No Script

«الراي» خاضت التجربة على ارتفاع 13 ألف قدم مع مركز «كويت سكاي دايف»

«SKYDIVING» في سماء الكويت... متعة وأمان

تصغير
تكبير

- المبتدئ يقفز مع مدرب معتمد عن ارتفاع 13 ألف قدم عن سطح الأرض
- جهات كثيرة تتدرّب لدينا منها وزارتا الدفاع والداخلية وأيضاً الحرس الوطني

أن تكون معلّقاً بين السماء والأرض، على ارتفاع 13 ألف قدم، بما يتضمنه القفز من الطائرة، ثم التحليق في السماء من دون أجنحة، قبل أن تهبط بواسطة المظلة... شعور رائع لا مثيل له، أصبح بإمكانك أيضاً تجربته اليوم في الكويت مع مركز «Kuwait SkyDive» الذي يقع في منطقة الخيران.

«الراي» خاضت هذه التجربة، وفي ما يأتي وصف للشعور والمتعة الكبرى منذ اللحظة الأولى للوصول إلى حين التحليق ثم الهبوط مجدّداً على الأرض.

بداية الرحلة

في تمام الساعة الثالثة عصراً، تم التوجه إلى منطقة الخيران، حيث كان عدد من الشباب والفتيات الكويتيين المحترفين، متواجدين داخل قاعة الانتظار في مركز «Kuwait SkyDive» يستعدون للقفز. وبعد السؤال، اتضح أنهم يتبعون للمركز. كذلك كان يوجد عدد من الهواة والمبتدئين ممن يرغبون في خوض التجربة، حيث كانت كل مجموعة مع قائد يشرح لها ويتفق على آلية القفز من خلال جهاز شبيه بالمقصورة حتى لا تحصل الفوضى في السماء، وطبعاً ذلك حصل تحت إشراف وحضور المؤسس ومبادر مركز «Kuwait SkyDive» المظلي إبراهيم الربيعان الذي حرص على تسهيل تجربة «الراي».

الخطوة الأولى كانت الدخول إلى غرفة تبديل الملابس، حيث يتم أخذ المقاسات لمنحك زياً مخصصاً لذلك، قبل أن تتسلّم حزاماً يلتف على كامل الجسم من جميع الجوانب، يمنح المدرب المقدرة على ربط نفسه بالشخص المبتدئ الذي سيقفز.

شرح مبسط

مع وصول المدرب المعتمد والمحترف صاحب الابتسامة العريضة محاولاً كسر حاجز الخوف أو التوتر أمام كل شخص مبتدئ، دار حوار سريع عن مدى استعدادنا لخوض هذه التجربة، بعدها انطلق بشرح تفصيلي عن كل ما سيحصل منذ اللحظة الأولى للإقلاع، بدءاً من دخول الطائرة، ثم القفز منها، إلى حين فتح المظلة، وبعدها الهبوط على الأرض.

إذ أوضح في خضم كلامه أن القفز المظلي الحر يخضع لنظم وقوانين الطيران، مستقطباً شريحة كبيرة من الشباب من كلا الجنسين والأعمار ممن اعتادوا على ممارسة هذه الرياضة خارج الكويت لعدم توافرها هنا، أو حتى لمن لديهم الفضول للتجربة. كما أكد أن الجميع له حق ممارسة هذه الرياضة، ومجيباً عن سؤال «الراي» بعدم أحقية المبتدئ القفز وحيداً من دون مرافق محترف معه، وأوضح أيضاً أن القفز يبدأ من ارتفاع 13 ألف قدم عن سطح الأرض للمبتدئين.

المغامرة

بعد الانتهاء من ذلك، تم الانتقال مباشرة مع كامل الطاقم إلى الطائرة التي كانت مع قائدها على أهبة الاستعداد، إذ تم الدخول إلى المقصورة بالترتيب تباعاً والجلوس بشكل منظم بحسب ما تم التخطيط له مسبقاً، وهنا أخذت الحماسة تزداد رويداً رويداً، وما هي إلا لحظات حتى دارت المراوح، ثم بدأت الطائرة بالسير على المدرج المخصص لها لتحلّق عالياً فوق سماء الكويت على ارتفاع آلاف الأقدام عن سطح الأرض.

مشهد هوليوودي

مع الوصول إلى ارتفاع شاهق، كان التفكير الوحيد في عقلنا منصباً نحو إرشادات المدرب، مع النظر من خلال النافذة إلى الأسفل، ومع الوصول إلى الارتفاع المنشود أبلغنا قائد الطائرة بهذا، بعدها أعطى قائد الفريق إشارته لكل المظليين حتى يستعدوا ثم فتح باب الطائرة وكان هو أول القافزين، وتبعه البقية تباعاً بشكل منظّم، وهنا كان الأمر لنا أشبه بمشهد في فيلم سينمائي هوليوودي عندما يتخذ الجنود أماكنهم استعداداً للهبوط لتنفيذ مهمة عسكرية ما، حينها أخذت الحماسة تزداد وتيرتها، ودقات القلب تتسارع بشكل كبير... فالموضوع أصبح جدياً.

اقتربنا من حافة الباب بخطوات بطيئة وفي الخلف مباشرة المدرب الذي ثبّت نفسه بنا بشكل محكم، وبإشارة منه على الكتف ألقينا بنفسنا من الطائرة والوجه موجه إلى الأسفل... والشعور لا يوصف أبداً. وبسرعة، ارتفع معدل الأدرينالين إلى أقصى درجاته، والعين أصبحت تشاهد الأرض وهي بعيدة، وها هو البدن يتسارع بالسقوط نحوها، ومع الإشارة الثانية من المدرب، تم تغيير وضعية الجسم لتصبح أشبه بفاكهة الموز بسبب ازدياد الهواء البارد في الأعلى (كي لا يُكسر أي فقرة بالجسم).

التحليق بالمظلة

ومع الاقتراب من مستوى أقل، تم فتح المظلة التي أنزلتنا إلى منطقة تمكنا فيها من سماع صوت المدرب بشكل واضح (في البداية لا تستطيع سماع أي شيء)، والاستمتاع أيضاً بمشاهدة الكويت من الأعلى.

هي دقائق معدودة (من 3 إلى 4 دقائق) فصلتنا ما بين القفز من الطائرة إلى حين فتح المظلة، لكنها فعلاً كانت مليئة بالحماسة والإثارة، لدرجة أنك تشعر بالانتعاش الكبير.

وبعد فتح المظلة سَمح لنا المدرب بالتحكم بالمظلة يميناً ويساراً، فكانت تجربة فريدة من نوعها وممتعة، فعلاً شعور مغلف بالمغامرة والإثارة، إذ بقينا على هذا الحال قرابة الـ14 دقيقة في سماء الكويت نلتقط الصور ومقاطع الفيديو التي لن تكون بديلة عما تم حفظه في الذاكرة.

الهبوط الآمن

بعد قضاء وقت ممتع مليء بالسعادة والإثارة والمتعة، حان وقت الهبوط إلى الأرض، عندها أعطى المدرب الإشارة على ذلك، وعلى الفور تم الاستعداد لذلك من خلال ثني القدم (وضعية الجلوس على الكرسي)، وفعلاً كان هبوطاً سلساً، سريعاً ختم ما يقارب 25 دقيقة أمضيناها في سماء الكويت محلّقين كالعصافير المحبة للحرية من دون قيود، حيث اطمأن المدرب على حالنا ومدى استمتاعنا بما خضناه، لنتوجه مجدداً إلى داخل المركز ونعود أدراجنا للبيت والذاكرة تعيد لحظة بلحظة ما عشناه.

ما بعد التجربة

شعور السعادة والمتعة بلا شك سيبقى مرافقاً لمن خاض التجربة قرابة اليومين أو الثلاثة...، وسيمتلك الرغبة في تكرارها بحدّ أدنى مرة واحدة في الشهرين، لأنها فعلياً رياضة تتضمن داخلها عديداً من الجوانب الإيجابية التي تمنحها للمرء.

العنصر النسائي... الأكثر إقبالاً!

كشف المؤسس ومبادر مركز «Kuwait SkyDive» المظلي إبراهيم الربيعان، عن أن العنصر النسائي هو الأكثر إقبالاً على هذه الرياضة. وأجاب على سؤال «الراي» حول ذلك: «لن تصدقوا أن العنصر النسائي هو الأكثر إقبالاً على ممارستها من الرجال، خصوصاً للمبتدئات اللاتي يقفزن مع مدربة معتمدة، فهي رياضة تمنح مهارات كثيرة، منها ازدياد الثقة بالنفس، وتدخلك لمجتمع جديد وآفاق أكثر».

وأوضح أنهم يوفرون دورات تدريبية احترافية للقفز المظلي الحر لكلا الجنسين تؤهل وتصقل الموهبة من خلال حصص نظرية وعملية يتدرج فيها المتدرب لحين الحصول على رخصة قافز مظلي معتمدة حول العالم من قبل «المنظمة الأميركية لقفز المظلات (USPA)»، وأنهم منذ الافتتاح قد منحوا مئات الشهادات.

وأشار كذلك بالقول «نقوم بإخضاع بعض الأشخاص لتدريبات خصوصية الغرض منها التأهيل ليكون مدرباً أو مساعد مدرب في هذا المجال».

100 كيلوغرام للرجال... و90 للنساء

أشار الربيعان إلى شروط القفز، موضحاً أنه «حق مشروع للجميع، لكن طبعاً هناك شروط وضوابط وهي بسيطة جداً لكلا الجنسين، بحيث ان يكون العمر 12 وما فوق ولائق طبياً ويتم مع مدرب معتمد يقوم بكل الأعمال المطلوبة والقافز يعيش الأجواء معه. أما في ما يخص من يريد الحصول على الشهادة، فيجب ألا يقل عمره عن 18 عاماً، وأن يكون لائقاً طبياً ولديه الرغبة بممارسة هذه الرياضة. وفي ما يخص الوزن بالنسبة إلى الرجال، فأوضح أن الحد الأقصى يكون 100 كيلوغرام، أما النساء فـ90 كيلوغراماً».

«الداخلية» و«الدفاع» و«الحرس الوطني»

أوضح الربيعان أن «المركز يضم مزيجاً في طاقمه الفني ما بين خيرة الشباب الكويتي ممن أثبتوا مقدرتهم وجدارتهم وبين مجموعة من المظليين الأجانب، حيث تمكن الكويتيون من صقل مواهبهم للتدريب ونقل خبراتهم إلى شباب كويتي جديد».

وفي السياق ذاته، أشار الربيعان إلى أن «جهات كثيرة تتدرب لدينا، منها وزارتا الدفاع والداخلية وأيضاً الحرس الوطني، حتى إن الجيش القطري تدرب لدينا كجهة عسكرية من خارج الدولة لغرض المشاركة في الرياضات العسكرية».

رياضة آمنة

أكد الربيعان أن «هذه الرياضة تصنف على أنها آمنة لكثرة القوانين ووضوح التدريب فيها، إذ تتم تحت إدارة ومتابعة مباشرة للقافزين من قِبل إدارتنا التي تراعي معايير السلامة كوننا نستخدم المعدات المعتمدة دولياً، ويتم فحص الطائرة المستخدمة بشكل دوري، لكن في النهاية أي رياضة في العالم لا تخلو من الحوادث وهذا أمر طبيعي في الحياة».

شكراً... قطاع «الرياضة للجميع»

أشار الربيعان خلال الحوار إلى أنه «تم إنشاء المركز الذي يقع في منطقة الخيران بالعام 2016، وهو تحت إدارة شبابية كويتية، حيث تم تشييده بدعم كبير من مختلف جهات الدولة بلا استثناء، ومن خلالكم أخص بالشكر كلاً من (الهيئة العامة للرياضة) متمثلة بقطاع (الرياضة للجميع) ونائب المدير العام بالهيئة مشعل الهدبة الذي لم يتوان عن تقديم كل التسهيلات، والإدارة العامة للطيران المدني وأخصّ إدارتي (سلامة الطيران) و(الملاحة الجوية، كما لا أنسى تجربة الدكتور صقرالملا يوم الافتتاح عندما خاض تجربة القفز الحر. نحن هنا ننظم برامج ترفيهية ومسابقات تنشيطية لهذه الرياضة الجديدة على بلدنا الكويت، ومهرجانات للتدريب والتوعية ونقدم حصصاً تخصصية، ويتم ذلك على مدارالموسم الذي يبدأ مع أول شهر أكتوبر مستمراً لنهاية شهر أبريل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي