No Script

رفقاء دربه رثوه عبر «الراي» بكلمات نبعت من القلب

سعيد البنا... مايسترو الحركة الموسيقية الكويتية

تصغير
تكبير

- غنّام الديكان: قبل رحيله بيومين بعث لي رسالة صوتية يُخبرني بها أنه مشتاق لي وللأصدقاء
- محمد السنعوسي: ساهم في التوزيع الموسيقي وقيادة الفرقة الموسيقية لمعظم مطربينا
- عبدالكريم عبدالقادر: جمعني به تعاون يتيم من خلال أغنية «قريت سلام الوداع»
- سعاد عبدالله: كان فناناً بمعنى الكلمة... عاشقاً لمهنته خلوقاً في تعامله محباً لكل مَنْ حوله
- طالب الرفاعي: الحديث عنه هو بالضرورة حديث عن الحركة الموسيقية في الكويت بأهم مراحلها
- علي المفرج: صداقة قوية جمعته مع والدي شادي الخليج واجتمعا في كثير من الأوبريتات

نبأ رحيل الموسيقار المصري سعيد البنا، أول من أمس، كان بلا شك مؤلماً لرفاق دربه والأصدقاء في الكويت ممَنْ عاصروه وعملوا معه في كثير من الأعمال الفنية والأوبريتات، إذ إنهم لم يتوانوا لحظة في رثائه بكلمات خرجت من القلب عبّرت عن حبهم النقي لهذا الإنسان الذي اجتمعوا على وصف دماثة خلقه وبراعته في صناعة الألحان.

«أستاذ كبير»

في البداية، رثاه الموسيقار غنّام الديكان قائلاً: «سبحان الله، كأنه كان يشعر بأن الموت بات قريباً منه، لأنني كنت أتصل به منذ مدة طويلة ولم يكن يرد على الاتصال، لكن قبل يومين من وفاته بعث لي برسالة صوتية يُخبرني بها أنه مشتاق لي وللأصدقاء وأنه كان يبحث عن رقمي، وخلال تسجيله للرسالة كان يحاول التكلّم معي بصورة مباشرة ظناً منه أن ما بيننا هو اتصال هاتفي، وقد تأكدت من هذا الأمر عندما سمعت صوت فتاة – أظن أنها حفيدته - تخبره بأنها ليست مكالمة هاتفية بل رسالة صوتية وأنني سوف أستمع لها لاحقاً، لكن الموت كان أسرع من أن نتواصل مجدداً».

وتابع الديكان: «ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاته، إذ كان، رحمة الله عليه، أستاذاً كبيراً وصديقاً وأخاً، كانت له بصمته الواضحة في الإذاعة الكويتية قبل أن يذهب إلى وزارة التربية حيث كان من الأساتذة المميزين، كما أنه يمتلك في أرشيفه أعمالاً فنية ضخمة من الأغاني والأوبريتات الإبداعية. نعم، الراحل الموسيقار سعيد البنا كان من أجود الملحنين بالكويت، والمطربون في حقبة الستينيات والسبعينيات كانوا يتزاحمون على ألحانه الجميلة».

«رفيق الدرب»

من جانبه، قال الإعلامي وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي: «تلقينا ببالغ التأثر وفاة المغفور له بإذن الله صديق ورفيق الدرب في مجال الفن الكويتي الموسيقار سعيد البنا، والذي كان قد ساهم في التوزيع الموسيقي وقيادة الفرقة الموسيقية لمعظم مطربينا ممَنْ أسسوا وأبدعوا في الأغنية التراثية والحديثة، إذ كان له دور إيجابي في هذا المجال، علاوة على دماثة أخلاقه وتواضعه الكبير، لذا نُعرب لأصدقائه من أهل الفن ولأفراد أسرته الكريمة عن أحرّ التعازي وصادق المواساة، ونسأل المولى تعالى أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويُسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا ويلهمكم الصبر وحُسن العزاء، إنا لله وإنا إليه راجعون».

«قريت سلام الوداع»

أما الفنان عبدالكريم عبدالقادر، فقال: «جمعني به تعاون يتيم من خلال أغنية (قريت سلام الوداع) كلمات يوسف ناصر، وخبر وفاته أحزنني كثيراً لكنها مشيئة الرحمن ولا اعتراض على ذلك. لا يسعنى سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل الله مثواه الجنة».

«فنان بمعنى الكلمة»

بدورها، رثته الفنانة سعاد عبدالله، قائلة: «رحمة الله عليه كان أخاً عزيزاً وغالياً، عملنا معاً في فترة الستينيات والسبعينيات في كثير من الأعمال الدرامية الفنية أهمها أذكر أوبريت (بساط الفقر) الذي صاغ كلماته الشاعر الغنائي الراحل فايق عبدالجليل.

كان البنا فناناً بمعنى الكلمة عاشقاً لمهنته خلوقاً في تعامله محباً لكل مَنْ حوله، فعلاً ترك بصمة جميلة بيننا وإرثاً فنياً كبيراً».

«الوفاء العربي»

أما الروائي والكاتب طالب الرفاعي، فقال: «الحديث عن المرحوم الموسيقار سعيد البنا هو بالضرورة حديث عن الحركة الموسيقية في الكويت في أهم مراحلها، وهو حديث متصل عن الوفاء العربي، وعن العلاقات الإنسانية في رفيع مستواها، وحينما تكون قادرة على الانصهار حتى التماهي.

فلقد جاء الموسيقار البنا إلى الكويت في منتصف العام 1962، وأمضى جُلّ عمره في وطنه الثاني الكويت، وليس من باب المبالغة القول إن البنا قدّم عصارة إبداعه الموسيقي على أرض الكويت وعلى لحن الأنغام الكويتية، بدءاً من عمله في فرقة الإذاعة الكويتية، مروراً بكل الأماكن والمهام التي كُلّف بها، حتى أنه ترك بصمة، وكان وصلاً بين الموسيقى العربية والعالمية، وبين الموسيقى الكويتية بخصوصيتها، ومع المطربين الأهم في تاريخها مثل عوض دوخي وشادي الخليج وعايشة المرطة وعبدالكريم عبدالقادر».

وأردف الرفاعي: «هناك أناس يأتون إلى الكويت ويعيشون ويعملون على أرضها وبين أهلها بكل ودٍّ وصدقٍ وبعطاء كبير، لكنهم يبقون في الظل، وهناك مَنْ يأتي إلى الكويت لكي يبقى في وجدانها وتاريخها وذكريات أهلها، والموسيقار سعيد البنا هو أحد هؤلاء... أستاذ سعيد، لروحك الرحمة الواسعة والغفران».

«صداقة قوية»

من جهته قال علي المفرج - نجل الفنان القدير شادي الخليج: «هناك صداقة قوية بين الوالد عبدالعزيز المفرج والمايسترو الراحل سعيد البنا الذي يُعتبر مؤسس فرقة جمعية المعلمين والتي انتقل الجميع فيها إلى جمعية الفنانين الكويتية بناء على رغبة الوالد، ومنها توسع النشاط الفني والموسيقي في الكويت بشكل واسع.

وخلال تواجده في الكويت اجتمع الراحل مع والدي في كثير من الأعمال والأوبريتات بالتعاون مع الموسيقار غنّام الديكان منها (مذكرات بحار) و(حديث السور) و(مواكب الوفاء) وأيضاً أوبريت (حكاية وطن)، أدعو الله أن يُلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يغفر له ويرحمه».

محطات

الحديث عن المايسترو سعيد البنا لن تكفيه سطور، باعتبار أن أرشيفه ممتلئ ومزدحم بالأعمال والإنجازات، فقد كان الراحل وصل للكويت في العام 1962 وبداية عمل موسيقياً في وزارة الإعلام، ثم انتقل بعدها في العام 1968 إلى وزارة التربية حيث عمل فيها مدرساً، ومنها تدرّج إلى أن وصل لرتبة «خبير فني في مجال الموسيقى» حيث تجاوزت ألحانه أكثر من 1500 لحن.

شارك الراحل البنا في جميع الأعمال التي قدمتها وزارتا التربية والإعلام من خلال الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية، إذ لا يزال عمله مرتبطاً بهذه الأعمال الجليلة.

يُضاف إلى ذلك ما قام به من أعمال في المجال المدرسي من تدريس وإشراف وتوجيه وقيادة «أوركسترا» الوزارة.

في العام 2017، وبعد قراره الرحيل عن الكويت، أُقيم له حفل وداعي برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة آنذاك الشيخ محمد العبدالله الصباح، أقامته جمعية الفنانين الكويتيين على خشبة مسرح «مؤسسة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي»، وبحضور نخبة من الإعلاميين ورفقاء الدرب ومَنْ عاصروه.

وزير الإعلام: الفن فقد برحيله موسيقياً مخضرماً من جيل الرواد

نعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري الموسيقار المصري سعيد البنا، معتبراً أن الأسرة الفنية في الكويت والعالم العربي فقدت برحيله موسيقياً مخضرماً من جيل الرواد الذين أرسوا دعائم النهضة الفنية في البلاد.

وقال الوزير المطيري في بيان صحافي إن الراحل البنا رحمه الله كان فناناً كبيراً وأتى البلاد منذ ستينيات القرن الماضي وأسهم بإثراء الحركة الموسيقية في الكويت، إذ شارك في عدد من أبرز الأوبريتات الوطنية التي قُدمت في الأعياد الوطنية.

وأشار إلى أن الأعمال التي وزّعها الراحل البنا شهدت مشاركة فنانين كويتيين كبار وفي مقدمهم الفنانان شادي الخليج وسناء الخراز والشعراء محمد الفايز والدكتور عبدالله العتيبي والدكتور يعقوب الغنيم والملحن غنّام الديكان وغيرهم.

وأعرب الوزير المطيري عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد والأسرة الفنية في الكويت والعالم العربي التي فقدت برحيله موسيقياً مخضرماً من جيل الرواد الذين أرسوا دعائم النهضة الفنية في البلاد، داعياً المولى تعالى أن يُسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي