأبعد الحدود. وأذكر أنه في شهر مارس من العام 2020 قدمت زفّات بالمجان للعرائس، خصوصاً في فترة الحظر الكلي حيث كان الحضور لا يتجاوز العشرة أشخاص فقط (كنا نبي نونسهم بس).
أما مسألة تصوير حفلة كصوت وصورة فلا مانع لدي، أما أغنية واحدة فقط فهو أمر مرفوض».