قبل الجراحة
قبل ضياع الوقت
هناك أمور يجب حسمها بشكل مباشر... فالمشاريع الفاشلة يجب أن تحسم بشكل سريع... فليس من الذكاء الاستمرار فيها.
طبّياً... وداخل غرف العمليات هناك قوانين للنجاح... أهمها عدم تكرار المحاولة الفاشلة أثناء العملية... فأي تقنية حاولت استخدامها ولم تنجح أثناء العملية يجب عليك عدم استخدامها مرة أخرى... فعدم نجاحك في المحاولة الأولى يكفي، لكي تستوعب أنك في المحاولة الثانية تعرّض حياة المريض للخطر.
التجار وأصحاب المشاريع على دراية تامة بأن هناك مشاريع يجب التخلص منها... وإن كانت هناك خسائر قد يتكبّدها التاجر عندما يتخلّص من هذا المشروع... لكن بقاءه سيكبده خسائر أكثر....لذلك التاجر الذكي يتخلّص من مشاريعه الفاشلة في أسرع فرصة... والتاريخ يشهد أن هناك ملّاك لشركات كبرى تنحّوا عن قيادة شركاتهم، من أجل استمرار نجاح شركاتهم.
سيادة الرئيس... إن المجلس الحالي... هو مجموعة من النواب الأفاضل... يبدو للجميع أن ليس هناك أي قيادة فعلية لديهم تقودهم داخل المجلس... إنما هناك تكتلات... جمع بعضهم حبهم للبلد وجمع بعضهم مصالح أخرى... لكن الملاحظ أنهم ينظرون إلى الشارع بنظرة يملؤها التخوّف... لا تسألني تخوّف من ماذا...؟
هؤلاء النواب مع أول هزّة تجمّعوا ضدك وضد قيادتك سيادة الرئيس.
إذاً من الحكمة أن يتوقف المشروع الآن... فمن أعلن عدم التعاون معك في المرة الأولى ليس هناك ما يمنعه من إعلانه مرة أخرى... أنصحك بعدم انتظار الاستجواب المقبل.
إن إعلانك عدم التعاون مع النواب هو القرار الصائب في هذه المرحلة... وليعد الجميع إلى الشارع مرة أخرى في أسرع فرصة قبل ضياع الوقت والمجهود.
أعدهم إلى الشارع... طالباً انتخابات جديدة... وهذا ليس عيباً... وفي هذه الأثناء... خاطب الشارع بشفافية تامة... وضّح له ما خططك... ما رؤيتك... احسم العديد من الأمور بشكل لا لبس فيه... وضّح للشارع الوضع المالي للبلد بشكل شفاف... اعلن صراحة مَن هم المفسدون وكيف ستُحارب الفساد... الشفافية هي الحل.
وإن قرّر الشعب تغيير النواب فقد أثبت للجميع صواب رؤيتك وقراراتك... وإن أعادهم الشعب فأنصحك بالتنحّي وإعطاء المجال لغيرك.
هذه نصيحة لك سيادة الرئيس... قبل ضياع وقت في «المناطحات» داخل وخارج المجلس.
وليتذكر الجميع كيف أن استسلام امبراطور اليابان أنقذ البلد... فعلاً إن استسلام هذا الامبراطور يعتبر من الدروس التي يجب أن تدرّس.
