تركي العازمي / لا تعلمونا السكوت...

تصغير
تكبير
حق المواطنة يجبرني على الانحياز إلى كفة المطالبين بالحرية المسؤولة التي طالب بها المشرع، أننا نتحدث عن مشاكل يعاني منها المواطن البسيط فالإعلام بشقية المريء والمسموع هو النافذة الحقيقية التي يستطيع من خلالها المواطن والمقيم عرض ما يواجهه من صعوبات أيا كان نوعها.

نحن بسطاء بطبيعتنا الاجتماعية في دولة صغيرة يفترض أن تكون مثالية في كل تعاملاتها بما فيها السلوك وذلك لأسباب عدة منها صغر المساحة الجغرافية، وضع مالي قوي، إعلام حر، وجود خامات وطنية على مستوى مرتفع من الاحترافية (أكثرها غير مستفاد منه لأسباب ذكرناها سابقاً كالمحسوبية والواسطة في تقلد المناصب العليا)، توفر السبل الموصلة للنجاح على مستوى العالم من بيوت استشارية، وشركات متخصصة، والأهم طيبة وحسن معدن رجالات الكويت المخلصين وغيره الكثير. وحق المواطنة أمر قبلناها وحددت معالمه في دستور الكويت والبعد عنه يفقدنا حق المواطنة الحقيقي.

يريدوننا أن نسكت عن الخطأ... يريدون منا أن نلتمس عطف بعض المسؤولين للحصول على حقوقنا وهم موظفون كبار وجدوا خدمة لنا.

لا تعلمونا السكوت، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وقد يكون السكوت من ذهب في حالات معينة ولكنه يصبح معدنا لا قيمة له حينما يستغل في الأوقات الصعبة التي تحتاج إلى قرار... والقرار لا تجلبه صفة السكوت.

كثير من القضايا التي شهدتها الساحة وجدت طريقها إلى الحل بعد أن صاحبتها حركة إعلامية، ورغم أننا ضد الحلول كنتيجة ردود فعل لإيماننا بالفكر الاستراتيجي ولكن الجود من الموجود!

علمونا كيف نخطط، علمونا كيف نحافظ على المال العام، علمونا كيف الحصول على مسكن، علمونا متى تنتهي الزحمة، علمونا كيف يستطيع الطفل في الصف الخامس الابتدائي أن يفهم مادة العلوم الصعبة للغاية ومحاسبة من أعدها بهذا الشكل، علمونا كيف نستطيع تلقي العلاج والتشخيص الصحيح، علمونا القيم والآداب المطلوب اتباعها حيث انحدار لغة الحوار وتدني مستوى مفرداتها بات سمة متأصلة خاصة تحت قبة البرلمان، علمونا أفضل السبل لتحويل المجتمع الكويتي إلى مجتمع أفضل حال مما هو عليه، علمونا عن قضية التاكسي الجوال بعد أن شكلت لجنة تحقيق في شأنها!

هل نستطيع السكوت ونحن لا نعلم عن الجهة التي نسير نحوها... بالطبع لا!

لا تحرمونا يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي من صفات جبل عليها الرعيل الأول وفقدها الجيل الحاضر وربما تكون ضربا من خيال عند الأجيال القادمة إن ظل السكوت مطلبا ينادي به البعض!

أعطوا الخبرات الكويتية المساحة للإبداع، استمعوا لنا فالمشاكل التي يعرضها أصحابها على القنوات التلفزيونية وعبر قنوات الراديو وعلى صدر صفحات الصحف، ومن خلال النواب والناشطين هي قضايا تستحق المعالجة الفورية وإعداد خطط استراتيجية محددة بفترة زمنية للقضاء عليها!

فهل حرية الرأي، والعيش الرخاء والتلاحم الاجتماعي مقصد للبعض ويريد أن يقلل من شأنه؟ افهمونا أولاً قبل أن تطالبونا بالسكوت يرحمنا ويرحمكم الله. والله المستعان.





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي