رواق

كله من مرزوق... كله من الوافدين

تصغير
تكبير

اعتاد الكويتيون، والناس عموماً، إلقاء اللوم على غيرهم، وتحميل الغير مشاكلهم - حتى وإن كانت بسببهم - فالكويتيون، حالهم حال الناس، يرمون مشاكلهم ومشاكل البلد على طرف أو أطراف معيّنة، سواء كانت من أطراف القوى في المعادلة السياسية أو من فئة المستضعفين في الأرض، وهكذا صار «كله من مرزوق» أو «كله من الوافدين».

يكفي أن يبدأ شخص فعلاً أو قولاً أو سلوكاً ليندفع غيره إلى الحذو حذوه والاقتداء به، وسرعان ما تتحوّل أقواله وأفعاله وسلوكياته إلى نهج عام يتأثّر ويؤثّر على الرأي العام، وهذا ما يسمى في الكويت «الهبّة»، لا فرق إن كان الاتجاه سلبياً أم إيجابياً، المهم أن نركب الموجة التي ركبها جميع ركّاب المركب، والهبّة في الكويت الآن تسلك طريقين لا ثالث لهما، بأن سبب أزمة البلد «مرزوق» أو «الوافدين» وكأن البلد بلا مرزوق أو وافدين (ويقصد بهم جنسية معيّنة تحديداً) ستصبح «عمار يا كويتنا»!

بلا تكرار، وبلا تعميم، الشعب الكويتي، فيه الجيد والسيئ، الفاسد والصالح، والطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات، لكن وضعهم مثل وضع أم الولد المشاغب عديم الأخلاق، فهي عوضاً عن أن تعيد النظر في تربيته وتقويم سلوكياته، تُلقي باللوم على الآخرين على اعتبار أنه لم يفسد ابنها «الفاسد» سوى رفقاء السوء، وكل أم من أمهات رفقاء السوء عندها الانطباع نفسه بأن «ولدها زين» و«ما فيه شي».

«كله من أصدقاء السوء»، تطوّرت طبيعياً وصارت «كله من مرزوق»، اللي يقدر على مرزوق يهاجم مرزوق، اللي يبي يهاجم التجار يهاجم مرزوق، واللي يبي يهاجم الحكومة يهاجم مرزوق - وهو ليس في الحكومة - واللي يبي يهاجم الشيوخ يهاجم مرزوق - وهو مو شيخ - أما «اللي ما يقدرون على التجار ولا الشيوخ ولا الحكومة ولا مرزوق»، يبحثون عن المستضعفين في الأرض من الوافدين أو «البدون»، لأنهم «طوفة هبيطة» للموالين، أمّا المعارضون فاختصروا تاريخ نضالهم بالانضمام إلى فريق مهاجمي مرزوق و«كله من مرزوق»، أما فريق الدفاع فاختار الهجوم بـ«كله من الوافدين».

لا أحد من الفريقين أو لا أحد في الكويت عموماً يقول «كله مني»، «كلنا زينين وما فينا شي»، كلنا في البلد «ماخذين» وضعية «أم الولد».

@ReemAlmee

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي