No Script

مستشار الأمير الراحل جابر الأحمد أتمّ 99 عاماً ورفض الذهاب للعيش في أميركا أو بريطانيا

مهندس التحوّل من الروبية إلى الدينار يروي لـ «الراي» يومياته

تصغير
تكبير

- فخري شهاب: مدين للكويت والحكومة لبّت كل طلباتي
- أنام نهاراً وأستيقظ في السادسة مساء ولا آكل اللحوم
- الكويت تتميّز عن كل دول الشرق الأوسط وهذا ما كتبته في الصحافة الأجنبية
- الشيخ جابر من الأعمدة التي قام عليها استقلال الكويت
- بعض الأصدقاء ما زالوا حريصين على التواصل معي والاطمئنان على صحتي
- أرى العالم من خلال شاب هندي يقرأ لي ما تيسّر من الكتب الأجنبية

من «صومعته» في منطقة الشعب البحري، أطل راهب الاقتصاد البروفيسور الكويتي فخري شهاب البالغ من الكبر عتياً بعدما فقد سمعه وبصره إلا قليلاً ليتحدّث لـ «الراي».

شهاب، الذي يعتبره البعض مهندس التحول من الروبية الهندية إلى الدينار الكويتي، أتمّ الـ 99 عاماً شكّلت سجلاً حافلاً من عمر هذا العالِم المولود في البصرة والذي شدّ رحاله بعدها قبالة لندن ليحصل على الدكتوراه من جامعة أوكسفورد ويدرس فيها ويهديها لاحقاً ثلة من أندر التحف والسجاد الفارسي.

عن جدوله اليومي يقول شهاب «أسهر آناء الليل، وأصحو أطراف النهار، وأبدأ يومي في السادسة مساءً، ولا أتناول اللحم ولا الدجاج، وأقيم صلبي بقطع من الشكولاتة الداكنة».

شهاب، الحاصل على الجنسية الكويتية في العام 1959، يرى العالم من خلال «شاب هندي يقرأ لي ما تيسر من الكتب الأجنبية التي لم يعد بصري يقوى على المطالعة فيها»، وذلك بعد عقود من القراءة والكتابة أتم فيها تأليف عدد من المؤلفات، فضلا عن مساهماته العديدة بالنشر في الدوريات المتخصصة والشهريات والصحف اليومية باللغتين العربية والإنكليزية.

وكان شهاب، الذي جالس كبار زعماء العالم ورافق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، قد عمل في سكرتارية هيئة الامم المتحدة، ثم مستشاراً للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في مجلس الوزراء العراقي، ثم مستشاراً اقتصادياً للحكومة الكويتية، وعضواً في مجلس النقد، ومستشاراً لحكومة بنما، ومستشاراً لشركة «متسوي» اليابانية في طوكيو ولندن.

على أنغام إحدى سيمفونيات بيتهوفن استقبلنا شهاب بابتسامة أمل ورضا، مؤكداً أنه سعيد بكل أحواله وكل ما أنجزه. واستهل حديثه بالثناء على الكويت والحكومة الكويتية التي قال «أنا مدين للكويت، والحكومة الكويتية لبت كل طلباتي». ثم نظر نظرة تأمل قائلاً «انظر يا ابني لا يوجد شيء يبقى على حاله».

وحول علاقته بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وصف شهاب الشيخ جابر بأنه «من الأعمدة التي قام عليها استقلال الكويت، وعمل ،رحمه الله ، أشياء كثيرة بصمت»، لافتاً إلى أن «الكويت تتميّز عن كل دول الشرق الأوسط، وهذا ما كنت أحاول أن أوضحه في كتاباتي في الصحف الأجنبية».

شهاب، الذي كان يُعدّ في فترة ليست بالقصيرة حلقة وصل بين الكويت والعالم الخارجي اقتصادياً، أكد أن «بناتي طلبن مني أن أذهب لأعيش معهن في بريطانيا أو أميركا لكني رفضت أن أترك الكويت، فأنا لا أريد أن أترك الكويت».

وعن الذين ما زالوا يتواصلون معه، أكد أن «هناك بعض الأصدقاء ما زالوا حريصين على التواصل معي والاطمئنان على صحتي».

عاملتان منزليتان

تقيم مع شهاب بصفة دائمة عاملتان منزليتان تتناوبان على خدمته، وتسود منزله أجواء عائلية حيث يعاملهما شهاب معاملة أبوية لافتة.

هل أم كلثوم ما زالت حية؟

سألت «الراي» شهاب: من مطربك المفضل ؟ فأجاب بسؤال آخر: هل أم كلثوم ما زالت حية ؟ فأجبناه.. لقد توفاها الله. فأردف أنا لا أستمع إلا للأغاني الأجنبية.

الشاب الهندي

مع تقدم عمره وبفعل عوامل الزمن، بدأت حاسة البصر تضعف لدى شهاب، الأمر الذي دعاه إلى الاستعانة بشاب هندي يتردد عليه بين الحين والآخر ليقرأ له بعض الكتب الأجنبية التي لم يعد قادراً على قراءتها.

ابنتا شهاب

سألت «الراي» عن أسرته فقال «زوجتي توفيت من سنوات، ولديّ ابنتان إحداهما في لندن والأخرى في أميركا، وهما دائماً في تواصل معي ».

لماذا لا تسأل عن جرائمي؟

بعد انتهاء اللقاء، باغت شهاب «الراي» بالقول لماذا لم تسألوا عن جرائمي؟.. فأجبناه بالقول: ما جرائمك ؟ فقال كثيرة لا يمكن ذكرها ولكن سأقول واحدة منها وهي أنني كنت كثير الكذب عندما كنت طفلاً صغيراً.

لو عاد بي الزمن

عند سؤاله عن الأشياء التي سيفعلها لو عاد به الزمن، أجاب قائلاً «لو عاد بي الزمن سأستغفر الله عما اقترفته».

زوجتي البريطانية

تحدّث شهاب بحب عن زوجته البريطانية التي وافتها المنية قبل سنوات، مشيراً إلى أنها كانت رفيقة دربه وتتولى إدارة شؤون المنزل.

طفولتي بصراوية

ولدت في البصرة وهناك روابط كثيرة بين البصرة والكويت، منها اللهجة وصلات النسب .

صحتي جيدة

بسؤال شهاب عن صحته، أجاب قائلاً «لديّ بعض المشاكل الصحية، لكن في العموم الحمد لله أنا بخير ونعمة».

نصيحتي للحكومة

طلبت «الراي» من شهاب تقديم نصيحة للحكومة الكويتية فكانت إجابته: أقول للحكومة استمري على ما أنت عليه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي