No Script

قبل الجراحة

هروب من المواجهة

تصغير
تكبير

سواء تقدم البلد أم تأخر فهذا أمر ليس من اهتماماتهم... إنما الأهم هو التخلص من الضغوط التي تمارس عليهم... فما زالت الضغوط على كاهلهم أهم بكثير من مستقبل البلد... هذا هو المنطق المقبل... هذا هو الفكر المسيطر...

في قرية خابوخي العامرة... تلك القرية العتيدة التي أثبتت للعالم يوماً بعد يوم أن أسهل حل لأي مشكلة هو الهروب... وأن أفضل حل لدفع الديون هي الاستدانة.

في قرية خابوخي قرّرت وزارة الإعلام تعيين مذيعين... ولأن القرية ليس لديها معايير للمقابلات الشخصية لاختيار الأفضل، فقد قررت وزارة الإعلام فيها إجراء قرعة بين المتقدمين من أجل منع تدخّلات أعضاء البرلمان في هذه القرية، فجاءت النتيجة كالآتي: الأول... لديه مشاكل في السمع... فهو ضعيف السمع... لكن للحق شهادته التي قدمها للجنة تثبت أنه خريج جامعة الواق الواق بامتياز... شهادة تم تصديقها من وزارة التعليم العالي في قرية خابوخي...! الثاني... لديه مشاكل في طريقة الكلام... وكلامه غير مفهوم... شهادته تثبت أنه يجيد أربع لغات... لكن في الحقيقة أن اللغة العربية لا يجيدها... وأيضاً شهادته تم تصديقها.

الثالث.... لا يجيد لهجة قرية خابوخي... فقد قضى معظم حياته مع أمه خارج القرية.

لم تهتم قرية خابوخي بالمشكلة التي وقعت بسبب القرعة... فالأهم لديهم هو أن الاختيار قد تم بالقرعة، والمسؤول عن الاختيار ارتاح من هجوم أعضاء برلمان قرية خابوخي.

المهم أن قيادي قرية خابوخي وأعضاء برلمانها - أدام الله ظلهم - في شركاتهم وشركات أقربائهم، يعتبرون أن شرط المقابلة الشخصية هو الأهم... فهم لم ولن يسمحوا بتعيين أي موظف في شركاتهم الخاصة من دون اجتياز المقابلة... فحتى الخادم في بيوتهم شرط المقابلة الشخصية يعتبر أمراً أساسياً... أما مستقبل البلد... والبحث عن الأفضل للبلد فيبدو أنه ليس من اهتماماتهم... وصلاح الأمور أعلى من قدراتهم.

فبدلاً من تطوير نظام المقابلات الشخصية بحثاً عن العدالة... ووضع قياديين لديهم المقدرة على المواجهة... قررت القرية أن تهرب من المشكلة... هروب سيدمر مستقبل القرية.

بعقلية القرعة وإلغاء المقابلات الشخصية لاختيار الأفضل من المتقدمين، نحن متجهون بكل ثبات نحو تدمير كل ما بناه الأجداد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي