إقبال كبير على التطعيم من رجال ونساء الخطوط الأمامية «الجيش الذي يواجه الوباء»
باسل الصباح: أوضاع الكويت مستقرة وتدعو للطمأنينة
أعرب وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، عن سعادته بالإقبال الكبير منذ السابعة صباحاً، من الكوادر الطبية والعاملين في الصفوف الأمامية على مركز الكويت للتطعيم ضد فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، كونهم «الجيش الذي يواجه الوباء»، مطمئناً إلى أنه «مع تدشين الحملة تم اختيار عينة لا تتعدى العشرات من جميع فئات المجتمع (من الذين تلقوا اللقاح) لمتابعتها ونحمد الله، أنه لم تسجل أي حالة أعراض جانبية للطعوم، ونأمل أن تستمر حتى ننتهي من تطعيم جميع من يعيش على أرض الكويت».
وتوافد مئات المواطنين و رجال الصفوف الأمامية من منتسبي وزارة الصحة لقاعة 5 في أرض المعارض، لتلقي اللقاح في اليوم الأول، لبدء حملة وزارة الصحة الفعلية لتطعيم الفئات ذات الأولوية من العاملين بالقطاع الصحي، من أطباء وتمريض وفنيين وإداريين، من الذين يتعاملون مع مرضى (كوفيد-19) مباشرة، ومع الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس.
وقال الشيخ باسل الصباح للصحافيين، لدى قيامه بجولة تفقدية على مركز الكويت للتطعيم في أرض المعارض بمشرف «إن حملة التطعيم بدأت اليوم (أمس) فعليا، بعد أن تم تدشينها يوم الخميس الماضي، وستكون الأولوية للطواقم الطبية طيلة أيام الأسبوع حتى الساعة 8 مساء».
وأشار إلى توافر الطعوم بشكل دوري شهري بحيث تصل شحنة كل شهر، وتستمر تلك الإجراءات لتوفير الطعوم لكل من يرغب في الحصول عليها من المواطنين والمقيمين على أرض الكويت طيلة عام 2021.
ودعا الجميع إلى ضرورة المشاركة والتسجيل في الموقع الإلكتروني، للحصول على موعد محدد للقدوم والحصول على التطعيم، مبينا أن «هناك آلية خاصة للتعامل مع الطعوم وتحضيرها، الأمر الذي يتطلب تعاون الجميع للاستفادة القصوى منها من قبل الراغبين في الحصول عليها».
وأوضح أنه «رغم ارتفاع أعداد الإصابة في العديد من الدول مع الموجات الثانية والثالثة، إلا أن الأوضاع في الكويت مستقرة -بفضل الله- وهذا يدعو للطمأنينة، إلا أنه لا يعني الفرح وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية، داعيا الجميع إلى الالتزام بالاجراءات، لحين تطعيم الجزء الأكبر».
واعتبر أنه من الطبيعي وجود من يتردد في أخذ اللقاح، كونه مرضاً جديداً، لكن عملية تصنيع اللقاحات عملية قديمة، لافتا إلى أن مشاكل المرض أكبر من عملية اللقاح. وأضاف أن أكثر من 3 ملايين شخص تلقوا التطعيم حول العالم، ولم نسمع بأي ملاحظات سوى من بعض من يشتكون من حساسية مفرطة بأجسامهم، موضحاً أنه «لو قارنا نسبة هؤلاء في الطعوم القديمة، فإن النسبة قليلة، فالطعوم ليست مختلفة عن بقية الأدوية».
تنظيم أكثر من رائع وكبار السن نهاية الأسبوع
اعتبر وزير الصحة أن العمل يسير بسلاسة ويسر وتنظيم «أكثر من رائع والتزام تام من المواطنين والمقيمين من الكوادر الطبية والعاملين في الصفوف الأولى»، لافتاً إلى أنه سيتم إدخال فئة كبار السن نهاية الأسبوع الجاري.
5 جرعات في أنبولة
قال الشيخ باسل الصباح «أطلب من الجميع المبادرة بالتسجيل للحصول على اللقاح، والمحافظة على اللقاح، حيث تأتي كل 5 جرعات في أنبولة، وهي محفوظة في الفريزر، وتحتاج وقتاً لإخراجها وإعدادها».
لا مضاعفات أو مشاكل بسبب الطعوم
أشار وزير الصحة إلى أن مركز التطعيم مجهز بغرف حوادث متقدمة جداً تشبه غرف العناية للتعامل مع أي حادث من الممكن حدوثه لا قدر الله، ولله الحمد لم نشهد حتى الآن أي مضاعفات أو أي مشاكل بسبب الطعوم.
إقبال محدود ظهراً
شهد مركز التطعيم إقبالاً محدوداً في ساعات الظهيرة وما بعدها، حيث التزمت وزارة الصحة بالتطعيم وفقاً للحجوزات المسبقة للمواعيد، ما ساهم في تنظيم العمل وسلاسته.
الطشة: توفير كل الاحتياجات
قال الوكيل المساعد لشؤون الخدمات بوزارة الصحة المهندس عبدالعزيز الطشة، إن القطاع وفر كل الاحتياجات لإنجاح حملة التطعيم.
وذكر أن القطاع لديه تعليمات واضحة وصريحة بتوفير كل الاحتياجات والتعاون مع مختلف القطاعات الاخرى لإنجاح التطعيم، مشيراً الى أن العمل جارٍ لتجهيز موقعين آخرين أحدهما في الجهراء والآخر في الأحمدي، تسهيلاً على الراغبين في التطعيم.
الغملاس: التعامل مع الإقبال الكثيف
أكد مدير إدارة الصحة العامة في الوزارة فهد الغملاس، أن الإقبال «فاق التوقعات»، والإجراءات تسير بشكل منظّم جداً دون أي خلل أو نواقص.
وأفاد أن العمل قائم حالياً بنصف الطاقة الاستيعابية فقط، مبيناً أن العمالة الموجودة مدربة على أعلى مستوى وما شهده المركز من إقبال كثيف كان بمثابة تحدٍ لقدرة الطاقم البشري إلّا أنه -ولله الحمد- تم التعامل مع تلك الأعداد بدون أي تأخير.
آلية سلسة للدخول والخروج
قال استشاري غدد صماء وسكر في مستشفى مبارك الدكتور وليد الضاحي بعد الانتهاء من التطعيم إن آلية التطعيم كانت سلسة، لكن كان هناك حضور كثيف كما كان متوقعاً، لافتا إلى أن آلية الدخول للمركز وحتى الخروج سلسة للغاية والتطعيم آمن.
بعض اللغط من أطباء!
طمأن الضاحي الجميع أن التطعيم مرّ بمراحل تدقيق من قبل العلماء وهو آمن لمعظم الناس، لافتاً لوجود الكثير من اللغط الذي يدور في مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا اللقاح، لكن نتمنى عدم السماع سوى من المختصين على الرغم من أن بعض اللغط يأتي من أطباء وفيه الكثير من الكلام غير العلمي. وتابع أن العلم يقول إن هذا التطعيم «يساعد على كسر حاجز انتشار الجائحة، ولسلامة المجتمع بشكل عام».
تردد ثم اطمئنان
قال استشاري العناية المركزة في مستشفى الصباح الدكتور حاتم رجب وزميله الدكتور محمود، إنهما كانا مترددين قبل الحضور، ولكن اطمأنا عندما شاهدا الازدحام الذي وترهما، كونهما مستأذنين من العمل، ولكن سرعان ما تبدد توترهما عندما رأيا حسن التنظيم وعدم استغراق الحصول على اللقاح أكثر من 15 دقيقة.
حسن التنظيم
أشادت الصيدلانية آن هاشم بحسن التنظيم وسير عملية أخذ اللقاح من بدايتها لنهايتها، لافتة إلى البقاء فترة ربع ساعة، بعد أخذ اللقاح، لمزيد من الاطمئنان عليهم.
«كل شيء سهالات»
أشادت رئيسة مركز الرقة الصحي استشارية طب العائلة الدكتورة ثريا عبدالرزاق بحسن تنظيم وزارة الصحة لآلية التطعيم. وقالت «كل شيء سهالات»، وتم أخذ جرعة اللقاح وانتظرنا بعدها لمدة نصف ساعة «والحمدلله والشكر على نعمة الكويت».
تنظيم المرور
قال مدير أمن حولي اللواء عبدالله العلي، إن عملية تنظيم المرور للدخول سلسة جدا، حيث يتم السماح للمراجعين بالوقوف بسياراتهم خلف المبنى رقم 5 فقط، وهذا ما سهل على الجميع ومنع الازدحامات التي كنا نشاهدها بالسابق.
الزعبي: صحة وعافية
قال وكيل قطاع الأمن العام اللواء فراج الزعبي لـ«الراي»: «كنت من أوائل من أخذ اللقاح في اليوم الأول والآن بعد مضي نحو 72 ساعة نشعر بالصحة والعافية والأمور طيبة، ونتمنى أن يكون التطعيم درعاً ضد الوباء وتكون بداية نهاية».
ودعا الزعبي منتسبي وزارة الداخلية المبادرة بأخذ اللقاح كونهم في الصفوف الأمامية وفي مواجهة هذه الجائحة.
«الهلال الأحمر»: وفرنا متطوعين لخدمة كبار السن
ساهمت جمعية الهلال الأحمر بجهود فاعلة في تنظيم الدخول والخروج لمركز التطعيم، كما وفرت متطوعين من كوادرها لنقل كبار السن، من خلال كراسي متحركة وغيرها من الوسائل المساعدة، لتقديم أفضل خدمات.
وقال نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية أنور الحساوي لـ«الراي»، إن الجمعية متواجدة منذ أول أيام الجائحة، حيث بدأنا في المحاجر والمطار وتوزيع الأكل. وعندما بدأ موضوع التطعيم اجتمعنا مع وزارة الصحة وطلبوا منا العمل على تنظيم عملية الدخول بالنسبة لكبار السن ومساعدتهم في إنهاء إجراءات التطعيم.
وأضاف «هناك تعاون لاحق حيث سنكون متواجدين طوال فترة حملة التطعيم».
ولفت الحساوي إلى أن الجمعية وخلال بداية الجائحة «عملنا في المجال التوعوي وبعد أن بدأت الإجراءات الوقائية قمنا بتوزيع الطعام على عمال المناطق المحظورة في المهبولة والجليب وخلال رمضان، ثم قمنا بتوزيع المواد التموينية حيث إن لدينا ما يزيد على 5 آلاف أسرة محتاجة مسجلة، كما أدرنا 7 محاجر صحية، واكبرها الخيران ولا نزال متواجدين هناك».
السند لـ«الراي»: الكويت تشهد انحساراً وبائياً
أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالله السند، أن «ردنا في وزارة الصحة على الإشاعات والمعلومات غير الدقيقة حول التطعيم، ترجمناه عمليا بإقبال عدد كبير من قيادات الوزارة على التطعيم في يومه الأول، أن الأيام الأولى من حملة التطعيم ضد فيروس كوفيد 19، ستكون للعاملين في وزارة الصحة والكوادر الطبية في الصفوف الأولى، بالإضافة للجهات الرسمية في الصفوف الأولى».
وقال السند في تصريح خاص لـ«الراي»، على هامش مشاركته في الحملة «نحن سعداء بالتدشين الفعلي لحملة لقاح (كوفيد 19) بعد أن كان هناك الافتتاح التجريبي في يوم الخميس الماضي والذي شمل تلقيح فئات مختلفة من المجتمع بمختلف الجنسيات ومختلف الأعمار، وكان من بينها الطواقم الطبية والعاملون في وزارة الصحة من الصفوف الأولى».
وأضاف «حرصنا على أن يكون خلال التدشين الفعلي أن تكون الطواقم العاملة في وزارة الصحة في الأيام الأولى، كما أن هناك فئات أخرى خلال هذه المرحلة، وهم آباؤنا وأمهاتنا من كبار السن، بالإضافة إلى زملائنا العاملين بالصفوف الأولى في وزارات الدولة المختلفة، والمتطوعين في الصفوف الأمامية».
وأوضح أن «التطعيم، فاعليته 95 في المئة، أما بالنسبة للمأمونية حتى الآن لم تثبت هناك أي أعراض جانبية خطيرة، ولذلك خطوة التمنيع والتحصين مهمة».
واستدرك قائلاً «نحن في الكويت وفي هذه المرحلة ولله الحمد، نشهد انحساراً وبائياً، بالنسبة لأعداد الإصابات ونسبتها إلى المسحات، وبالنسبة إلى أعداد الدخول للمستشفيات، ومن هم في العناية المركزة»، مؤكدا أن«التطعيم وإقدام الشخص على التطعيم، لا يعني نهاية الوباء، وإنما يأتي التطعيم ثماره بعدما تتحقق مناعة مجتمعية، ولا تتحقق المناعة المجتمعية إلا بإقدام عدد كبير على التطعيم».