بعدما نسخ بايرن ميونيخ إنجاز برشلونة في 2009

... أي سداسية أفضل؟

تصغير
تكبير

منذ أنّ توج بايرن ميونيخ الألماني، بالسداسية التاريخية في موسم واحد للمرة الأولى في تاريخه، بعد الظفر بكأس العالم للأندية في كرة القدم في قطر، معادلاً إنجاز برشلونة الإسباني، في 2009، بدأت المقارنات بين السداسيتين.

سداسية الفريق الكاتالوني، الذي كان أول فريق يحقق الإنجاز بقيادة المدرب «الفيلسوف» جوسيب غوارديولا، حيث قادهم الى التتويج بألقاب دوري أبطال أوروبا، وكأس «السوبر» الأوروبية، والدوري والكأس في إسبانيا، وكأس «السوبر» المحلية، ومونديال الأندية، كانت ثمرة طريقة «تيكي تاكا» القائمة على استحواذ الفريق على الكرة في معظم أوقات المباراة، وعدم إتاحة الفرصة للخصم للحصول عليها، وبدء الهجمة من الدفاع.

ويعتبر غوارديولا «عراب» هذا الأسلوب، الذي اعتمده مع برشلونة في 2009، وحقق السداسية بأداء ساحر مع الجيل الذهبي الذي ضم كلا من الأرجنتيني ليونيل ميسي، تشافي هرنانديز، أندريس إينيستا، كارليس بويول، جيرار بيكيه وسيرخيو بوسكيتس والبرازيلي دانيال ألفيش.

ومع أسلوب «بيب» المبهر، تبدلت أمور كثيرة في الفريق سواء بانضباط اللاعبين أو بأدائهم داخل الملعب. وخلال عامه الأول مع برشلونة، حقّق ما لم يحققه أي مدرب في العالم.

في المقابل، جاءت سداسية بايرن ميونيخ في ظروف صعبة وموسم استثنائي فرضه تفشّي فيروس «كورونا»، حيث توقّفت البطولات المحلية في مارس الماضي لمدة 3 أشهر تقريبا، قبل أن تستأنف في يونيو، فيما استكمل دوري الأبطال عبر بطولة مصغرة اعتباراً من الدور ربع النهائي، بأدوار إقصائية من مباراة واحدة في لشبونة ابتداء من 12 أغسطس الماضي.

واحتاج الفريق البافاري إلى ستة أشهر فقط، لكي يتوّج بالسداسية بعدما كان قاب قوسين من تحقيقها في العام 2013، حيث أفلت منه لقب كأس «السوبر» المحلية في أول موسم مع غوارديولا، بعدما أوكلت إدارة النادي المهمة الفنية الى المدرب هانز-ديتر فليك، الذي جاء في توقيت صعب جداً.

لعب فليك دوراً بارزاً في تتويجات فريقه وآخرها لقب مونديال الأندية.

لكن المفارقة - الإنجاز في ألقاب فليك منذ أن بدأ مسيرته في 3 نوفمبر 2020 أن عدد ألقابه يفوق عدد خساراته مع الفريق، إذ إن البافاري توِّج بـ6 ألقاب، بينما خسر 5 مباريات فقط، فاستحق اختياره أفضل مدرب في أوروبا من قبل الاتحاد القاري «يويفا» في العام نفسه.

وتمكن فليك من إعادة شحن لاعبي الفريق البافاري بالطاقة، فقدم المهاجم البولندي الفتّاك روبرت ليفاندوفسكي، موسماً مدهشاً وحصد جائزة أفضل لاعب في العالم و أوروبا، فضلاً عن جوائز أخرى، كما أعاد اكتشاف توماس مولر بعد تدهور مستواه في المواسم الأخيرة، في حين أثبت يوشوا كيميتش أنه «رمانة الميزان» في تشكيلة العملاق البافاري، فيما كان الحارس مانويل نوير «صمام الأمان».

وكانت لمسؤول قسم الإعداد البدني في «بايرن»، هولغر برويخ، بصمة واضحة على الإنجاز، حيث يعتبر كلمة السر في تألق الفريق.

ومنذ قدومه في العام 2014، أحدث برويخ نقلة نوعية في اللياقة البدنية للاعبين وتغيّر البنية الجسمانية لعدد منهم، أبرزهم ليون غوريتسكا، وقد وضع برنامجاً تدريبياً خلال فترة التوقف بسبب انتشار الفيروس نفذه اللاعبون بدقة «عن بُعد»، أتى ثماره لاحقاً.

وما يميز السداسية الألمانية، وربما يمنحها الأفضلية، أنها شهدت فوزاً تاريخياً للعملاق البافاري على الفريق الكاتالوني بالذات 8-2 في ربع نهائي دوري الأبطال، أحدث زلزالاً في أروقة نادي برشلونة، لا يزال يعاني من تداعياته حتى الآن.

لذا، لم يتقبّل عشاق ميسي ورفاقه انضمان «بايرن» الى نادي السداسية كونها تحقّقت بعد هذه الفضيحة، فانطلقت حملة التشكيك بصحة هدف الفرنسي بنجامان بافار في نهائي مونديال الأندية، فضلاً عن تخليد سداسية برشلونة واعتبارها الأروع.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «آس» الإسبانية، أن السداسية الأصليّة ملك برشلونة، على اعتبار أنّه كان أول فريق يحقّق الإنجاز، وبالتالي فإن ما فعله «بايرن» لا يعتبر إنجازا فريدا، بل هو استعادة لما حققه النادي الإسباني منذ سنوات.

بدورها، أجرت صحيفة «ماركا» الإسبانية، مقارنة بين السداستين، وأوردت في محصلة للأرقام الإجمالية، أن برشلونة أنهى الموسم بـ46 انتصارا، و13 تعادلا، و6 هزائم، وسجل 163 هدفا، واستقبل 59 هدفا.

أما بايرن ميونيخ، الذي لعب 10 مباريات أقل من برشلونة، فحقق 47 انتصارا و4 تعادلات و4 هزائم وسجل 167 هدفا واستقبل 51 هدفا.

وبالنظر إلى معدل أهداف الفريقين للمباراة الواحدة، فإن البافاري سجل أكثر، بينما اهتزت شباك برشلونة أقل.

كما كان للجماهير رأي في اختيار السداسية الأفضل في التاريخ عبر الاستفتاء الذي أجراه الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإلكتروني، وشارك فيه أكثر من 25 ألف مشجع.

ونال الفريق الكاتالوني نسبة 74.5 في المئة من الأصوات، فيما نال الفريق البافاري نسبة 25.5 في المئة. وبغية حسم الجدل حول السداسية الأفضل، دعا غوارديولا «مازحاً» الى خوض مباراة على اللقب السابع، وقال في تهنئته عبر مقطع فيديو نشره الحساب الرسمي لبايرن ميونيخ: «أود أن أقول لفليك إن بايرن هو الفريق الثاني الذي يحصل على السداسية، برشلونة سبق أن حصل عليها، لذلك يمكنني دعوة ميسي ورفاقه ونلعب معاً على اللقب السابع، فقط أخبرني متى وأين وسنكون هناك».

لكن مدرب برشلونة الجديد، الهولندي رونالد كومان، كان واضحاً في تحديد أي سداسية هي الأفضل، وقال: «أعتقد أن برشلونة غوارديولا كان أفضل، حيث لعبوا أفضل كرة قدم رأيتها منذ 25 عاماً. ما حققه بايرن ميونيخ شيء كبير ومذهل، لكن برشلونة بيب أفضل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي