الهجوم الإرهابي ترافق مع وصول الوزراء من السعودية... أصابع الاتهام توجه للحوثيين... وبن بريك يتمهّل
عشرات القتلى والجرحى في مطار عدن والانفجارات لاحقت الحكومة إلى قصر المعاشيق
سقط عشرات المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح، أمس، في هجوم إرهابي، استهدف مطار عدن الدولي، بالتزامن مع وصول طائرة تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة إلى مدرج المطار آتية من السعودية.
وفيما تشير أصابع الاتهام إلى جماعة «أنصار الله» الحوثية، التي نفت تورطها في الهجوم، حذر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، في موقف لافت، من أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على الحوثيين، ودانت الكويت بأشد العبارات «العمل الإرهابي الجبان».
وبينما أشارت المعلومات الأولية إلى مقتل نحو 26 شخصاً وإصابة أكثر من 50، لم يتعرض أي من أعضاء الحكومة بأذى. ونقل رئيس الحكومة معين عبدالملك والوزراء، إضافة إلى السفير السعودي محمد بن سعيد، عن طريق قوات التحالف العربي بسلام إلى القصر الرئاسي في المدينة، حيث أفاد شاهدان ووسائل إعلام محلية، بأن دوي انفجار سُمع قرب قصر المعاشيق، في حين أشار موقع «سكاي نيوز عربية» إلى أن الانفجار الجديد قد يكون ناجماً عن صاروخ أو طائرة مسيرة تم إسقاطها قرب القصر.
وظهر في مشاهد صورتها «فرانس برس» ما يبدو أنه صاروخ يضرب ساحة المطار الذي كان مليئا قبلها بلحظات بالحشود. وقال مصدر أمني لـ «فرانس برس»، إنّ «انفجارين على الأقل وقعا في المطار».
وأظهرت مشاهد عرضتها قناة «الحدث» السعودية التي كانت تبث مباشرة من المطار، سيارات مدمرة وزجاجا مهشما وأعمدة دخان تتصاعد من مبنى المطار. كذلك سمع صوت طلقات نارية.
وأكد عبدالملك في تغريدة أن «العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى شعبنا العظيم ولن يزيدنا إلا إصراراً على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار».
وذكر وزير الإعلام معمر الإرياني، «أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وأن دماءنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين».
وأوضح الناطق باسم الحكومة راجح بادي، أن جميع الوزراء كانوا في الطائرة لحظة وقوع الانفجار، باستثناء وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، الذي لم يكن ضمن الوفد.
واعتبر السفير السعودي ان استهداف الحكومة «عمل إرهابي جبان» يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره.
من ناحيته، أقر بن بريك عبر «تويتر»، بأن الحوثيين «عدو ظاهر»، محذراً من أن «من يرفع شعار الموت لن يكون إلا عدواً للبشر من دون شك».
لكنه أشار إلى أنه «من العجلة رمي التهمة» على الحوثيين، موضحاً أن الجماعة لم تكن الجهة الوحيدة المتضررة من اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الجديدة.
في المقابل، نفى وكيل وزارة الإعلام في «حكومة الحوثيين» نصر الدين عامر، أي علاقة بالهجوم.
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها وبأشد العبارات استهداف المطار، مؤكدة أن «هذا العمل الإرهابي الجبان يستهدف إفشال ما تحقق من خطوات إيجابية عبر تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة».
وأبدت في بيان، «قناعتها بأن مثل هذه الأعمال لن تثني الحكومة اليمنية الجديدة عن القيام بواجباتها بما يحقق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار.
وأكدت «تضامن دولة الكويت مع الأشقاء في اليمن»، معربة عن تعازيها وصادق مواساتها إلى أسر الضحايا وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.
واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن «استهداف مطار عدن هو استهداف لاتفاق الرياض ولما يحمله من آفاق للاستقرار والسلام في اليمن»، مضيفاً «سيفشل التحريض والتخريب والعنف والإرهاب أمام مشروع السلام الذي تقوده السعودية لخير اليمن والمنطقة».
ودان المبعوث الأممي مارتن غريفيث في شدة الهجوم العنيف. وقال في بيان «إن هذا العمل العنيف غير المقبول يذكرنا بأهمية عودة اليمن بشكل عاجل لطريق السلام».
ووصلت الحكومة الجديدة إلى عدن، بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في السعودية.
وأكد سموه استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإجرامي الشنيع والذي استهدف إفشال ما تحقق من خطوات إيجابية عبر تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة ويتنافى مع الشرائع والقيم الإنسانية كافة.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد برقيتي تعزية مماثلتين.