No Script

دراسة رصدت وحلّلت للمرة الأولى مُدد بقاء «المدافع المضادة» لدى الناجين من «كوفيد- 19»

مناعة المتعافين من «كورونا»: بين بضعة أيام... وعشرات الأعوام!

تصغير
تكبير

خلُصت دراسة بحثية جديدة أجراها علماء تابعون لكلية الطب Duke-NUS في سنغافورة إلى أن طول مدة المناعة - الأشبه بـ«المدافع المضادة» التي يكتسبها المتعافون من مرض «كوفيد- 19» الذي يسببه فيروس كورونا المستجد - يتفاوت بشكل كبير من شخص إلى آخر على نطاق واسع لم يكن واضح المعالم من قبل.

الباحثون اكتشفوا أن المتعافين من (كوفيد- 19) ينقسمون إلى 3 فئات رئيسية في ما يتعلق بمدة المناعة التي اكتسبوها، وهي الفئات الي تنقسم بدورها إلى 5 مجموعات.

الفئة الرئيسية الأولى شملت مجموعتين، وبلغت نسبتها 38 في المئة إجمالاً من المتعافين، حيث لم تظهر لديهم أي أجسام مناعية مضادة أو ظهرت بنسب قليلة ثم سرعان ما تضاءلت مستوياتها وتلاشت بعد مرور أيام أو أسابيع قليلة على تعافيهم.

والفئة الرئيسية الثانية شملت مجموعتين أيضاً وشكَّلت 60 في المئة إجمالاً من المتعافين، وهؤلاء لم تبدأ مستويات الأجسام المناعية المضادة في التراجع تدريجياً لديهم إلا بعد مرور 6 أشهر كاملة على تعافيهم.

أما الفئة الرئيسية الثالثة فبلغت نسبتها 2 في المئة (تقريباً) ممن شملتهم الدراسة، وهؤلاء يعتبرون الأكثر حظاً، حيث لوحظ أنهم لم تنخفض لديهم مستويات تلك الأجسام بعد مرور أكثر من ستة أشهر، بل إنها شهدت ارتفاعاً، وهو الأمر الذي رأى الباحثون أنه يبشر بأن المناعة المكتسبة لدى أولئك المتعافين ستستمر معهم لمدة طويلة نسبياً ربما تتراوح بين سنة كاملة وعشرات السنوات.

وفي إطار الدراسة التي نُشرت في العدد الحالي من مجلة The Lancet Microbe، قام فريق الباحثين برصد ومتابعة مستويات الأجسام المضادة في أجسام 164 من المتعافين من مرض (كوفيد- 19) في سنغافورة على مدار ستة إلى تسعة أشهر، حيث تم أخذ عينات دم من كل مريض متعافٍ على فترات، وحللها الباحثون للكشف عن تطور مستوى الأجسام المضادة وخلايا (T-cells) المناعية، التي هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلتصق بالفيروسات وتقتلها.

وفي النهاية، تم تجميع بيانات التحاليل واستخدامها في إنشاء إحداثيات خوارزمية للتنبؤ المستقبلي بمسارات مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت.

وأشار الباحثون إلى إن هذه النتائج تقدم دليلاً على أن المتعافين الذين ينتمون إلى المجموعتين الأولى والثانية (أي 38 في المئة إجمالاً من المتعافين) ينبغي عليهم مواصلة اتباع الإجراءات الوقائية، وذلك لأنهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة مرة أخرى خلال موجات «كوفيد- 19» اللاحقة، أو حتى من خلال إصابتهم بالسلالات المتحورة شديدة العدوى.

وتعليقاً على تلك النتائج، قال الدكتور وانغ لينفا الذي شارك في الإشراف على الدراسة: «إن الرسالة الرئيسية المستخلصة من دراستنا هذه هي أن طول عمر الأجسام المناعية المضادة لفيروس كورونا المستجد يمكن أن يتباين تبايناً كبيراً بين المتعافين من مرض (كوفيد- 19)، ومن المهم مراقبة ذلك على المستوى الفردي».

وأضاف الدكتور لينفا متوقعاً: «من الممكن أن يكون لنتائج هذا العمل البحثي انعكاسات إيجابية على طول عمر المناعة المكتسبة بعد تلقي التطعيم، وهذا الأمر سيكون جزءاً من دراسات المتابعة التي سنقوم بها مستقبلاً».

ومن جانبه، قال الدكتور ديفيد الذي قام بمراجعة الدراسة بصفته مديراً للمركز الوطني للأمراض السارية في سنغافورة: «تبحث هذه الدراسة في الأجسام المناعية المضادة المهمة في الحماية من مرض (كوفيد- 19). وقد خلُصت الدراسة إلى أن الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا المستجد تتضاءل لدى المتعافين منه بمعدلات متباينة. ومع ذلك، فإن وجود مناعة الخلايا (T-cell) يوفر الأمل في الحماية طويلة المدى، وهذا أمر سيتطلّب مزيداً من الدراسات والوقت لإثبات الأدلة الوبائية والسريرية».

5 مجموعات... من «الصِّفرية» إلى «المحظوظة»
على أساس تحليل البيانات التي جمعها الباحثون، تم تصنيف المتطوعين الذين شملتهم الدراسة إلى المجموعات الخمس التالية استناداً إلى مدى بقاء الأجسام المضادة لمرض كوفيد- 19 في أجسامهم بعد تعافيهم.

المجموعة السلبية (الصفرية):

أطلق عليها الباحثون لقب «الصفرية» لأن أفرادها لم تظهر لديهم أي أجسام مناعية مضادة قابلة للرصد عقب تعافيهم. وشكَّلت تلك المجموعة 11.6 في المئة من إجمالي أفراد العينة.

مجموعة «التضاؤل السريع»:

رُصدت لدى أفرادها مستويات مبكرة متفاوتة من الأجسام المضادة التي تضاءلت سريعاً في غضون أيام قليلة بعد التعافي. وشكَّلت هذه المجموعة 26.6 في المئة.

مجموعة «التضاؤل البطيء»:

تراجعت الأجسام المناعية المضادة لدى أفراد هذه المجموعة بوتيرة تدريجية بطيئة في غضون 6 أشهر بعد التعافي. وشكّلت هذه المجموعة 29 في المئة.

مجموعة «المستويات المستقرة»:

شملت المتعافين الذين لوحظ أن مستويات الأجسام المناعية المضادة لديهم لم تنخفض إلا بدرجة طفيفة خلال 6 أشهر على الأقل بعد تعافيهم، ثم بدأت في التراجع التدريجي الملموس بعد ذلك. وشكَّلت هذه المجموعة 31.7 في المئة.

مجموعة «الاستجابة الممتدة»:

شملت المتعافين المحظوظين الذين ظلت مستويات الأجسام المناعية المضادة لديهم ثابتة خلال الأشهر الستة التالية لتعافيهم، بل وبدأت في التزايد بعد ذلك. وتألفت هذه المجموعة المحظوظة من 1.8 في المئة من المتعافين المتطوعين الذين شملتهم الدراسة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي