حريق قريب يغلق مُجمع الكونغرس... «موقتاً»
«حادث عرضي» يُربك واشنطن
- بومبيو: انتقال السلطة خلال يومين وأمل أن تستمر البلاد في مسارها وفي إبقاء «أميركا أولاً»
مع بدء أسبوع تاريخي حافل في واشنطن، «أربك» حادث عرضي، الشرطة المكلفة حراسة مجمع الكونغرس الأميركي، ما أدى إلى إغلاقه موقتاً، بعد تحذيرات متكررة إثر اندلاع حريق قريب، مما يبرز حالة القلق الأمني قبل يومين من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، غداً.
وذكرت شرطة الكابيتول في بيان، أنه تم نصح أعضاء الكونغرس وموظفيه التزام أماكنهم، بينما يجري تحري الأمر.ولاحقاً، أكد جهاز الخدمة السرية على «تويتر»، «لا تهديد على الجماهير».
وذكر شاهد من «رويترز»، انه تم إدخال كل المشاركين في التدريب على مراسم التنصيب ممن كانوا خارج الكابيتول إلى داخل المبنى.
وأفادت إدارة الإطفاء على «تويتر» إن فرقها أخمدت حريقا في مكان مفتوح قرب مجمع الكابيتول.
وتابعت «لا إصابات... هذا يرجع لدخان رآه كثيرون».
وتم إخلاء الجبهة الغربية للمبنى.
وتم إرسال إشعار للموظفين بأن «جميع المباني داخل مجمع الكابيتول تحت تهديد أمني خارجي، لا يسمح بالدخول أو الخروج ويجب الابتعاد عن النوافذ والأبواب الخارجية»، كما أخلي الموقع الذي يتم فيه التحضير لحفل تنصيب بايدن رئيساً.
وسينصب بايدن وكامالا هاريس رئيساً ونائبة له، غداً، في عاصمة مقفرة ينتشر فيها الجيش، ما سيجعل من هذا اليوم مناسبة لا سابق لها في التاريخ الأميركي، حيث تُظهر واشنطن وجهاً غير مألوف مع تحويلها إلى حصن منيع وانتشار العسكريين في كل الشوارع ونشر أسلاك شائكة وسياج عالٍ بعد الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير الجاري.
ووضع الرئيس المنتخب مراسم تنصيبه تحت عنوان «وحدة الأميركيين» وسيحيط نفسه بالرؤساء السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش، من أجل مد اليد إلى بلد منقسم وجريح.
وأول من أمس، انطلقت تظاهرات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته ترامب أمام أبنية رسمية في كل ولاية بهدوء مع مجوعات صغيرة من المتظاهرين المسلحين في ولايات مثل أوهايو وتكساس وأوريغون وميتشيغن، بينما تجاوز عدد مسؤولي إنفاذ القانون، عدد المحتجين بفارق كبير في مباني الكونغرس المحلية.
وقال رون كلين، كبير موظفي البيت الأبيض المقبل في عهد بايدن لمحطة «سي إن إن» الأحد، «أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء».
وأضاف «إننا نرث فوضى كبيرة لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع».
ومنذ اليوم الأول من ولايته ينوي بايدن إعادة بلاده إلى اتفاق باريس حول المناخ ورفع حظر دخول الأراضي الأميركية المفروض على مواطني دول عدة إسلامية بغالبيتها.
ويأمل الرئيس الـ 46 أيضاً إعطاء دفع جديد لأكبر حملة تلقيح في تاريخ الولايات المتحدة.
ويريد بايدن الذي كان نائباً للرئيس في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن تحقن مئة مليون جرعة من اللقاح في الأيام المئة الأولى من ولايته بفضل مراكز تطعيم ضخمة.
وسيضطر بايدن في مرحلة أولى إلى ممارسة الحكم بموجب مراسيم لتجنب المرور بالكونغرس ولا سيما مجلس الشيوخ الذي سيكون منشغلاً بإجراءات عزل ترامب.
إلا أن أجزاء كبيرة من برنامجه ولا سيما خطة الإنعاش الاقتصادي الهائلة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار الهادفة إلى مساعدة الملايين الذين يعتمدون على مخصصات البطالة، يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس.
وعليه كذلك احترام الرزنامة البرلمانية لتثبيت أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ.
وقد تبدأ محاكمة ترامب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.
ويتهم الديموقراطيون ترامب بـ«التحريض على تمرد» أنصار له واقتحامهم الكابيتول في السادس من يناير ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى.
وقال جايمي راسكين، أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، إن ترامب ارتكب «الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة».
أما معسكر ترامب فيرى في هذه المحاكمة «هجوماً مشيناً على الدستور والديموقراطية».
وأوضح فريقه في بيان أنه لم يختر بعد محاميا لتمثيله.
وأعلن ترامب أنه لن يحضر مراسم تنصيب بايدن وسينتقل جواً فجر يوم غد إلى مجمعه الفندقي الفخم في فلوريدا.
وقال مصدر مطلع إن ترامب يميل حتى الآن لعدم إصدار قرار بالعفو عن نفسه، وهو يتأهب لإصدار قائمة تتضمن أكثر من 100 قرار بالعفو أو تخفيف الأحكام، اليوم.
من جانبه، غرد وزير الخارجية مايك بومبيو، أمس، قائلاً «انتقال السلطة خلال يومين وأمل أن تستمر أميركا في مسارها وفي إبقاء أميركا أولاً».
نزاع... وحرب!
كتبت صحيفة «واشنطن بوست»، أنّ العملية الأمنية الواسعة في العاصمة الأميركية، تحضيراً لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وُصفت من قبل البعض بـ«الحرب»، وسط تساؤلات عما إذا كان الوضع الحالي شبيهاً فعلاً بالحرب، نظراً إلى حدة الانقسام، وتزايد مخاطر اندلاع العنف، يوم غد.
لكن تشبيه الأمر بالحرب لا يحظى بتأييد بعض العارفين بالاضطرابات العسكرية، حتى وإن كانت أحداث الكونغرس في السادس من يناير الجاري، قد أسفرت عن وقوع خمسة قتلى.
ويرى منتقدو هذه المقارنة، أن الحديث عن ظروف حرب ينطوي على الكثير من التضليل، كما أنه يصور واقع الحروب بشكل يجعلها «تافهة» في نظر الناس.
وتقول المستشارة السابقة في وزارة الدفاع ياسمين الجمل، إن هذه المقارنة تستهين بالأشخاص الذين شهدوا الحروب بالفعل، أو رأوا الدبابات تسير في الشوارع مع جنود أجانب يصلون إلى أراضيهم، وهم «أشخاص مناوئون» في نظرهم.
وأضافت: «هذه هي منطقة النزاع، وهذه هي منطقة الحرب».
واعتبرت أنّ «عقد المقارنات بهذا الشكل، بدل وضع الأمور في سياقها الأميركي، من شأنه أن يلحق أذى كبيراً بالمواطنين، كما أنه يقدم صورة مضلّلة لمن يتابعون الوضع الأميركي من مختلف دول العالم».
ويوم الجمعة، شارك مقدم الأخبار في قناة «سي إن إن» وولف بليتزر، صورة لعناصر من الحرس الوطني، قائلاً إنه رآهم في شارع بعيد عن مبنى الكونغرس.
وكتب في «تويتر»، أن المشهد ذكره بما رآه في مناطق حرب مثل بغداد والموصل والفلوجة في العراق، ووصف الأمر بـ«المحزن جداً».
ولم يسلم هذا الرأي من الانتقاد.
وتساءلت مستخدمة تقدم نفسها باسم «سورويا»، «هل ثمة قنابل تسقط على رؤوس الناس؟ هل لقي مئات الآلاف من الناس مصرعهم؟ توقفوا عن المقارنة كما لو أنه ثمة شبه بالفعل بين الحالتين»! ويرى الأستاذ المساعد والمختص في دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن فيصل عيتاني، أنّ «الوضع الأميركي مختلف عن مناطق التوتر في الشرق الأوسط».
وأوضح الأكاديمي، اللبناني الأصل، أن الأميركيين ينظرون إلى بلدهم بطريقتين، «فإما أنّهم يتصورونها مثالية ومتفرّدة، وتخضع لقوانين مختلفة عن بقية الدول، أو كبلد له عيوب وربما يشبه وضعه ما يحصل في بغداد».
أما التشبيه بالشرق الأوسط، فهو مفهوم، بحسب الأكاديمي، لأنّ هذه المنطقة من العالم أصبحت مضرب المثل في «القلاقل والاضطرابات».
«إف بي آي» يتحقّق من الحرس الوطني
تقوم وكالات مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) بالتحقق من جميع عناصر الحرس الوطني، للتأكد من أنهم لا يمثلون مخاطر أمنية خلال مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك بعدما تبين في أعقاب اقتحام مبنى الكابيتول وأعمال الشغب في 6 يناير من جانب مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، أن عدداً من المتورطين على علاقة حالية أو سابقة بالجيش.
وقال رئيس مكتب الحرس الوطني الجنرال دانيال هوكانسون، إنه «بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات وإف بي آي يتم التحقق من جميع الموظفين القادمين».