No Script

أخصائيون يحذّرون من تصاعدها... و«الألعاب الإلكترونية» أول المتهمين

هوشات السيوف... تُهدّد الأرواح

تصغير
تكبير

- لا ضوابط على شراء السيوف من سوق السلاح في المباركية
- استخدام السيف في المشاجرات غالباً ما يكون بسبب الانتقام

كان السيف أصدق إنباء من الكتب، أو هكذا رآه أبو تمام، لكن لبعض الشباب في الكويت قولاً آخر في السيف، فلم يستخدموه لا في الجد ولا في اللعب، وإنما أشهروه في «هوشات» قد تنطلق شرارات أكثرها من توافه الأسباب.

السيف الذي سمته العرب قديماً «المهند» لأنه كان يصنع في بلاد الهند، ما عاد عزيزاً كما كان، فليس على طالبه إلا أن يقود سيارته متوجهاً إلى العاصمة، ويتوقف قبالة سوق السلاح، وعندها سيجد أنواعاً وأحجاماً وأشكالاً منوّعة لغمد السيف ومقبضه.

أخصائيون قرعوا عبر «الراي» أجراس التحذير من خطورة التمادي في السماح للشباب، باقتناء هذه السيوف التي تتحوّل عند ساعات الغضب إلى أدوات انتقام مميتة تحصد الأرواح والرقاب، مشدّدين على أن خط الحماية الأول يبدأ من الأسرة، ويمتد للمدرسة والجامعة، ثم الجهات الرسمية المعنية كل في مجاله.

أصابع الخبراء أشارت بالاتهام الصريح غير الملتبس إلى الألعاب الإلكترونية، وما تحويه من أجواء عنف وتحريض على القتل بشكل منتظم وجماعي، وتصدير أجواء مغلوطة بأن الشجاعة لمن يقضي على المنافسين. كما أن جائحة فيروس «كورونا» لم تكن بعيدة عن مرمى الاتهام، وفقاً لما أكده الخبراء الذين رأوا أنّ الحجر والحظر والعزل كلها تولد كبتاً نفسياً قد يُترجم إلى عنف جسدي بعضه بسيط وأغلبه مرضي.

وفي الجانب العلاجي، كانت التوعية والتدريب أهم ما شدّد عليه الخبراء في تناولهم لهذا الملف، مؤكدين أن «التدريب لا يكون فقط للشباب، وإنما لأولياء الأمور الذين يجب التأكد من قدرتهم على تربية أبناء أسوياء ونقل الخبرات المفيدة لهم». كما شدّدوا على ضرورة وضع ضوابط على شراء السيوف من سوق السلاح في المباركية، حيث يحصل عليها الشباب من دون أي قيد أو شرط.

البارون لـ «الراي»: بعض الشباب يتعلّم فنون القتال لينفذها في ساحة الهوشات

أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون لـ «الراي»، أن «المشاجرات بين الشباب في السابق كانت قائمة على استخدام الأيدي أو العصي على أقصى تقدير، لكن الأمر تطوّر الآن، فأصبحت هناك أسلحة بيضاء شديدة الخطورة يتم استخدامها وعلى رأسها السيوف». وأضاف «الإنسان الغاضب لا يعرف ماذا يحمل؟ وماذا يفعل؟ وأين ستقع ضربته؟»، لافتاً إلى أن «الندم دائماً ما يكون لصيق هذه النوعية من البشر التي تستخدم السلاح ربما لإحساسها بالضعف».

واعتبر البارون أن «استخدام السيف في المشاجرات غالباً ما يكون بسبب الانتقام من تصرف أشعل غضب من يستخدمه، والمراهقون بصفة خاصة لا يفكرون بهدوء، بل إنّ بعضهم يتعلّم فنون القتال ليترجمها عملياً في ساحة الهوشات». وأشار بإصبع الاتهام إلى «الألعاب الإلكترونية المليئة بمشاهد العنف»، محذراً من أن «الكثيرين باتوا معتادين على وضع تلك الأسلحة البيضاء في سياراتهم متناسين أن ديننا أمرنا بالحلم كونه خلق الأنبياء، والصفح وعدم الغضب».

الحويلة لـ «الراي»: الألعاب الإلكترونية تصوّر أن قتل الآخر شجاعة

رأت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت عضو المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الدكتورة أمثال الحويلة، في تصريح لـ «الراي»، أن «جائحة فيروس كورونا ليست ببعيدة عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدل استخدام الأسلحة البيضاء في المشاجرات العنيفة، لأنّ هذه الجائحة وما صاحبها من حظر وحجر وإصابات خلّفت ضغوطاً نفسية»، داعية إلى «دورات تدريبية توعوية للأباء والأبناء للتحذير من خطورة هذه الألعاب التي تعطي الطفل انطباعاً بقوته الزائفة، وتصوّر له أنّ الشجاعة تكمن في الاعتداء على الآخرين، وتوهمه بأن بقاءه مرهون بقتل الآخر».

وقالت الحويلة «في الظروف العادية كان هناك متنفس مثل المدارس والنوادي، أما الآن فقد أغلقت بسبب الاحترازات الصحية مما زاد من الكبت لدى فئتي الشباب والمراهقين»، مشدّدة على أهمية «قيام المؤسسات الرسمية باستثمار طاقة الشباب وتغيير فلسفة العقاب إلى فلسفة الاستفادة من الطاقات».

دراسة محلية بحثت هذه الظاهرة

كشفت أمثال الحويلة عن دراسة اشترك في إعدادها جمع كبير من المختصين في مجالات عدة، بإشراف وزارة الشباب، وبحثت استخدام الأسلحة البيضاء في إيذاء الآخرين، وخرجت بتوصيات تم توزيعها على كافة وزارات الدولة، داعية إلى الاستفادة من هذه الدراسات من أجل معالجة ظاهرة استخدام الأسلحة البيضاء ومن بينها السيوف بشكل علمي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي