No Script

رجال الأمن يعملون على تطبيق الحظر الجزئي وسط ظروف صعبة

«العيون الساهرة»... إنصافهم واجب وطني

تصغير
تكبير

- مطلوب تأمين الحاجات الضرورية للنقاط... من أكل وشرب ودورات مياه
- 12 ألف عنصر من جميع قطاعات «الداخلية» يتوزعون على نحو 800 نقطة أمنية
- النقاط الأمنية بلا أي تجهيزات تضمن احتياجات عناصر يبقون في الشارع 12 ساعة
- إغلاق الأسواق والمطاعم يزيد معاناة العناصر في تأمين مستلزماتهم
- في الحظر الماضي كانت بعض احتياجاتهم تأتي من الأهالي ولجان خيرية وفرق تطوعية
- مكافأة «الصفوف الأمامية» في الانتظار... وقسم كبير منهم لم يتلقوا اللقاحات بعد

فيما شكل قرار مجلس الوزراء فرض الحظر الجزئي في البلاد لمدة شهر، فرصة جديدة للجميع، مواطنين ومقيمين، للرجوع إلى البيت مبكراً والخلود إلى الراحة والاسترخاء، والاجتماع مع الأهل والأبناء، كان هناك اتجاه آخر لفئة شكّل القرار تكليفاً لها بالتواجد في الشارع والعمل على مراقبة التزام الجميع بالحظر وعدم الخروج، في سبيل تطويق تداعيات فيروس «كورونا» والموجة الثانية من انتشاره.

إنهم رجال الأمن، الذين ما إن تقف عقارب الساعة على مؤشر الخامسة مساء، حتى تجدهم منتشرين على الطرق السريعة والداخلية، وفي المناطق السكنية، يقومون بواجبهم وينفذون التكليف بهمة عالية وروح وطنية من دون كلل أو ملل، ليكونوا العيون الساهرة لتنفيذ القانون، من خلال تنفيذ خطة متكاملة تشمل جميع محافظات البلاد عبر انتشار قوامه نحو 12 ألف عنصر موزعين على نحو 800 نقطة أمنية، ما بين ضباط وصف ضباط وأفراد، من جميع قطاعات وزارة الداخلية، التي تشمل المرور والأمن العام والنجدة والمباحث الجنائية والقوات الخاصة وأمن المنافذ.

ويعمل رجال الأمن على تنفيذ قرار حظر التجول متواجدين في الطرق على مدار 12 ساعة، من الخامسة مساء إلى الخامسة صباحاً، بعيدين عن أسرهم وأبنائهم، وسط تقلبات جوية عدة، تحمّلوها بكل قوة وإصرار، بالإضافة الى بعض مهام عملهم الأساسي المكلفين به في الفترة الصباحية، سواء في المخافر أو الإدارات.

ومع كل هذه الأعباء التي يضطلع بها رجال الأمن في الطرق، خلال فترة الحظر، لا يغيب عن الناظر لجهود هؤلاء الأبطال، حجم المعاناة اليومية خلال فترة دوام تمتد 12 ساعة متواصلة يومياً، تغيب فيها احتياجات كثيرة تدعم «صمودهم» المتواصل، فخلال فترة وجودهم في الطرق لتنفيذ الحظر تكون الأسواق والمطاعم كلها قد أغلقت، وهو أمر ينعكس عليهم بعدم قدرتهم على الحصول على وجبات طعام أو المياه، وهي معاناة عاشها رجال الأمن خلال الأيام السابقة من الحظر، ويقومون بتأمين مستلزماتهم بجهودهم الخاصة ومن بيوتهم، حيث يضطرون إلى تخزين الوجبات في بوكسات خاصة أو في مركباتهم لتناولها خلال نوبة العمل.

علاوة على ذلك، يقومون بشراء كافة احتياجاتهم من نفقتهم الخاصة، وهذا أمر لا يليق بمن يعمل أضعاف ما يعمله الموظفون، فمن دوامهم في الصباح، إلى نقاط مراقبة الحظر من العصر وحتى فجر اليوم التالي، حيث كان من الواجب أن يتم تأمين مستلزمات النقاط الأمنية من خلال التعاقد مع شركات خاصة توافر لهم الوجبات المناسبة وكل ما يحتاجون.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه خلال تنفيذ قرارات الحظر الجزئي والكلي العام الماضي، كانت بعض اللجان الخيرية والفرق التطوعية تؤمن لهم وجبات الطعام، فيما كان بعض الأهالي يقومون بتزويد النقاط الأمنية أمام منازلهم بالمواد الغذائية.

يضاف إلى تلك المعاناة عدم تأمين النقاط الأمنية، بمستلزمات ضرورية مثل دورات المياه أو ما شابه ذلك.

كما أن رجال الأمن ما زالوا على الوعد بصرف مكافأة «الصفوف الأولى» التي وعدوا بها منذ بدء الجائحة - وإن كان ذلك ليس محل مطالبة منهم في أداء مهامهم البطولية - بتفانٍ كامل وحماس كبير منذ أكثر من سنة، علماً أن قسماً كبيراً منهم لم يحصل بعد على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا».

رغم كل المعاناة، لم يتسرب الإحباط لنفوس رجال الأمن، فهم يقومون على أداء واجباتهم بكل همة واقتدار، يؤدون واجباً وطنياً، لكن واجبهم علينا أن يحظوا بنظرة تقدير وتكريم، لاسيما أنهم يقدمون أنصع صور العمل بالتعامل الراقي مع الجمهور، وتقديم كل سبل المساعدة والعون لمن يحتاج، وتذليل كافة العقبات أمام المواطنين والمقيمين والتعامل معهم بروح القانون مع الحالات الإنسانية.

يبقى أمام الحكومة أن تعمل على تكريم منتسبي وزارة الداخلية ممن شاركوا في تطبيق الحظر منذ العام الماضي وحتى اليوم، وإنصافهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية والضرورية ليواصلوا أداء مهامهم الوطنية بنفس الروح العالية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي