No Script

حروف نيرة

وإن أكرمتَ اللئيم...

تصغير
تكبير

نعيشُ في هذه الحياة ونرى ما يدهشنا في عالم البشر، نخالط الكثير من الشخصيات، منهم مَن نسعد لرؤيتهم ونشعر بطهارة قلوبهم وطيب معدنهم، وآخرون يشعرونك بأن الدنيا غابة مليئة بالوحوش، وهم أصحاب الأخلاق السيئة الذين يحاولون التقليل من شأنك واستفزازك، وأشدهم سوءاً اللئيم الذي يفرح إن رآك حزيناً تعيساً، ويحزن إن رآك سعيداً، ويتخذ أي أسلوب ليضرّك ويأخذ ما في يدك من خير، فلا يهمه إلّا مصلحته، وهم فئة شاذة مخالفة للدين والفِطرة والعقل، وهم مَن يجب الحذر منهم، يقال في المثل العامي إنها فئة: تعض اليد التي تمتد إليها، وكما قال الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي:

(إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكته *** وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا)...

وهكذا هم اللئام يقابلون المعروف والكرم بالإساءة ونكران الجميل.

من أعطى وأكرم يجعل عطاءه في محله وفي يد من يستحقه، فلا توضع الخيرات عند ضعاف النفوس الذين يكفرون بنعم ربهم ولا يعترفون بالجميل؛ فإن إنكار ضعيف النفس وجحد اللئيم قد يصل به إلى إهانة من أحسنَ إليه والاستخفاف به وتحقيره فيجد الكريم الشرّ والقسوة والإساءة من الذي لا يقدّر المعروف، وكما قال بعض الحكماء: «لا تضع معروفك عند فاحش، ولا أحمق، ولا لئيم، ولا فاجر... فارزق معروفك أهله تحصل به شكراً».

ومن أهان كريماً فليحذر من عاقبة ما يأتيه من الله تعالى فإنه عز وجل هو الذي أعطى وأنعم على كل عباده، فهو القادر عز وجل على العطاء والقادر على قلب النعم وإزالتها، واحذر من الكريم الذي سخّره الله ليكرم الناس فإن رأيته هيّناً ليناً بعطائه لا تظنه ضعيفاً إن وجد الإساءة ممن أحسن إليه، قال أحد الصالحين: «كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته»، وإن كانت أقوال الصالحين والحكماء معروفة وقديمة فإنها تبقى كنوزاً لمن تدبّرها وتعلّم معانيها وعمل بما فيها.

aalsenan@hotmail.com aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي