خواطر صعلوك

كيف يُحلب المواطن؟!

تصغير
تكبير

ربّ أسرة، رجل محترم يسعى إلى العمل من أجل سعادته وسعادة أبنائه، قرّر أن يسافر مع أسرته مع بداية عطلة الربيع وفتح المطارات، ولكنه لم يتخيّل إطلاقاً أن تكون رحلة عذاب له ولأبنائه، يسرد القصة بهذا الشكل:

أُلغي حجزي بتاريخ 25/2/2021 من الطيران التركي بسبب الطيران المدني الكويتي، وذلك نتيجة لقراره بألّا يتجاوز عدد الركاب خمسة وثلاثين راكباً. وبعد البحث عن أي حلول أو أي طيران آخر للعودة، لم أجد إلّا خيارين، الطيران الكويتي وطيران آخر، كما ارتفع سعر التذاكر من 110دنانير إلى 390 ديناراً، وكان طيران الكويتية أعلاها سعراً حيث وصل إلى 470 ديناراً.

وفي تاريخ 22/2 - وبعد قلقي وحيرتي أنا وعائلتي - نحن نتكوّن من 6 أفراد زوج وزوجة و4 أطفال - وجدنا طيراناً متاحاً بتذاكر جديدة وبقيمه 600 دينار، دفعتها ولم أسترد أموالي من الطيران التركي!

وبعد اتخاذ قرار العودة إلى البلاد، وتحمّل خسارة التذاكر وشراء تذاكر الطيران الجديدة... قمنا بعمل فحص «pcr» في تركيا ودفعت 150 ديناراً، وعند الكونتر في تركيا طلبوا مني تنزيل تطبيق «شلونك»، ومن هنا بدأت معاناة جديدة. لم يسمحوا لي بوضع الأمتعة على الوزن، إلّا بعد دفع قيمة pcr - عدد 2 لكل شخص - لحساب الكويت عن طريق وزارة الصحة، من خلال برنامج «شلونك».

أخبرتهم أني للتو قمت بإجراء هذا الفحص في مطار تركيا، أخبروني أن هذا فحص آخر ستجريه عند وصولك الكويت... وتفاجأت عندما وجدت اسم مستشفى خاص، وليس من قبل وزارة الصحة. بعد دفع وتنزيل التطبيق ودفع قيمة 60 ديناراً للفرد - ونحن ستة أفراد - يعني 360 ديناراً أخرى. بدأت معاناة أخرى عندما أخبروني أنه يجب أن أجري اتصالاً بأحد المكاتب أو الفنادق لحجز فندق على حسابي، لي ولعائلتي عند الوصول!

وبعد المعاناة والاتصالات وترجّي المناديب الموجودين أو المتاحين أو المعترف بهم من قبل بلدي، أقولها وكلي حرقة! لا أجد أماكن شاغرة في فنادق 3 نجوم، وقبل نصف ساعة من إقفال الكاونتر حجزت في فندق 4 نجوم والمتاح فيه غرفتان فقط وبسعر 490 ديناراً... اقترضتهم من كويتي لا أعرفه أشفق على حالي. غرفتان بـ4 أسرة مع وجبة إفطار، وعند طلب أي وجبة أخرى، سأدفع 8 دنانير لوجبة الفرد... ماذا يعني هذا؟ يعني أني سأدفع 96 ديناراً من أجل الغداء والعشاء في اليوم الواحد، ولمدة سبعة أيام، من قال لكم إن راتبي يتحمّل كل هذا؟

باختصار لكي أعود إلى بلدي دفعت معاشي مقدماً... والحين على الحديدة، الله يوم القيامة سيسأل جميع المسؤولين عن حالي وحال الكويتيين، الذين تتم معاقبتهم، فقط لأنهم فكّروا أن يسعدوا أبناءهم بعد حظر كامل لمدة سنة.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي