2020 موسم طويل من برنامج الواقع بحبكة عشوائية

«كوفيد - 19» يحجر على العالم... واللقاح يعيد الأمل وترامب يخسر أمام بايدن ويصرخ... «سنربح... تزوير»

تصغير
تكبير

- إيران تلقّت ضربتين موجعتين باغتيال سليماني وفخري زاده
- العراق... «ساحة تصفية» حسابات بين طهران وواشنطن
- غاز المتوسط... يشعل الجوار
- تظاهرات أميركية غير مسبوقة ضد عنف الشرطة
- التطرف يضرب فرنسا والنمسا ومواقف ماكرون تثير مشاعر ملايين المسلمين
- «قيصر» الأميركي يحجب الإيرادات عن النظام السوري
- «صفقة القرن»... وتطبيع عربي
- إسرائيلي
- اعتقال «الصندوق الأسود للإخوان» في مصر
- «بريكست»... بريطانيا تحصل على أوراق الطلاق
- أرمينيا تخسر معركة كاراباخ أمام أذربيجان

جائحة عالمية... توترات عرقية طائفية وإرهاب... أحلام رئاسية ضائعة... ومعلومات مُضللة... 2020 كان عاماً فريداً من نوعه، شبهه البعض «وكأنه موسم طويل من برنامج الواقع بحبكة عشوائية»، بينما اعتبرت مجلة «تايم» التي اخترعت فكرة «رجل العام» و«حدث العام»، 2020 «الأسوأ في التاريخ، أي أنه تفوّق على سنوات الإبادة الجماعية التي ارتبطت باسم هتلر في ألمانيا، وماوتسي تونغ في الصين، وستالين في الاتحاد السوفياتي... هَوْل يَمحو آخر. فالطاعون الذي ضرب أوروبا، والزلزال الذي ضرب سان فرنسيسكو، والإنفلونزا التي ضربت إسبانيا، لم تعد في المقارنة شيئاً يُذكر».

لكن ورغم أن الجائحة قلبت الحياة رأساً على عقب، ورغم فداحة آثارها الصحيّة والاقتصاديّة والاجتماعية لم تحجب كثافة الأحداث الكبيرة في العالم، وخصوصاً في المنطقة العربية وما حولها، حيث توالت النزاعات والاضطرابات والكوارث والتحوّلات السياسية الكبرى.

2020 سيبقى عاماً خالداً في الذاكرة... فهل «نكسر جرة في وداعه»؟ حَجْر... وأمل سيطر تفشي فيروس كورونا المستجد على النشاط العالمي، بعد انتقاله من مدينة ووهان الصينية إلى مختلف أنحاء العالم، مسبِّباً أزمة عالمية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً.

وجعل «كورونا» أو «كوفيد - 19» العالم مغلقاً جواً وبحراً وبراً... فمن الصين واليابان، إلى الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، وعبر أوروبا والشرق الأوسط، إلى أستراليا، دخل الكوكب تدريجياً بأكمله، الحجر الجزئي والكلي، وفرضت قيود غير مسبوقة في التاريخ الإنساني في حركة التنقل والتجارة والسفر والدراسة، وأصبح التواصل عن بعد، أمراً ضرورياً. كما أصبحت الكمامات والمعقمات أدوات أساسية في البيوت والشوارع.

وفي 11 مارس، صنفت منظمة الصحة العالمية، الفيروس «وباء عالمياً»، واعتبرت أن «هذه أول مرة يحدث وباء عالمي من فيروسات تاجية، كما أن العالم لم يشهد قط وباء يمكن السيطرة عليه بالتزامن مع انتشاره».

وفي مايو، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الصين بالتسبب في «قتل جماعي عالمي».

... ويبقى اللقاح بزجاجته الصغيرة، الأمل لمستقبل البشرية، في القضاء أو حتى التخفيف من وطأة الفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من مليون و800 ألف شخص، بينما تجاوز عدد الإصابات الـ82.5 مليون.

ترامب... مهزوم بعد حملة انتخابية جرت بحدة غير مسبوقة وهزيمة وتشكيك بصحة الانتخابات من قبل دونالد ترامب، كانت 2020 سنة انقسامات في أميركا، لكن مع جو بايدن تبدو كأنها تبشر بتغيير جوهري في الأسلوب. «سنربح، سنربح، سنربح» ردد الجمهوري ترامب على مدى أشهر في بلد أضعفته هزة «كوفيد - 19».

وبعد هزيمته رفض حكم صناديق الاقتراع بعناد، لدرجة أن وصول «جو» الوشيك إلى البيت الأبيض بات يبدو، لأميركا والعالم، ومهما كانت الخلافات السياسية، على أنه وعد بإحلال الهدوء.

عاشت الولايات المتحدة 12 شهراً على إيقاع انتخابات 3 نوفمبر. لكن في فصل آخر غير مسبوق في التاريخ السياسي الحديث وسيبقى أيضاً في كتب التاريخ: رفض صاحب شعار «أميركا أولاً»، الاعتراف بهزيمته.

«الانتخابات الأكثر فساداً في التاريخ!»... هكذا كتب ترامب في تغريداته بالأحرف الكبيرة لكن من دون تقديم أدلة أو عناصر موثوقة، ومارس سياسة الأرض المحروقة.

ازدرى جميع القواعد غير المكتوبة التي تساهم في الأداء السليم للآلة السياسية الأميركية: توجيه تحية للفائز، أو انتقال منظم للسلطة أو توجيه خطاب جامع للأميركيين.

لقد تعمد تأليب قسم من البلاد - أقلية لكن ولائها ثابت - ضد الآخر.

لكن تبين أن أكثر السيناريوهات المروعة كانت خاطئة. ومع ذلك ورغم هذا الكم من الطعون القضائية ونظريات المؤامرة التي تحدث عنها الرئيس وأوساطه فإن المؤسسات أثبتت صلابتها والديموقراطية أثبتت أنها حية.

«نحن في المكتب البيضوي. هل تعلمون؟ أنا هنا وليس أنتم» كان يقول.

واعتباراً من 20 يناير، لن يكون في مقدوره أن يقول هذه الجملة مجدداَ.

لقد حل بايدن محله.

وكان الديموقراطيون فشلوا في مساعيهم لعزل ترامب، إذ برّأه مجلس الشيوخ من تهمتي عرقلة عمل الكونغرس واستغلال السلطة في ختام محاكمة تاريخية تكاتف خلالها الجمهوريون لتبرئته.

كما شهدت الولايات المتحدة، تظاهرات حاشدة امتدت إلى العديد من دول العالم، إثر مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد، في 25 مايو، اختناقاً بعدما بقي لدقائق طويلة تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس.

وأثارت صور فلويد التي يظهر فيها وهو يقول «لا يمكنني أن أتنفس»، تظاهرات وبحجم غير مسبوق منذ الستينيات، للمطالبة بإصلاحات ضد عنف الشرطة وإنهاء عدم المساواة العرقية تحت شعار «حياة السود مهمة»، شابتها أعمال عنف.

سقوط سليماني وفخري زاده فجر الثالث من يناير، اغتالت طائرة أميركية مسيرة، قائد «فيلق القدس» مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط قاسم سليماني مع مجموعة من قيادات «الحشد الشعبي»، بينها أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد.

واعترفت الولايات المتحدة على لسان ترامب بالعملية، معللة ذلك بأن سليماني كان يعمل على تطوير خطط لمهاجمة الديبلوماسيين والموظفين الأميركيين في العراق والمنطقة.

وهدفت الضربة إلى «ردع خطط الهجوم الإيرانية المستقبلية»، وفق البنتاغون التي تعهدت أن واشنطن «ستواصل اتخاذ كل الإجراءات لحماية مواطنيها ومصالحها حول العالم».

في المقابل، توعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بـ«انتقام مؤلم»، إلا أن الرد في الثامن من يناير لم يتجاوز حدود ضربة عسكرية على قاعدة عسكرية عراقية، تضم قوات أميركية لم يُصب أي من عناصرها بأذى. لكن و«عن طريق الخطأ»، اسقطت الدفاعات الجوية الإيرانية، طائرة ركاب أوكرانية، قتل فيها 176 شخصاً.

وفي 27 نوفمبر، اغتيل «أب البرنامج النووي» الإيراني محسن فخري زاده، شرق طهران، في عملية وجّهت فيها أصابع الاتهام إلى «الموساد» الإسرائيلي.

وبينما كثفت واشنطن سياسة الضغط القصوى، عبر فرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الإيراني، وقعت حرائق وانفجارات «غامضة»، أبرزها حريق منشأة ناتانز النووية في أغسطس.

العراق... أزمات متجددة انتقل العراق، إلى «ساحة تصفية» حسابات بين طهران وواشنطن.

فقد مرّ خلال 2020 بأقسى أزمة مالية نتيجة عوامل سياسية وأمنية ونفطية وصحية تتعلق بتداعيات جائحة «كوفيد 19»، إلى جانب احتجاجات شعبية وإن كانت بزخم أقل. ودخل البلد، 2020 بعملية اغتيال سليماني والمهندس، ما شكل أكبر تحدٍ أمني وسياسي للأوضاع الداخلية، ودفع البرلمان العراقي في 5 يناير، إلى التصويت على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء تواجد التحالف الدولي على الأراضي العراقية.

وفي مايو، عجّلت المخاطر الأمنية المتسارعة باختيار رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي، رئيساً للحكومة، بعد فشل محمد علاوي وعدنان الزرفي بتشكيل حكومة، تخلف حكومة المستقيل عادل عبدالمهدي.

وفي حين ينتظر العراق، استحقاق انتخابي مبكر في يونيو 2021، شهدت البلاد احتجاجات شعبية على مدار العام، خصوصاً في أكتوبر، إحياء للذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحراك الشعبي.

إلا أن الوضع اتخذ منحى آخر في نوفمبر، مع اندلاع صدامات دامية بين متظاهرين وأنصار تيار السيد مقتدى الصدر، أدت إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

اليمن... والخروقات الحوثيةواصلت الميليشيات الحوثية انتهاكاتها داخل اليمن وخارج الحدود، بينما أعلنت السعودية، في 23 نوفمبر عن نشوب حريق في خزان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، نتيجة اعتداء إرهابي حوثي.

وفي 14 ديسمبر، أعلنت المملكة عن تعرض ناقلة وقود راسية في جدة لهجوم إرهابي بقارب مفخخ ما أدى إلى اشتعال حريق محدود من دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح، كما لم تلحق أي أضرار بمنشآت التفريغ.

وأعلن التحالف في 25 ديسمبر عن ارتطام لغم بحري زرعته ميليشيات الحوثي بسفينة شحن تجارية جنوب البحر الأحمر.

«صفقة القرن» والتطبيع في 28 يناير، أعلن الرئيس ترامب، خطة السلام للشرق الأوسط، والمعروفة بـ«صفقة القرن»، والتي تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة «أرخبيل» تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها «في أجزاء من القدس الشرقية»، مع جعل القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.

وأبقت الخطة لإسرائيل، المسؤولية الأمنية العليا على فلسطين، على أن تكون الأخيرة منزوعة السلاح، ولن تضطر إسرائيل إلى اقتلاع أي مستوطنة من الضفة الغربية أو القدس الشرقية.

كما شكّل مسار التطبيع، الذي انضمت إليه الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، مساراً جديداً للعلاقات الإسرائيلية - العربية.

وأعلن ترامب عن اتّفاقيّات تّطبيع «تاريخية» بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس، ومع البحرين في 11 سبتمبر، ومع السودان في 23 أكتوبر، (رفع اسمه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب) ومع المغرب في 10 ديسمبر، ووقع مرسوماً بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

«قيصر» يضغط سوريّاً سورياً، تكثفت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للجيش والميليشيات الموالية لإيران.

وفي 17 يونيو، بدأت واشنطن بتطبيق «قانون قيصر» بهدف حجب إيرادات النظام، ما أدى إلى انخفاض قياسي لليرة وانهيار متسارع للاقتصاد المتهاوي، ودفع إلى تظاهرات احتجاجية على الوضع المعيشي، فيما حذرت الأمم المتحدة من حدوث «مجاعة» تضرب السوريين ومخيمات النازحين.

وفي خضم ذلك، طفت على السطح أزمة ابن خال الرئيس بشار الأسد، رجل الأعمال رامي مخلوف، الذي تعرضت امبراطوريته المالية الضخمة والمتشعبة لإجراءات حكومية، «قصقصت أجنحتها»، فيما تردد أن عائلة الأخرس، التي تنتمي إليها زوجة الرئيس أسماء الأسد، بدأت بتوسيع سيطرتها على المفاصل الاقتصادية للبلاد.

«بريكست» ليلة 31 ديسمبر، يصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي قرره البريطانيون في استفتاء عام 2016، فعالاً. وهذا الطلاق الأول في أوروبا ينهي 47 عاماً من الحياة المشتركة.

ففي 24 ديسمبر، توصلت لندن وبروكسيل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد «بريكست» والتي كانا يتفاوضان في شأنها لمدة عشرة أشهر، قبل أسبوع من نهاية المرحلة الانتقالية.

علاقة باريس بالعالم الإسلامي شهدت علاقة فرنسا بالعالمين العربي والإسلامي توتراً، دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لتوضيح موقفه من الدين الإسلامي و«الانفصالية الإسلامية»، ودعا فيه إلى تحري الحقائق قبل نسبها إليه، إثر تظاهرات عارمة عمت العديد من الدول الإسلامية، ووسط دعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وأتى ذلك، إثر مقتل أستاذ تاريخ يوم 16 أكتوبر بعد ما عرض أمام تلامذته في إطار درس حول «حرية التعبير»، رسوماً مسيئة للإسلام، بقطع الرأس قرب باريس، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم نفذه شاب باكستاني قرب المقر السابق لصحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة.

كما قتل ثلاثة أشخاص في هجوم بسكين نفذه شاب تونسي، واستهدف في 29 أكتوبر الماضي، كنيسة نوتردام في نيس.

وليل الثاني من نوفمبر، استهدف هجوم وسط العاصمة النمسوية فيينا نفذه «إرهابي إسلاموي واحد على الأقل» من المتعاطفين مع تنظيم «داعش»، ما أدى إلى مقتل رجلين وامرأتين، بالإضافة إلى العديد من الجرحى.

شرق المتوسط ظهرت مشكلة في شأن البترول والغاز في شرق المتوسط بعد ترسيم الحدود المصرية مع اليونان وقبرص، ولكن تركيا احتجت على اتفاقيات الترسيم لأنها لم تكن طرفاً فيها.

وترافق ذلك مع توتر العلاقات المصرية - التركية، وبعد ذلك أقدمت أنقرة على اختراق جديد بإبرام مذكرة تفاهم سياسية وعسكرية مع حكومة «الوفاق» الوطني في طرابلس، واحتجت القاهرة على الاتفاق واعتبرته مساساً بأمنها القومي.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس القبرصي نيكوس أنساتاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في نيقوسيا، عن اتفاقية بحرية مشتركة لمواجهة «السياسات الاستفزازية والتصعيدية» في منطقة شرق البحر المتوسط.

الأزمة الليبية ألقى الوضع الميداني في ليبيا بظلاله على المشهد السياسي... ففي يناير مرر البرلمان التركي تفويضاً يقضي بإرسال قوات إلى ليبيا لمدة عام بعد اتفاقية تعاون عسكري أبرمتها حكومة الوفاق، بينما تمكنت قوات قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر من السيطرة على مدينة سرت الساحلية.

لكن حكومة «الوفاق» وبعدما أحكمت سيطرتها على مطار طرابلس الدولي الخارج عن الخدمة منذ 2014، ثم على كامل الحدود الإدارية للعاصمة الكبيرة، وعلى الغرب، أطلقت عملية لاستعادة سرت الاستراتيجية بين الشرق والغرب، إلا أن السيسي حذر من «تدخل مباشر» للقوات المصرية في ليبيا، إذا واصلت قوات «الوفاق» بدعم تركي تقدمها نحو سرت.

مصر...

شهدت مصر في أغسطس الماضي، انتخابات مجلس الشيوخ (مجلس الشورى سابقاً).

وفي منتصف نوفمبر، أجريت أول انتخابات نيابية، بعد تعديل الدستور في 2019.

وأمنياً، كان لافتاً، إعلان وزارة الداخلية في 28 أغسطس، اعتقال القائم بأعمال مرشد جماعة «الإخوان» محمود عزت (76 عاماً)، «صندوق أسرار الجماعة الأسود».

وفي 4 مارس، أُعدم قائد تنظيم «المرابطون» الليبي الإرهابي هشام عشماوي، بينما توفي القيادي «الإخواني» المسجون عصان العريان بأزمة قلبية في 13 مارس.

كاراباخ... أسابيع دامية أسفرت مواجهات اندلعت في سبتمبر واستمرت 6 أسابيع، بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين في منطقة ناغورني كاراباخ، عن تقدم أذري استراتيجي، قبل أن يتدخل الجار الروسي الكبير ويعلن وقفاً لإطلاق النار، وافقت أرمينيا بموجبه على تسليم ثلاث مناطق في الإقليم، خرجت عن سيطرة باكو قبل نحو 30 عاماً.

ليس الأسوأ
ليس الأسوأ رغم الأنباء السيئة التي قد تجعلنا نظن بأن العام 2020 هو الأسوأ على الإطلاق، إلا أنه ليس كذلك بالفعل، حيث واجه البشر العام الأكثر سوءاً على الإطلاق عبر التاريخ، وفقا للعلماء، قبل أكثر من 2400 سنة.

ووفقاً للباحثين في جامعة هارفرد، فإن العام 536 م، هو المرشح الرئيسي لأسوأ عام في التاريخ المسجل بأكمله، حيث سقطت أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا في 18 شهراً من الظلام الدامس بسبب الضباب الغامض.

وتسبب في تساقط الثلوج في الصين، وتلف المحاصيل على مستوى القارة، وأدى إلى الجفاف الشديد والمجاعة والأمراض في معظم أنحاء نصف الكرة الأرضية الشمالي.

ويقول الباحثون إن ذلك العام الكئيب كان سبب الانفجار الكارثي لبركان آيسلندا، وكان فأل شؤم عن قرن قاتم من المعاناة والموت.

وصرح مايكل مكورميك، عالم الآثار في جامعة هارفرد والمؤرخ المتخصص في العصور الوسطى، لـ«مجلة ساينس» بأن العالم لم يظهر علامات الانتعاش من تلك الحقبة التاريخية البائسة إلا مع بداية عام 640 م. وكانت الآثار المناخية لتلك المرحلة التاريخية شديدة لدرجة أن درجات الحرارة في صيف عام 536 قد انخفضت إلى ما بين 1.5 درجة مئوية و2.5 درجة مئوية، ما أدى إلى بدء أبرد فترة خلال 2300 عام الماضية.

وأدى الدمار الدولي الذي أحدثه الضباب الغريب إلى ظهور «العصور المظلمة»، وهي العبارة التي استخدمت للإشارة إلى تلك الفترة المشؤومة. وظلت أسباب هذا الحدث لغزاً للعلماء منذ اكتشافه للمرة الأولى عبر تحليل حلقات الأشجار، التي كشفت أن درجة حرارة العالم قد انخفضت لسنوات عدة في هذا الوقت.

ويعتقد الدكتور مكورميك والجيولوجي بول مايفسكي، من معهد تغير المناخ التابع لجامعة ماين في أورونون، أنهما قد حلا اللغز في النهاية.

وفي دراستهما، التي نشرت في دورية «أنتيكويتي»، كشف الباحثان أنه من المحتمل أن يكون ثوران بركاني كارثي في ​​آيسلندا، هو السبب في ذلك الضباب الغامض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي