No Script

مشاهد

حدثان متشابهان وموقفان مختلفان!

تصغير
تكبير

تابعنا عبر القنوات الإخبارية - منذ أيام قليلة مضت - ما حدث من فوضي واقتحام مقر مجلس الكونغرس، أثناء انعقاده للتصديق على شرعية الرئيس الجديد بايدين، حيث قام ترامب - في أواخر الشهر الماضي قبل انتهاء ولايته بأيام قليلة - ببث روح الكراهية والحقد والعنصرية وتحريض مناصريه على أعمال العنف ومحاولة الانقلاب على الديموقراطية.

وفي المقابل اتخذت قوى الأمن موقفاً مضاداً لتلك الغوغائية، وتصدّت بحزم للجماهير المندفعة بفعل التحشيد السيئ، مما أدى إلى استخدام القوة وإطلاق النار وأزهقت أرواح خمسة أشخاص بريئة وجرح الكثير، وتم إلقاء القبض على آخرين لتقديمهم إلى المحاكمة، وكل ذلك بسبب دعوة للفوضي من قبل شخص متهور ومهووس بالسلطة وصف نفسه بالرئيس الشرعي ولم يرتضِ هزيمته في الانتخابات الرسمية، وبذلك تشوّهت سمعة الديموقراطية الأميركية بسبب تصرفات فردية طائشة.

وأدان جميع القوى والمنظمات والمؤسسات الأميركية والكثيرون من المنتسبين للحزب الحاكم، وكذلك الكثير في دول العالم اقتحام مقر الكونغرس ووصفوها بالمشاهد (المشينة).

هذا الحدث الذي وقع في أميركا - اقتحام مبنى الكابيتول - وقع ما يشبهه في الكويت، وأسماه الأمير الراحل (الأربعاء الأسود)، عندما غرر بمجموعة من الشباب وإنزالهم الشوارع والدفع بهم إلى اقتحام مبنى مجلس الأمة الكويتي بطريقة قسرية، يقودهم أعضاء من مجلس الأمة بعضهم يمثلون المجلس في ساعة حدوث هذه الاضطرابات، وبعضهم من الأعضاء السابقين، وقد قاموا - بالإضافة إلى هذا الاقتحام - بكيل من الشتائم والتهم لمن يخالفهم الرأي، وإشاعة الفوضى وتخريب قاعة المجلس وتكسير الأبواب، والاعتداء على رجال الأمن بالقول والفعل في صورة تتناقض مع الديموقراطية.

رحم الله الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، لم يدعُ للعنف ولا الاشتباك مع المقتحمين، وكانت الأوامر صريحة بعدم التعرض لهم، لهذا لم يقم أيٌ من رجال الأمن بالتعرض لهم بالقوة، بل شدد سموه على عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، ولم يتم اتخاذ أي قرار فردي أو انفعالي، بل كان الالتجاء إلى قضائنا الشامخ، وبعد مرور سنوات عدة وانتهاء درجات التقاضي الثلاث، أدانت الأحكام المقتحمين، وكان الهروب من الكويت هو قرار من صدر بحقهم هذه الأحكام القضائية، ومع ذلك فتح سموه باب العفو السامي (لمن اعتذر)، ومنهم من اعتذر وعاد إلى الوطن، وهناك من رفض الاعتذار وذلك اختياره وشأنه.

وبالفعل تعلمنا دروساً أبوية من حكيم العالم وزعيم العمل الإنساني بالعفو عند المقدرة لمن أخطأ من أبنائه، وتكريس دولة المؤسسات بالاحتكام إلى القانون، رحمك الله يا أبا ناصر وطيّب الله ثراك، ستظل مواقفك مشرفة سواء في الشأن المحلي أو الخليجي أو الدولي، وخصوصاً وساطتك لحل الأزمة الخليجية الأخيرة، فقد تحققت أمنيتك وتمت المصالحة بعون الله وبفضل جهودك المثمرة.

قائد فذ حكيم والد الشعب الكريم فارس شهم حليم وهو ذو قلب رحيم أغدق الخير علينا وعلى كل مقيم وسعى بالطيب دوماً نحو شيخ ويتيم وفتاة وصبي وفقير وسقيم اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي