No Script

بقلم د. علي المطيري

لا تلوموا مُتَّخِذ القرار

تصغير
تكبير

يخوض العالم ظروفاً صعبة واستثنائية في شتى بقاع العالم بسبب جائحة كورونا، التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر، حصدت الأرواح وشلّت الحركة، وأدت إلى آثار اقتصادية وصحية ونفسية في العالم، وجميعنا شاهد عبر وسائل الإعلام المختلفة حجم المعاناة مع فقدان الاف الأرواح يومياً، وعدم قدرة منظومات صحية في دول عدة ومنها متقدمة على استيعاب الاف حالات الاصابة في وقت واحد، مقابل نقص في أسرّة العناية المركزة، والمعدات وأجهزة التنفس الصناعي.

فجائحة كورونا التي أودت بحياة كثير من الطواقم الطبية حول العالم، كانت ولا زالت المعاناة مستمرة في مواجهتها، وتضحيات الكوادر الطبية تتواصل في سبيل أداء رسالتها السامية، بيد ان مظاهر التعب والإرهاق قد تنال منها، ولا نغفل أيضاً الجانب النفسي، فالجيش الأبيض لم يتمكن أغلب العاملين فيه من رؤية عائلاتهم أو الحصول منذ بداية الجائحة على قسط كاف من الراحة.

هي مواقف مشرفة، وبكل فخر واعتزاز أستطيع القول إن الكويت نجحت في محاصرة الوباء منذ ظهوره مطلع العام الماضي، ولم تتأخر في اتخاذ القرارات المناسبة التي كان لها السبق والريادة في كثير منها.

هذا النجاح ليستمر، فإن ما ننشده التعاون والتكاتف مع المنظومة الصحية، إذ ان معالجة الحالة الوبائية عمل مؤسسي والتزام مجتمعي، وقصور أي طرف في هذه المعالجة سيطيل أمد الازمة وتداعياتها وستكون كلفتها عالية على الجميع، فاليوم ما نرصد من زيادة في حالات الدخول للمستشفيات أو غرف العناية المركزة سببه التهاون في تطبيق الاشتراطات الصحية وإقامة المناسبات الاجتماعية كالأعراس ومجالس العزاء وتزاور الديوانيات وما يحدث فيها من تجمعات.

وهنا قبل ان نلقي باللوم على مُتَّخِذ القرار الذي قد يضطر الى العودة لفرض إجراءات أشد قساوة مثلما عادت كثير من دول العالم، علينا ان نتحمّل مسؤوليتنا والتعاون في حفظ الأمن الصحي للبلاد، وتخفيف العبء على المنظومة الصحية، إذ لكل نظام صحي في العالم قدرة، ولقد حرصنا طيلة الفترة الماضية من عمر مواجهة الجائحة على تقديم الرعاية الصحية للجميع وفق معايير الجودة وبتعاونكم قادرين على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة بأفضل النتائج.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي