No Script

من الخميس إلى الخميس

لبنان وصك الملكية

تصغير
تكبير

لبنان الطوائف منشغل هذه الأيام بالصراع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لبنان أشبه بساحة معركة، معركة محتدمة، فيها اتهامات بالعمالة والشتائم بكل أنواعها وفيها أيضاً قليل من الاغتيالات.

سياسة القتل وفنون الهدم هذه عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ، فحين تنطلق الأحقاد ويصبح الإنسان مجرد أداةٍ لخدمة الغرباء باسم الديموقراطية يصل الأمر إلى ما نراه اليوم في هذا البلد.

في الماضي كانت تسمّى هذه الفوضى بحكم الغوغاء، وأطلقوا عليها في الشام حكم كل من «إيدو إلو»، وحتى يصبغوا عليها الشرعية أسماها البعض بثمن الديموقراطية، بالطبع عندما تختلط الألوان وتعمّ الفوضى، يحقّ لكل عين أن ترى اللون الذي يعجبها.

كل هذه الغوغائية عرفتها كتب التاريخ في مراحل الفوضى، ورغم ذلك فهناك في لبنان إبداعات لم نقرأ عنها من قبل، فالحكم دون رئيس أكثر أمناً من حكم في وجود رئيس، وديموقراطية من دون مجلس نواب أكثر فاعلية من ديموقراطية بمجلس نواب، وشعب من دون وزراء أفضل حال من شعب بوزراء.

بلد أحزابه كانت تنتظر الأوامر بالفاكس واليوم بـ «الواتس أب»، وأحدهم يعلن دون خجل أن أموال حزبه تأتي من الخارج، بلد يُقتل فيه رئيس الوزراء ويعرف قاتله ويدان فيقوم حزب آخر بإعطاء القاتل الأمان والحماية، وحين يُغتال مثقف في الشارع يُعلن أهله من أول يوم أنهم يائسون من أخذ القصاص فيه، بلدٌ يتم تدمير ربع عاصمته دون أن يعرفوا الفاعل أو هم يعرفون ولا يتكلمون.

الشعب في لبنان جميعه منشغل بالصراع ولا أحد منشغلاً بلبنان، نحن فقط - محبو لبنان - المنشغلون به فهو جزء عزيز منا، نحن العرب، ولكن لا حلّ في الأفق فأصحاب البيت مُصِّرون على هدمه، ولن يتدخل أحد، فهم الوحيدون الذين يملكون صك الملكية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي