No Script

في موسم الهجرة من «واتس آب» تساؤلات عن الأمان والخصوصية

«كلنا عرايا»... مع تطبيقات التراسل الإلكترونية

تصغير
تكبير

في أعقاب هجرة أعداد كبيرة لتطبيق «واتس آب» الذي أعلن أنه سيشارك شركته الأم «فيس بوك» في بعض البيانات، أوضحت إدارة التطبيق أن «سياسة الخصوصية ستتغير للحسابات التجارية، ولن تتأثر بها محادثات الأفراد، والتغيير الذي سيحصل الشهر المقبل سيؤثر فقط على الحسابات التجارية».

وفي وقت كان تطبيق «واتس آب» قد أبلغ المستخدمين بالتغيير الجديد الذي طرأ على التطبيق، حيث طلب منهم قبول هذه السياسة الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في 8 فبراير المقبل، وبعد ذلك التاريخ، سيكون على المستخدمين قبول التحديث الجديد حتى يتمكنوا من استخدامه، أكد مختصون لـ «الراي» أن «كافة التطبيقات سواء في استخدام بيانات مستخدميها، ومن يتخوّف من هذا الاستخدام فعليه الامتناع عن استخدام الإنترنت كلياً».

زهير المطوع: التطبيقات الأخرى لديها شعبية متزايدة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات قلقة من سياسة «واتس آب» الجديدة

أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات زهير المطوع لـ«الراي» أن تطبيق «واتس آب» واجه الكثير من ردود الفعل منذ أن طرح آخر تحديثات لسياسة الخصوصية، حيث تعرضت الشركة المملوكة لشركة «فيسبوك» لرد فعل عنيف من قبل العديد من المستخدمين بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، ويبحث مستخدمو التطبيق حالياً عن بدائل مثل «تيلغرام» و«سيغنال».

وأشار إلى أن «واتس آب» هو «وسيلة تواصل سهلة وسريعة بين الأصدقاء والأهل، سواء قريبي المسافة أو البعيدين، كما أنه تطبيق مجاني يوفر المال الذي يتم إنفاقه على الرسائل القصيرة والرسائل متعددة الوسائط، لأنه يسمح بإرسال رسائل مجانية إلى جميع أنحاء العالم من دون دفع أي رسوم، لذلك فإنه مستخدم على نطاق واسع، بالإضافة إلى إمكانية إرسال الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية، وعدم وجود أي إعلانات تجارية على شاشة العرض، كما يوفر مكالمات صوتية ومكالمات فيديو مجانية، وسهولة تبادل الأفكار والمعلومات وإمكانية حذف الرسائل المرسلة خلال الساعة الأولى من إرسالها».

وأعرب المطوع عن قلقة من قيام «واتس آب» بتحديث سياسة الخصوصية الخاصة به، والتي تسمح للشركات الأخرى المملوكة لـ«فيسبوك» بالوصول إلى بيانات مستخدم «واتس آب»، بينما كان «فيسبوك» دائماً موضع شك في إساءة استخدام بيانات المستخدم، حيث يعد «واتس آب» حالياً أكبر خدمة مراسلة في العالم مع أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهرياً.

ورأى أن سياسات خصوصية «واتس آب» الجديدة تطرح الكثير من التساؤلات في شأن أمانها واختراق خصوصية بياناتها، مشيراً إلى أن لدى التطبيقات الأخرى شعبية متزايدة، حيث وصل عدد المشتركين في «تيليغرام» إلى نحو 400 مليون، بينما لدى «سيغنال» نحو 20 مليون مستخدم نشط شهرياً.

«معلوماتنا ودّعناها وأعطينا الموافقة للعديد من المنصات لاستخدامها» هند الناهض: لا تصدقوا من يقول إن خصوصياتكم في أمان

قالت رئيسة النادي العالمي للإعلام الرقمي في الكويت هند الناهض لـ«الراي» إنه «منذ زمن بعيد وأنا أقول إن التطبيقات المجانية لا بد لها أن تأتي في يوم ما وتلزمنا ببعض الأشياء»، لافتة إلى أن «فيس بوك يسعى نحو زيادة عوائده المالية من خلال استهداف المستخدمين لتطبيق واتس آب».

ورأت أنه «لا يوجد شيء في العالم كله مجاناً، فالمقابل هو معرفة رقم هاتف المستخدم والمعلومات المتعلقة به وحركته»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد تطبيق أو منصة في العالم، سواء كانت للتراسل أو التحاور أو التواصل الاجتماعي، تتمتع بالأمان الذي يتخيله الناس، وكلها قابلة للاختراق... معلوماتنا ودعناها وأعطينا الموافقة للكثير من المنصات لاستخدامها».

وشددت على أن «الدرس المستخلص اليوم هو وجوب الوقوف وتحديد المنصة التي نريد التفاعل من خلالها والتدقيق في من بإمكانه الاطلاع على معلوماتنا ومن بينها الموقع».

واختتمت بالقول: «لا تصدقوا القائمين على التطبيقات الذين يدّعون أن الخصوصيات في أمان، فأحد مؤسسي تطبيق سيغنال كان مشاركاً في تأسيس تطبيق واتس آب».

«من يَخَف على معلوماته فليهجر الإنترنت كلياً» رائد الرومي: استخدام بيانات المستخدمين لا يعني أن المحادثات مكشوفة

اعتبر مستشار أمن المعلومات العقيد متقاعد رائد الرومي، في تصريح لـ «الراي»، أن «الهجرة من واتس آب غير مبررة، لكن هذه الضجة تحدث مع بداية ظهور كل التطبيقات، فتطبيق سيغنال وغيره من التطبيقات، يستخدمون بيانات المستخدمين، وهذا لا يعني أن المحادثات مكشوفة وإنما البيانات الشخصية مثل الاسم والاهتمامات والموقع لتوظيفها في عمليات تجارية». وفيما شدد على أنه «لا مفر من استخدام البيانات، فمن البديهي أن التطبيقات المجانية ستكون فائدتها الوحيدة في استخدام هذه البيانات لتوظيفها في الإعلانات التجارية»، خلص الرومي إلى القول «إن من يخف على معلوماته وبياناته فعليه الهجرة من الإنترنت كلياً والتوقف عن استخدامه».

لماذا «سيغنال»؟

 1

أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات زهير المطوع أن من بين مميزات تطبيق «سيغنال» أنه صمم للحفاظ على الخصوصية ويوفر رسائل آمنة ومكالمات صوتية وفيديو مع تشفير من طرف إلى آخر، كما يسمح بإنشاء مجموعات، ولكن لا يمكن بث الرسائل إلى جهات اتصال متعددة في وقت واحد، لافتاً إلى أن التطبيق أضاف أيضاً دعماً للاتصال الجماعي، ويقوم أيضاً بتشفير البيانات الخاصة مما يوفر مستويات متعددة من الأمان، كما يعمل التطبيق بنفس طريقة «واتس آب»، إذ يتم التسجيل برقم الهاتف ليظهر لك أصدقاؤك المسجلون بالتطبيق بالإضافة إلى أنه يوفر للمستخدم ميزة الحذف التلقائي للرسائل بعد دقائق محددة.

وكان الملياردير الأميركي رئيس «تسلا» إلون ماسك قد نصح متابعيه على «تويتر» باستخدام «سيغنال» بديلاً عن «واتس اب».

ولاقت تغريدة ماسك، الذي يتربع على عرش أغنياء العالم، تجاوباً واسعاً وبدأ مغردون بالتحول نحو التطبيق المقترح.

وفي الأيام القليلة الماضية، تصدر تطبيق «سيغنال» المجاني قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري «آبل ستور» و«غوغل بلاي».

ولاستقطاب مزيد من المستخدمين الجدد، نشرت «سيغنال» شرحاً مبسطاً لقواعد الاستخدام لمساعدتهم على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة.

وتُصنف «سيغنال» التي أطلقت العام 2014، من جانب الخبراء من أكثر تطبيقات المراسلة أماناً في العالم، خصوصاً بفضل قدرتها على التشفير التام للرسائل والاتصالات بالصوت أو الفيديو بين طرفي الاتصال.

ماذا سيُفشي «واتس آب»؟

  1

سيجمع «واتس آب» معلومات مثل البطارية وقوة إشارة الاتصال بالإنترنت، وإصدار التطبيق والمتصفحات وشبكة الهاتف ومعلومات الاتصال بما فيها رقم الهاتف ومشغل شبكة الاتصال ومزوّد خدمة الإنترنت، كما سيتم جمع بيانات مثل اللغة والتوقيت وعنوان خادم الإنترنت، وأي ارتباطات سابقة للجهاز أو حساب المستخدم بأي من خدمات «فيس بوك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي