No Script

الأبعاد الثلاثة

المجتمع الرقمي

تصغير
تكبير

«الهوية الرقمية/ التوقيع الرقمي/ بصمة الوجه/ البريد الإلكتروني/ الربط الإلكتروني/ العمليات الآلية الذاتية».

هذه حزمة رقمية لتحديد الهوية، وإجراء وإنهاء المعاملات وانسيابية التواصل بين الجهات الرسمية والمراجعين، بما يساهم في اختصار الوقت وحفظ مصالح الناس والتيسير عليهم.

وقد كان من فوائد جائحة كورونا الدفع في اتجاه التحوّل الرقمي بشكل متسارع، عما كان من قبل، وقد أثبتت الأيام أن الهيئات الحكومية قادرة على التقدم في مجال هذا التحول، متى ما اتُّخذ من قرار حقيقي في هذا الاتجاه.

ولكننا وفي الوقت نفسه نشاهد عدداً من الظواهر السلبية، من عشوائية وثغرات في تطبيق التحول الرقمي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- تعدّد المواقع والتطبيقات للحصول على الخدمة ذاتها. مثلاً للحصول على موعد لمراجعة جهة معينة ووجود تطبيقين يخدمان وزارة الداخلية.

لماذا لا يتم توحيدها جميعاً تحت منصة واحدة؟، بحيث لا يحتاج الشخص أن يكون له أكثر من اسم مستخدم وكلمة سر، والذي يمكن الاستعاضة عنهما باستخدام تطبيق هويتي وبصمة الوجه.

Single Sign On - تعدّد واختلاف عناوين المواقع الإلكترونية وتطبيقات الجهات الحكومية، بدلاً من وجودها تحت مظلة واحدة، بالإضافة إلى اختلاف طريقة تصميمها وألوانها ومواقع الخدمات فيها، حيث إن الشخص يحتاج إلى تذكّر عناوين تلك المواقع كلها أو البحث في محركات البحث للوصول إليها، إلى جانب الحاجة إلى فهم خريطة كل موقع للبحث عن الخدمة التي يحتاجها.

فلماذا لا يتم توحيد كل المواقع الإلكترونية لكل الجهات تحت مظلة واحدة، ويُلغى غير ذلك One Stop Shopping؟

- رغم وجود حالات مميزة في الربط الآلي بين بعض الجهات الحكومية، غير أن مستوى هذا الربط مازال بدائياً في معظم الأحيان أو غير موجود أصلاً.

حيث ما زالت العملية الرقمية في جهة ما تتطلب أن يقوم العميل بالذهاب شخصياً لإصدار مستند أو التوقيع عليه من جهة أخرى أو أحياناً إدارة أخرى في الجهة نفسها. فلماذا لا يتم الاستغناء تماماً عن الحاجة إلى الأوراق paperless وتكوين جهاز مركزي للوثائق الحكومية، وفق سياسات وإجراءات متطورة، تضمن أمن تلك الوثائق وعدم تسريبها وفي الوقت نفسه تسهّل الوصول إليها لإتمام العملية المعينة، مع الاعتماد على إدخال البيانات Data Entry والتوقيع Signature والاعتماد Approval الإلكتروني بالإضافة إلى العمليات الآلية الذاتية Automation في بداية وأثناء وإنهاء وأرشفة الإجراءات والمستندات الحكومية، في سبيل التيسير على العملاء وتقصير الدورة المستندية.

- غياب وجود جهة واضحة تتولى القيادة في مجال التحول الرقمي، وترك ذلك الأمر لكل جهة حكومية، لتضع خارطة الطريق الخاصة بها، وإجراءاتها وشروطها وترك الأمر لقرارات يصدرها ذلك الوزير أو ذاك، من دون تنسيق واضح بين تلك الجهات بما يضمن تكاملها إلا بعضها.

وأخيراً، لا بد من الحث على التطبيق الصحيح للتحول الرقمي، حيث تتناغم جميع الجهات المشتركة نحو هدف مشترك، مع إعطاء المبادرين الكويتيين حصة كبيرة في هذا المشروع الوطني لمستقبل أفضل، حيث سيكون من الممكن توجيه الموارد البشرية الوطنية، نحو مجالات أكثر إنتاجية وفائدة لمستقبل الوطن بينما تترك للآلات والكمبيوترات مسؤولية القيام بالمهام الروتينية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي