No Script

رؤية

حكومة الظل

تصغير
تكبير

يواجه كل تشكيل حكومي جديد بضيق الوقت المحدد دستورياً، والذي دائماً ما يكون عامل ضغط على رئيس الحكومة، يؤثّر على اختياره لوزرائه، كما أنه يحرم الأعضاء الذين تم اختيارهم من فرصة دراسة والتعرف على مسؤولياتهم الجديدة، ما يقلّل من فرص تطوير أداء الحكومة وإبداعها في مهامها، فضلاً إلى أن عدم إعدادها سياسياً الإعداد الكافي، يجعلها فريسة سهلة لخصومها من النواب المعارضين، ما يعطّل الإنتاج والتطوير.

حكومة الظل هي كيان تشكّله التيارات أو الأحزاب خارج الحكم، الغرض منها لعب دور المعارضة، وتوجيه النقد إلى الحكومة القائمة والحلول محلها عند اللزوم، ويطلق عليها في بريطانيا مسمى «المعارضة الوفيّة»، وتتشكّل حكومة الظل من قبل «حزب أو تيار»، غير مشارك في الحكومة التنفيذية، وتبدأ مهامها عند سقوطها، فتأتي حكومة الظل بديلاً مستعداً للحكم، لتبدأ مهامها بعد تكليفها بموجب الدستور.

المعارضة في الدول الديموقراطية المتقدمة منظمة ومعروفة التوجه، فلا تخرج عن مفاهيم والتزامات الحزب أو التيار الذي تمثّله داخل البرلمان، ومن الصيغ الرائجة لتنظيم عمل المعارضة، صيغة حكومة الظلّ، حيث يقوم وزير فيها بدور المعارض للوزير في الحكومة القائمة، وبتصحيح مساره من خلال عمل برلماني دقيق التنظيم، والبعيد عن فوضى الاحتجاجات، التي تتسبب في تعطيل الإنتاج في الدول الصناعية، ما قد يخلّ بميزانيتها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.

وتضطلع حكومة الظل بمهام، جوهرها الحفاظ على توازن الوضع السياسي الداخلي، والعمل على حماية النهج الديموقراطي ومقاومة الانحراف عنه، والتقدم باستمرار برؤى مختلفة للسياسات التي تنفذها الحكومة الفعلية، والتمهيد لنفسها كالبديل القادم في الانتخابات المقبلة، باختصار هي المعارضة الحقيقية، التي تمارسها الديموقراطيات العريقة في أرقى صورها.

تهتم حكومة الظل بأن وجود أعضاء لها في المراكز المهمة والمؤثرة في الحكم، واتخاذ القرار السياسي، حيث يكون لدى تلك المراكز صلة وثيقة بمراكز اتخاذ القرار في الدولة، مثل أجهزة المخابرات وأجهزة جمع البيانات والإحصائيات والمعلومات، والتي تعرف بالدولة العميقة، إذ تتدخل في اختيار المرشحين لشغل المناصب العليا، أي يمكنها - طبقاً لما لديها من بيانات ومعلومات - عرض أو حجب المناصب القيادية والرفيعة عن أشخاص بعينهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي