No Script

الأبعاد الثلاثة

صحوة ضمير !

تصغير
تكبير

تخيّل أنك لا تمتلك قوت يومك وقوت عيالك ؟ وأنك لا تستطيع شراء ملابس لعيالك؟ وأنك تسكن في الشتاء في خيمة مع عائلتك، كي توفّر إيجار سكنك؟ وأنك لا تملك رسوم دراسة أبنائك؟ وأنك تعيش في سكن لا يصلح أساساً للسكن؟ وأنك مضطر للطلب من أطفالك البقاء في الشوارع في الصيف اللاهب لمساعدتك في توفير احتياجات عائلتك؟ وأنك شاب أو شابة لا تملك وظيفة فلا تستطيع الزواج وتكوين أسرة ؟ وأنك ملاحق قضائياً من الدائنين وأنت لا تملك فلساً واحداً؟ وأن الأغلبية ترفض توظيفك؟ وأنك ترى أطفالك يشاهدون غيرهم يسرحون ويمرحون، وهم لا يقدرون على ذلك ؟

عزيزي القارئ، اغمض عينيك، وتخيّل ما سبق، وأنك أنت من يعيش ذلك الواقع.

ماذا سيكون حالك ؟

هذا هو حال السواد الأعظم من إخواننا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وبناتنا «البدون»، في ظل بقائهم ضحايا لأجيال سابقة، لم تقم بدورها بالشكل الصحيح أو جنت على أبنائها، وضحايا لترضيات وتسويات وصراعات سياسية وأمنية وطائفية، وضحايا لإهمال رسمي وشعبي، وضحايا لتعسف رسمي ومجتمعي يعاملهم كمجرمين لا ضحايا، وضحايا لعمل خيري كعين عذاري يسقي البعيد ويترك القريب! ضحايا لأمور - في الحقيقة - الجيل الحالي من «البدون» لا ناقة له فيها ولا جمل، فهو لم يختر أن يكون «بدون» وأن يعامل بهذه الطريقة، بل فرض عليه ذلك نتيجة ما سبق.

فكم من فاجعة وكم من أب أو ابن أو طفل أو شاب سيقضي نحبه يائساً من حياته، بائساً مقهوراً، كي نرى صحوة ضمير يخاف الله لانتشال هذه الفئة من البؤس والعذاب، لتعيش حياة كريمة في هذا البلد الكريم الطيب.

هذه القضيّة لا تحتاج المزيد من التجمعات والندوات والتغريدات والبيانات، وانما تحتاج قراراً وقانوناً فقط لا غير، فلا تجمّع ولا ندوة ولا تغريدة ولا بيان، يمكن أن يكون سبباً في صحوة ضمير، قد تمنع حادث انتحار أب أو شاب أو طفل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي