No Script

فلسفة قلم

الرسالة واضحة!

تصغير
تكبير

سريعاً بدت الأجواء خانقة، وعادت حالة الخوف من جديد بعد تباشير انجلاء الغمة، وبدء مرحلة التطعيمات، لتثبت لنا الأيام أن تطوير اللقاحات والتطعيمات وحده لا يكفي للقضاء على هذا الفيروس، وعودة الحياة إلى طبيعتها، فمنذ البداية كانت الرسالة للعالم أجمع واضحة، ولا تحتاج إلى كثرة التنظير، ولكن على ما يبدو أن مهمّة العلماء والأطباء العظيمة في تطوير اللقاحات، أسهل بكثير من الواجبات السهلة التي تبيّن أنها ثقيلة على نفوس الناس!

بح صوت الأطباء وهم يؤكدون على أهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية، وضرورة التباعد الاجتماعي، ولكن لسبب الجري وراء لقمة العيش أو لأسباب تافهة جداً حدث ما حدث، وها قد بدأنا نسير إلى الوراء، حتى اضطرّت الحكومات إلى العودة من جديد إلى تشديد القوانين، وإغلاق المحلات التجارية خلال الفترة المسائية، ولا أستبعد أن نعود كما بدأنا إلى قرارات الإغلاق الكامل أو الحظر الجزئي والكلي.

في خضمّ الحديث عن الموجات الثانية لفيروس (كوفيد - 19)، أرى أنّ السبب بسيط جداً، باختصار أوروبا لم تلتزم وعادت إلى الحياة سريعاً لتصبح اليوم من بين أخطر الأماكن الموبوءة في العالم، وأخشى ما أخشاه أن نُعيد التجربة الاوروبية، فرغم تقدّم الاكتشافات الطبية وكثرة تعاطي جرعات اللقاحات في أوروبا، إلا أنها لا تزال هي عنوان الخطر... يا ترى ما السبب؟!

الوضع في الكويت لا يقبل مزيداً من التهاون، والعيش وكأنّ الخطر زال، فغير مبرر وغير منطقي، انتقال المناسبات الاجتماعية من صالات الأفراح إلى المزارع والجواخير، والسفر غير الضروري، وعودة الأنشطة التجارية، بكل ما تملك من طاقة تشغيلية... هذه ممارسات تحتاج إلى وقفة حكومية جادة وإلّا لن نطيب.

ما أريد التأكيد عليه هو أن الرسالة واضحة، ولا تحتاج إلى (فلسفة قلم)، نعم هناك ضوء في آخر النفق، ولكن اكتشاف اللقاحات الطبية ونظام التطعيم العالمي وحده لا يكفي، بل إن الأهم من هذا كله هو الوعي المجتمعي والالتزام بالاشتراطات الصحية، والتباعد الاجتماعي هذه هي كلمة السر والأسلحة التي ستقضي على هذا الفيروس، حتى لا نعود إلى نقطة الصفر، وحتى لا نتحوّل إلى أوروبا ثانية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي