ربيع الكلمات

ديروا بالكم على عيالكم... !

تصغير
تكبير

منذ زمن توقفت عن متابعة الأخبار في وسائل الإعلام المختلفة، والسبب أن غالبية النشرات أصبحت تنقل الأخبار السلبية... في كل يوم نسمع ونشاهد مراهقة الكبار وهم يتحدثون وينشرون خطاب الكراهية ليل نهار.

ولكن هناك خبر لم أستطع تجاوزه، وهو بيان وزارة الداخلية التي تمكّنت من ضبط شخصين من الأحداث أعمارهما 15 و16 سنة، وشخص آخر بالغ يحوزون أسلحة وذخائر غير مرخصة ويحملون الفكر المتطرّف.

وذكر البيان أنه تم ضبط أحد المتهمين، الذي أقرّ أنه تعرّف على شخص من خلال أحد برامج التواصل الاجتماعي، وحصلت بينهما مناقشات وحوارات تبيّن أنهما يحملان الفكر المتطرّف نفسه، وبعد عمل المزيد من التحريات، وتكثيف عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات تم ضبط شخصين آخرين، أحدهما حدث، يحملان الفكر المتطرّف نفسه، وبعد أخذ الإذن القانوني اللازم جرى تفتيش منزلهما، وجرى العثور على أسلحة وذخائر غير مرخصة وشعارات وأجهزة تصوير.

ودعت وزارة الداخلية أولياء الأمور إلى ضرورة الالتفات إلى الأبناء، والتقرّب إليهم وسماع همومهم ومناقشتهم ونصحهم ومتابعتهم عند استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون والأفكار المتطرفة والمواقع التي تدعو إلى نشر كل ما يخالف القانون بين فئات الشباب.

‏ويبقى السؤال مَنْ صنع «داعش»، ومَنْ يقف خلفه، ومَنْ المستفيد من أعماله؟ وكيف يتأثر الشباب بهذا الفكر؟ وما هي البيئة الحاضنة لمثل هذه التيارات المتطرفة؟ للإجابة عن هذا السؤال المهم، يجب أن نرى الصورة الكلية، ونرجع إلى الوراء قليلاً، ونفهم ما حدث خلال السنوات الماضية، وكيف نشأ هذا الفكر المتوحش والشرس في بعض البلدان العربية المجاورة، وكيف تربّى على فشل هذه الدول في إيجاد حكومة مدنية تستوعب كل شرائح المجتمع، واستغلاله لحاجات الشباب وجهلهم وسوء التعليم والفقر والحروب الطائفية والقتل على الهوية، وهو نشط في هذه البيئات، ووسائل التواصل الحديثة سهّلت على اتباع هذا التنظيم التوغل في بلدان أخرى كما حدث قبل أيام، والسبب هو أننا أصبحنا في بلدان افتراضية بلا حدود سهّلت الوصول لدول العالم بلا سفر وجوازات، وإنما من خلال أجهزة الهواتف الذكية والتواصل الاجتماعي، لذلك وجب على أولياء الأمور الجلوس اليومي مع أبنائهم والاستماع لهم ولهمومهم وحثهم على مرافقة الصحبة الصالحة.

‏يجب فتح الآفاق أمام الشباب، حتى لا يشعر بالإقصاء والتهميش.

نعم فتح آمال الحياة والبحث عن الأمل الذي في أذهانهم، من خلال نشر ثقافة التسامح بين كل المكونات المختلفة، حتى نتغلّب على التعصب والعنف.

التيارات المتطرفة أصبحت عالة كبيرة على الإنسانية، وزوالها أصبح مسألة وقت، لأنها تسير عكس التيار وروح العصر، ولكن في الوقت نفسه، الكل مسؤول عن نشر خطاب التسامح، الوالد والمعلم والعالم والسياسي وخطيب الجمعة والمجتمع المدني... كلهم شركاء في ذلك، وذلك كي ننقذ أبناءنا من هذه الأفكار، والشكر موصول لوزارة الداخلية على الجهد المقدّر لحماية البلد من هذه الأفكار، وهم في خط الدفاع الأول.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي