No Script

توجهوا إلى شارع الخليج رغم المنع محملين بعذق الاستقلال ورطب التحرير

خرج الكويتيون من نافذة «الاحترازات الصحية» إلى باب السور

تصغير
تكبير

طلعت الكويت من نافذة «الاحترازات الصحية» الضيقة، إلى «باب السور» الرحب، رافعة أعلام الاستقلال، ورايات التحرير، ومبدية فرحة عارمة لم تخنقها كورونا واشتراطاته.

وبدت الكويت في احتفالاتها الوطنية اليوم كعروس، فارهة الحسن، باسقة الطول، تسدل شعرها على ضفاف الخليج، وتخيط ثوبها بخيرات البحر وثروات البر، وإن كان أفراد الشرطة المتمركزين على امتداد شارع الخليج حالوا دونها ودون مشاركة «المدعوين» إلى حفلها، إلا أن المرصعة باللؤلؤ أبت إلا تحيي «الظمآنين» إلى قربها بإشارة الرفعة والنصر.

وإن كان «الكمام» شر لابد منه في زمن كورونا، فإن الكويتيين طرزوه بأعلام الكويت المشعة بالمجد والبطولة والتضحية والإباء، وإن كان «التباعد الاجتماعي» ديدن كوفيد 19، فإن أهل الكويت في عيدي الاستقلال والتحرير تباعدوا في أجسادهم، وتآلفت قلوبهم وصدحت ألسنتهم حبا في وطن النهار الذي اشرقت شمسه على مشارق الأرض ومغاربها.

ربما أغلق شارع الخليج العربي «قبلة» الاحتفالات الوطنية احترازيا أمام الكويتيين، لكنه لم يحبس ذكرياتهم التي لا تزال ترج في التلافيف، وتتلقفها الألسن، إذ اعتاد أهل الكويت التوجه إلى شارع الخليج في صباح 25 فبراير من كل عام تخليدا لذكرى الاستقلال ومشاركة بالاحتفالات الوطنية وخصوصا العرض العسكري الذي كان في منتصف السبعينيات، وكان ينتظره الكويتيون على أحر من الجمر، وما إن تشرق شمس 25 فبراير حتى يفترش أهل الكويت تراب شاطئ الخليج منتظرين طائرات الدفاع الجوي وهي تحلق جيئة وذهابا، راسمة ألوان علم الكويت، في صورة مبهرة لم تكن مألوفة في تلك الفترة، وتترى الذكريات أمام أهل الكويت الذين وقفوا اليوم بمحاذاة شارع الخليج رغم المنع محملة بعذق الاستقلال ورطب التحرير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي