خواطر صعلوك
حُكّام الكويت والكويتيون في عيون الآخرين
لويس بلي، وصلت رتبته في الجيش البريطاني إلى «ليفتنانت جنرال»، وفي عام 1862م عُين مقيماً سياسياً في الخليج العربي، وقد زار الكويت مرتين، في عام 1863م وعام 1865م. وقد أُتيح له الاجتماع مرات مع حاكم الكويت آنذاك صباح الثاني، رحمه الله، وقد سجّل لويس له وصفاً دقيقاً ووضّح نهج حكمه وسياسته، وذلك في تقارير كان يرسلها لرجال الدولة الإنكليزية في حكومة بومباي.
ينقل لويس بلي ما أفضى به الشيخ صباح الثاني عن والده الشيخ جابر بن صباح قائلاً: «حينما بلغ والدي 120 عاماً، دعاني وقال لي:» سأموت قريباً، وأنا لم أجمع ثروة، ولهذا لن أترك لك مالاً، ولكنّي كوّنت العديد من الأصدقاء المخلصين فاحرص عليهم، واعلم أنه في الوقت الذي سقطت فيه دول أخرى من دول الخليج، بسبب فقدان العدالة وسوء الحكم، فإنّ حكمي قد استمر ودولتي تزايدت فتمسّك بسياساتي واعلم أنك وإن كنت محاطاً بصحراء وتواجه ضغوطاً من المعادين والطامعين فإنّك ستواصل الازدهار».
يُعلّق لويس بلي على حديث صباح الثاني قائلاً في تقريره: - وهكذا تمكّنت مجموعة من القبائل البحرية من إقامة وطن آمن ومستقر، بفضل سلسلة متعاقبة من حكام متّزِنين نهجوا سياسة حكيمة، بدأت وتواصلت منهجيتها فجعلتهم يصبحون سادة لميناء مزدهر، وأصبح ملجأً يأوى إليه المضطهدون ودار سلام وأمن وحرية متاحة للجميع.
ويضيف بلي: - وأعترف أنّي أشعر بالحيرة محاولاً أن أجد مثيلاً لهذا الكيان السياسي التجاري، ونتاجاً مثل هذه الأيدي في إقليم مثل هذا.
يُخبرنا لويس بلي أن القيد الوحيد المطلوب من الغريب القادم إلى الكويت هو أن يترك سلاحه عند بوابة الكويت، بعدها يستطيع الدخول بحرية... ومثل هذا النهج من الممارسات هو الذي يعود إليه الكثير مما ساد هذا البلد من سلام، وما أرساه من النوايا الحسنة، وإشاعة روح الجوار مما أثمر الازدهار التجاري لهذه المدينة.
عزيزي القارئ، يقدم مركز البحوث والدراسات الكويتية مجموعة لطيفة من الكتب، التي تخبرنا «من نحن»، كما كُنا وملامح من حياة المجتمع الكويتي وخصائصه، وهو مركز متخصص في «الهوية» الكويتية... وإعداد البحوث والدراسات المتعلّقة بتاريخ دولة الكويت وشؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتراثية وعلاقاتها الإقليمية، ونشر هذه البحوث والدراسات محلياً وخارجياً للاستفادة من نتائجها علمياً وإعلامياً وحضارياً.
بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لكل ما يُنشر ويذاع عن دولة الكويت في مختلف المجالات، والعمل على تنوير الرأي العام العربي والعالمي بشأنه، على نحو يخدم قضايا دولة الكويت، ويعزّز الوعي الشعبي بها، وذلك باستخدام كافة الوسائل الممكنة ومنها إصدار مجلة علمية تعنى بالشؤون الكويتية، وإقامة الندوات والمعارض وسائر النشاطات العلمية والإعلامية ذات العلاقة.
مجهود يُشكر القائمون عليه... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله أبتر.
@Moh1alatwan
