No Script

«التجارة» طبقت القانون... وسط آراء متفاوتة

إغلاق كافيه «الممّية»... «ماكو ننّه طلبو سيريلاك»!

تصغير
تكبير

أغلق كافيه «الممّية»، و«ماكو ننّه... طلبو سيريلاك» !

لم تكد تمر 48 ساعة على إطلاق أحد الكافيهات فكرة غريبة بتقديم القهوة والعصائر مستخدماً «الممّية» أو «الننّه»، حتى تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه من قِبل الجهات المختصة وإغلاق مقره بالقانون.

وكانت مقاطع فيديو انتشرت تُظهر عدداً كبيراً من الشبان والشابات والصغار والكبار أيضاً على حد سواء، مصطفين «طوابير» بانتظار الحصول على «الممّية» الممتلئة بالقهوة وليس بالحليب كما هو المعتاد، ما استدعى تحرك وزارة التجارة والصناعة (قطاع الرقابة وحماية المستهلك)، حيث توجه موظفوها إلى الموقع في مدينة الكويت، واتخذوا بحق «الكافيه» الإجراء القانوني وإغلاقه فوراً، في الوقت الذي علّق فيه الحساب الرسمي للكافيه عبر «إنستغرام»: «سمعاً وطاعة لوزارة التجارة، بس لو معطينا إنذار جان شلنا المميات»، مرفقاً معه صورة تتضمن عبارة «ماكو ننّه... طلبو سيريلاك».

وقد لقي هذا الإجراء القانوني استحساناً كبيراً لدى كثيرين ممن عارضوا واستنكروا هذه الفكرة الغريبة، والتي وصفوها بالدخيلة على المجتمع الكويتي، وأيضاً على العادات والتقاليد التي لا تليق بالكبار لأن «الممّية» فقط يستعملها الأطفال الرضّع الصغار. في حين استنكر البعض الآخر تصرف «التجارة» واعتبروا الموضوع «شي عادي» وأنها حرية شخصية لمن يرغب في شرب قهوته من خلال الكوب أو «الممّية» حتى.

الجدير بالذكر أن شرب القهوة عن طريق «الممّية» لم ينتشر في الكويت أولاً وبشكل حصري، إذ انتشر قبل أيام في أكثر من دولة خليجية، منها إمارة دبي التي قامت السلطات المعنية فيها باتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق «الكافيهات» لمخالفتها العادات والتقاليد، ولكون الطريقة التي يقدمون بها القهوة غير صحية، ومن شأنها أن تكون سبباً في انتشار «كوفيد - 19».

بدورها أيضاً،أعلنت هيئة حماية المستهلك بسلطنة عمان عن وأدها تلك الظاهرة بعد إغلاق أحد المقاهي الذي وردت في شأنه بلاغات حول تقديمه مشروبات في «الممّية»، حيث أكدت الهيئة في بيان لها أن القانون العماني يحظر تداول السلع التي تأتي على أشكال خادشة للحياء أو مخلة بالآداب العامة. كما دعت الهيئة أصحاب الأعمال إلى الأخذ بعين الاعتبار عادات وتقاليد المجتمع العماني الأصيلة والابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بها.

من جانبها، حذرت وزارة التجارة والصناعة والسياحة في مملكة البحرين المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم من تقديم المشروبات في مراضع الأطفال «الممّية»، واصفة هذه الممارسات بالمخالفة للعمل التجاري وتتنافى مع عادات وأعراف المجتمع البحريني الأصيل.

المشعان لـ«الراي»: نكوص للشباب ونقص حنان

«الراي» استطلعت الرأي من ناحية علم النفس، فأكد الأستاذ الدكتور في جامعة الكويت - كلية العلوم الاجتماعية رئيس قسم علم النفس الدكتور عويد المشعان، أن «ظاهرة (الممية) التي انتشرت أخيراً هي نكوص للشباب والرجوع لسن الطفولة، وذلك يرجع لأن من يفعل ذلك يعاني من نقص في الحنان واضطرابات نفسية، ما يجعله يحاول أن يعوض ذلك في أشياء قديمة ومنها الرجوع إلى الطفولة حتى يرضي نفسه»، موضحاً أنها ظاهرة غير منطقية والعقل يرفضها.

وقال المشعان إن «الرجل لا بد أن يكتسب النضج الانفعالي والمهني وألا يعود لحركات الطفولة غير المقبولة اجتماعياً، والتي لا تمت بصلة لعاداتنا وتقاليدنا التي تربى عليها وهو طفل صغير حتى أصبح رجلاً يمثل دولة وهو من يحميها».

وأضاف أن «الشباب لا بد أن يترفعوا عن مثل تلك الظواهر الغريبة التي تنتشر بسرعة بسبب الإقبال عليها، والتقليد الأعمى لمجتمعات مختلفة عنا، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى التقليل من النفس والكيان والرجولة، بما أنها من الظواهر السلبية التي يجب محاربتها والابتعاد عنها».

وأضاف أن «التوعية أفضل من المنع من دون توعية حتى لا تكون هناك ردة فعل عكسية بعد المنع، فكل ممنوع مرغوب، ولا بد من التوعية أولاً للابتعاد عن تلك الظواهر الدخيلة».

واعتبر المشعان أنها «لا تعتبر (هبة)، بل نكوصاً، بما أن الهبة اختراع وهذه ليست باختراع، وأنصح كل شاب بالاختراع لأشياء جديدة وجاذبة ومفيدة للمجتمع، بدلاً من الجري وراء ظواهر تخجل منها لاحقاً أمام أسرتك وجيرانك ومعارفك... وحتى في عملك، حيث من الممكن أن تصل إلى منصب قيادي في مؤسسة كبيرة ويعرف عنك أنك كنت من شباب (الممية)، فهذا سيقلل من احترام البعض لك، ويقلل من هيبتك في عملك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي