دخل الشتاء العالم، وزادت التخوفات من انتشار أنفلونزا الخنازير، وهو تخوف له مايبرره «طبياً وعلمياً»، لكني فوجئت بصديق ذاهب لأداء فريضة الحج يرفض بشدة التطعيم المفروض ضد المرض. فسألته عن السبب؟ فقال لي إن الكثير من الأطباء في العالم أعلنوا تخوفاتهم من هذا اللقاح، وذكر لي تصريحاً حديثاً لوزيرة الصحة الفنلندية قالت فيه: إن أميركا تهدف لتقليص سكان العالم بنسبة الثلثين دون أن يتكبدوا بل يجنون المليارات، وأجبروا «منظمة الصحة العالمية» على تصنيف أنفلونزا الخنازير بدرجة «وباء مهلك» كي يجعلوا التلقيح إجبارياً لا خيارياً، وخاصة للشرائح المستهدفة أولاً من الجيل القادم، وهم الحوامل والأطفال.
وقالت الوزيرة: حكومتنا الفنلندية رفضت ذلك التصنيف وجعلت درجة المرض عادية كي لا يجبر أحد على التلقيح، ولا أحد يعرف مطلقاً ما هي تأثيرات اللقاح بعد عام أو خمسة أعوام أو 20 عاماً! أهو عقم مطلق، أم سرطان، أم غيره من الأمراض والأورام المهلكة! الأهم أن أميركا أعفت الشركات المنتجة من تحمل أي مسؤولية، وذلك مؤشر خطير على النوايا المبيتة.
انتهى حديث صديقي وما نقله عن الوزيرة الفنلندية، وشخصياً ازدادت تخوفاتي من هذا اللقاح المشبوه، فقد بحثت فوجدت مقالاً بعنوان: «كابوس مروع - أسرار منظمة الصحة العالمية» لكل من الدكتورة سارة ستون، والصحافيين جيم ستون وروس كلارك. المقال كان يؤكد على أن هناك مؤامرة، حيث قال ان برنامج التطعيم الإجباري ضد فيروس أنفلونزا الخنازير «H1N1» يبرهن صحة فرضية أن الفيروس «H1N1» من الفيروسات المركبة جينياً وأنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم، وهو ما يكشف عن مؤامرة قذرة وواضحة لتقسيم الإنسانية إلى مجموعتين.
المجموعة الأولى: تضم أولئك الذين تدنت قدراتهم العقلية والفكرية، وتدهورت صحتهم وانخفضت القدرات الجنسية لديهم عن طريق التطعيم الملوث.
ومجموعة أخرى لاتزال تمتلك تلك الميزات الإنسانية الطبيعية وبالتالي فهي متفوقة وتحكم المجموعة الدنيا إن لم تستعبدها فعلاً. وكان الأخطر ما جاء في صحيفة نمساوية اسمها «يان بيرجرمايستر» متخصصة في الشؤون العلمية، حيث كشفت أن ما بات يعرف بفيروس أنفلونزا الخنازير، الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأميركية.
اتهمت الصحافية النمساوية مجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية تحت عنوان الإرهاب البيولوجي وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي «إف بي آي».
واعتبرت الصحيفة أن فرض التطعيم الإجباري لـ «أنفلونزا الخنازير» انتهاك مباشر لحقوق الإنسان، وشروع في استخدام «أسلحة بيوتكنولوجية».
ومن هذا المنطلق، ترى يان بيرغرمايستر في عريضة الشكوى أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تصنيفها إلا في خانة «الإرهاب والخيانة العظمى».
في هذه الأثناء أكد عدد من إخصائيي علم الفيروسات أن فيروس «H1N1» المسبب للمرض من الفيروسات المركبة جينيا، وأنه تم إطلاقه عن عمد لتبرير التطعيم. ويتساءلون: من أين حصل هذا الفيروس على كل هذه الجينات؟ ويقولون: إن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر العام 1918، بالإضافة إلى جينات من فيروس أنفلونزا الطيور«H5N1»، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس «H3N2»، وتشير جميع الدلائل إلى أن أنفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركب ومصنَّع وراثياً.
لا أخفي أنني بعد ما قرأت عذرت صديقي في تخوفاته ورفضه التطعيم قبل السفر للحج، وهو ما جعلني أشارك المستشار في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عالم الاجتماع السويسري يان تسيجلر في قوله: انه من التبجح أن يظهر مسؤول من «منظمة الصحة العالمية» أمام وسائل الإعلام المختلفة قائلاً إن فيروس «H1N1» يهدد ملياري إنسان، مشيراً إلى أن مسؤولي المنظمة يتعاملون «بشكل غير مسؤول» مع التصريحات حول خطورة الفيروس.
وتابع: ان نحو 953 مليون إنسان يعانون بشكل دائم من نقص التغذية، كما أن العالم يشهد وفاة طفل تحت سن عشرة أعوام كل خمس ثوانٍ، مضيفاً: «نحن نقبل ذلك وكأنه أمر طبيعي للغاية»، وأزيد عليه: أين تلك المنظمة المهتمة بالصحة العالمية والملايين يموتون من الجوع في العالم في النيجر والصومال وغيرهما من بلاد الكوارث، وأين «منظمة الصحة العالمية» وقد ضُربت بغداد في 2003 بمختلف أنواع الأسلحة البيولوجية الخطيرة وقد ظهرت تداعياتها على السكان، وكذلك أفغانستان؟!
ولا يفوتني غزة، وما أدراك ما حدث في غزة من حصار وجوع ومرض وموتى. ثم ضرب بالقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً وما أحدثته من تشوهات لأطفال صغار لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطينيون. وأخيراً، لقد زادت قناعتي أن لقاح أنفلونزا الخنازير مشبوه علمياً ومشبوه سياسياً ومشبوه اقتصادياً بدرجة كئيبة.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
[email protected]