No Script

قبل الجراحة

أنت معي... أنت ضدي!

تصغير
تكبير

يعتقد البعض أن وضعنا الحالي، المتمثّل في: «إن لم تكن معي فأنت ضدّي... وسكوتك ليس له أيّ تفسير سوى أنّك ضدي»...

نعم يعتقد البعض أن هذه الحالة مستجدّة على البلد... أو دخيلة علينا.

لكن المتتبع لأمور الشؤون الداخلية للبلد، يكتشف أن هذه الحالة أصبحت متأصّلة في تفكيرنا منذ مدّة طويلة... وإن لم أكن مخطئاً فمن يقرأ تاريخ البلد يكتشف أن هذا الفكر أصبح أكثر وضوحاً بعد الاستقلال.

بهذا المبدأ: «أنت إمّا معي وإمّا ضدي»، سيدخل «الحكومة والمجلس» الجلسة المقبلة... اعتقاداً من الحكومة أن بإمكانها الإنجاز وتخطّي العقبات... سيحاول البعض تقريب وجهات النظر لإنقاذ الوضع ومحاولتهم المساعدة لحلحلة الأمور... الكثير من الوسطاء ليس له أيّ مصالح شخصية... إنما حبّه وإخلاصه للبلد جعله يتدخّل... والبعض نعم لديه مصالح شخصية، ومصالحه الشخصية والحزبية (وإن كان البلد ليس به أحزاب) تتطلّب منهم اتخاذ موقف المصلح... والظهور بمظهر المقرّب لوجهات النظر.

سيحاول هؤلاء العمل على جعل الجميع منتصراً... الحكومة منتصرة والمجلس منتصر.

إن هذه المجموعة - التي ستعمل على تقريب وجهات النظر - هي المجموعة التي سيطولها السبّ والقذف والتجريح من مؤيّدي طرفيّ الصراع... والتجريح سيطول ماضيها ومستقبلها... وسيطول شخصها وأهلها.

وأيضا التجريح سيطول كل مَن يقف على الحياد... فالجلسة المقبلة، سيعمل العديد على منع وضع الحياد... فوضع الحياد ليس له إلّا تفسير واحد في قاموسهم خلال الجلسة المقبلة، وهو أنك ضدي وأنت تعمل ضد مصلحة البلد، وهذا ينطبق على طرفي الصراع بلا استثناء.

إننا بالفعل أصبحنا بحاجة ماسة إلى حملة تثقيفية... صادقة يقودها مخلصون لتغيير العديد من المفاهيم في البلد... إن مفهوم أنت لست معي إذاً فأنت ضدي... مفهوم يجب أن يعمل الجميع على اجتثاثه من الفكر الاجتماعي والإعلامي والسياسي في البلد... حفظَ اللهُ الجميعَ من كل شر ووباء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي