خواطر صعلوك

اليوم العالمي لمُعلمي العلوم!

تصغير
تكبير

في عام 460 ق. م؛ وُلد للتو ديموقريطوس، كانت لا تزال رائحة الطين تفوح منه، ويقال إنه وُلد ضاحكاً.

سِرب الحمام الذي كان يهبط على سطح بيته، ليلتقط أشياء لا يراها، جعله طوال شبابه يحاول أن يفهم أصغر وحدات المادة.

ويوماً ما ومن سوء حظه، وبينما هو عائدٌ من عند الحلاق، تعثّر بالذرّة... فسقط في بئر ولم تلتقطه البشرية إلا عام 1803، كان قد شبع موتاً حتى التخمة.

عالم الكيماء جون دالتون، سيتعثَّر في «الذرّة» نفسها عندما أراد أن يُسخّن إبريق الشاي لضيوف زاروه، ماذا بك؟ يسألونه.

ينهض من الأرض، ينظف ثيابه، ينظر للأسفل، يقول: إن الذرة حقيقة، وهي تشبه كرات البيلياردو.

ينفجر الجميع ضحكاً، عدا الأستاذ الجامعي المسيحي المتدين الذي أخذ الأمر على محمل الجدّ، خرج من البيت، ذهب إلى المعمل، نزع ثيابه، ثم ذهب لحفل تسلم جائزة نوبل عام 1909م مكتوبٌ عليها «جوزيف طومسون» الذي اكتشف الإلكترون وقال: الأمر أعقد من ذلك بكثير، إنها تشبه حلوى البودنج.

سيرفع أحد الحضور كلتا يديه ويعترض على طومسون، يسود الصمت القاعة، يصرخ الرجل: إنها تشبه المجموعة الشمسية في دقتها وحركتها، صدّقني الأمر ليس كما تتصور. سيظهر بعد رذرفورد، نيلزبور، ثم سيظهر هايزنبيرج. وبعده لن يتعثر أحد في الذرّة بعد اليوم.

قُدّم نموذج «عدم اليقين» الذي يقول إن الأمر ليس طاولة البيلياردو ولا على طاولة المطبخ والحلوى ولا طاولة الكون، هناك حدود للدقة التي يمكن بها معرفة خصائص أي جُسيم.

عندما علم ديموقريطوس بالأمر، وهو في قاع البئر وقد تشرَّب الموت، أطلق ضحكة وغير عادة الموتى، ثم مات.

المجتمع الغربي قرر أن يحلّ الخلاف بين السادة العلماء، فتبنّى نموذج المجموعة الشمسية الدقيق في محطات قطاراته ومصانعه ومركبات مواصلاته وإجراءات الإدارة لديه، ونموذج «عدم اليقين» في أخلاقه، المجتمع العربي شارك في حلّ النزاع، فقرر أن يستخدم لغته المكتوبة على قمر الشعراء، فأضاف ما اضاف إلى «ذرّة» المعمل كي تدخل التاريخ، وتبنّى نموذج «عدم اليقين» في قطاراته ومؤسساته ومركبات مواصلاته ونظام الإسكان، ونموذج «الحرب الأهلية» لحل خلافاته.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي