No Script

مشاهدات

عام مختلف

تصغير
تكبير

ها نحن في استهلال العام الجديد، بعد أن طوينا صفحة عام 2020... وودّعناه بكل ما حفل به من أحداث استثنائية، فمنذ بداياته شهد العالم أجمع من دون استثناء انتشاراً محموماً لفيروس (كورونا)، مما أجبرنا على اتباع إجراءات وإرشادات لم نكن نألفها في الظروف الطبيعية، وتدرّجت الإجراءات الصارمة بقرارات عدة، منها إغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية، والحظر الجزئي ثم الكلي، وتعطيل الجامعات والمدارس، وإغلاق دور العبادة والسينما والمسارح والمقاهي والمجمعات التجارية، وكذلك مُنعت التجمعات بكل أشكالها.

فقد فرضت جائحة (كورونا) نفسها على الساحة، لترسم ملامح عالم جديد، والعمل على فرض تغيير كبير في سلوك الأفراد، وتقييد الحريات، فأضحت المحافظة على الصحة العامة أولوية، وارتداء الكمام والقفاز واستخدام المطهرات الشخصية وقياس الحرارة، شرطاً للخروج من المنزل وارتياد المراكز الصحية والمحال الغذائية، واتباع سلوك جديد للتعايش مع هذا الواقع الجديد، كما أصبح التباعد الاجتماعي قاعدة رئيسية، يتعيّن اتباعها عند التعامل المباشر مع الآخرين، والابتعاد عن التجمعات في مراسم العزاء والأفراح والمناسبات، وعدم مخالطة كبار السن حمايةً للجميع... لقد كنا في نعمة كبيرة وفجأة تغيّرت الحياة.

ونستذكر أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - في أوج هذه الأزمة واهتمامه بسلامة أبنائه الدارسين والمواطنين العالقين في الخارج، حيث أصدر أمره السامي بعودة الجميع إلى أرض الوطن، في أكبر عملية إجلاء مدني في العالم، وشاءت مشيئة الله سبحانه أن ينتقل إلى رحمه الله في العام نفسه، وكان حزننا كبيراً في عدم تمكّننا من المشاركة في مراسيم العزاء بسبب الوباء، فرحمك الله يا أبا ناصر وتظل ابناً باراً للكويت، فمحبتك بقيةة في قلوب شعبك والمقيمين المحبين للكويت.

كما أتقدم بخالص العزاء للأسر التي فقدت أبناءها بسبب الوباء، ولم تتمكن من إقامة شعائر الدفن والعزاء بصورة طبيعية حفاظاً على سلامة المعزين.

ومن ثم ونحن نعيش عاماً جديداً، نأمل ونرجو من الله أن يكون مُختلفاً عمن سبقه، وأن يتلاشى هذا الوباء، ويكون عام خير على الجميع، اللهم يا مدبر الليل والنهار، يا مقلب القلوب والأبصار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن حال.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي