No Script

«الهاكرز» طوّروا نموذج أعمالهم محلياً برسائل شخصية للأصدقاء المقربين

قراصنة الحسابات المصرفية يلهجون بـ «الكويتية»: من «مبروك ربحت»... لـ «محتاج خدمة ما عليك أمر»

تصغير
تكبير

في تطور جديد بأساليب النصب الإلكتروني، انتقل قراصنة الحسابات المصرفية إلى طريقة احتيال جديدة على بيانات الأفراد لدى البنوك المحلية، مستخدمين اللهجة المحلية في إقناع الضحية، فمن رسالة مبروك ربحت جائزة، إلى «فاضي الحين محتاج منك خدمة ما عليك أمر».

وإلى ذلك، تنامت في الفترة الأخيرة البلاغات التي تفيد بتعرّض العديد من خطوط الاتصال المحلية للقرصنة، وأن أصحاب هذه الخطوط اكتشفوا ذلك من خلال الرسائل التي خرجت من «الواتساب» الخاص بهم إلى أصدقائهم، والتي تتقاطع جميعها على طلب سداد ثمن سلعة معيّنة بمبلغ بسيط قد لا يتعدّى الـ10 دنانير، بذريعة أن بطاقة المرسل لا تعمل في الوقت الحالي، مع تأكيد رد المبلغ مباشرة إلى حساب الصديق.

وتفصيلاً، رُصد في الفترة الأخيرة لجوء بعض «الهاكرز» إلى تطوير نموذج أعمالهم، من خلال قرصنة الهواتف الشخصية في الكويت والسيطرة على «واتساب» الضحية دون علمه، ومن ثم استخدام بيانات الأصدقاء والأهل الموجودة في بيانات الهاتف الشخصي، بتوجيه رسائل شخصية تبدأ بالسلام عليكم.

وبمجرد الرد التقليدي برد التحية، يتفاجأ الصديق المستهدف عشوائياً من «الهاكرز» على الفور برسالة جديدة مضمونها «أحتاج أشتري خدمة أونلاين من موقع ( )، جربت ببطاقتي وما ضبطت معي، ممكن أجرب ببطاقتك إذا ضبطت معي أحول لك المبلغ على حسابك، إذا ما عليك أمر».

وأمام ذلك يتضح لنا أن «الهاكرز» يستهدف نوعين من أصدقاء الضحية، الأول يسارع على الفور بالاتصال بصديقه، ليتأكد من حاجته صوتياً، وفي هذه الحالة لن يجد رداً لتزداد حيرته وشكه في أن هاتف صديقه معرّض للقرصنة عليه.

أما النوع الثاني وهو الأكثر استهدافاً من القراصنة، فيتضمن الأصدقاء أصحاب الفزعة، خصوصاً كبار السن، والذين يسارعون على الفور بإرسال رقم البطاقة، وهنا تتدافع الأسئلة وصولاً إلى الرقم السري، وبالطبع كل ذلك عبر الرسائل، لينتهي الحال بسحب مبالغ متتالية من حساب العميل قبل أن ينتبه أنه يتعرّض للقرصنة.

ومن الواضح أنه وبعد فقدان رصيد «الهاكرز» من سلسلة احتيال «مبروك لقد فزت بـ...» تغيّرت طريقة تواصلهم، فباتوا يحرصون على استخدام عبارات الترحيب المشهورة محلياً، ولزيادة الحبكة يبعثون رسائل لأصدقاء الشخص الضحية، خصوصاً لقائمة الأصدقاء المفضلين.

هذا الطلب قد يقع ضحيته عميل معين عن «طيب خاطر» نظراً لقلة المبلغ المطلوب أو جهلاً منه باختراقه وتعرّضه للقرصنة، ليساعد القراصنة بذلك في الحصول على رقم بطاقة السحب الآلي أو الائتمان التسلسلية، ما يتيح لهم سحب مبالغ من حسابه من دون علمه ورضاه.

وفي هذا الخصوص، تظهر بيانات عدة وآخرها من «تريند مايكرو» اتساع نطاق الهجمات الإلكترونية في الكويت، خلال النصف الأول من العام 2020، إذ تكشف أن الدولة تعرّضت لنحو 5.3 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني وعناوين الويب الخبيثة والبرامج الضارة.

وتحذر البنوك المحلية عملاءها، بعدم الرد على أي رسائل مشبوهة من أي جهة كانت، والإبلاغ عنها فوراً، مع دعوة العملاء إلى وقف بطاقاتهم فوراً في حال حصول أي عملية قرصنة أو سحب مبالغ منها من دون علمهم، ما يتوافق مع التعليمات الصارمة من قبل بنك الكويت المركزي، لضمان استمرار البنوك بترقية أنظمتها واعتماد أرقى التقنيات العالمية للحفاظ على أمان حسابات العملاء لديها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي