No Script

ولي رأي

سدرة الفنون

تصغير
تكبير

الأستاذ عبدالعزيز المفرج، الملقب بشادي الخليج، رئيس جمعية الفنانين الكويتيين، هو علم من أعلام الفن الراقي، ويعود له الفضل في تطوير الأغنية الكويتية بأشكالها البحرية والصحراوية والشعبية، وأدخل عليها العديد من الآلات الموسيقية الحديثة والألحان، من خلال أغانٍ وطنية وعاطفية وأوبريتات عديدة تمثل حضارة الكويت وتاريخ أهلها وسيرة حكامها، أما في الغناء العاطفي فقد كان يحرص على المفردة العفيفة، التي لا تخدش الحياء ولا تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا، وقد كوّن فرقة موسيقية من مدرسي مادة التربية الموسيقية العاملين في وزارة التربية، وكان يحرص على الإعداد والإشراف على أوبريتات وطنية تُعرض أيام الأعياد الوطنية أمام كبار الشخصيات وضيوف من دول خليجية عديدة، والتي كانت فخراً واعتزازاً بالابداع الفني الكويتي، وكان الضيوف يحرصون على الحصول على نسخة من أشرطة هذه الاحتفالات.

وكانت هذه الأعمال تُعزّز الروح الوطنية بين أفراد الشعب، أما في الغناء العاطفي، فله العديد من الأغاني، حيث كان يحرص على إظهار الطابع الكويتي من حيث المفردة واللحن، وحينما سمعتُ أنه سيقدم أوبريت «مذكرات بحار» من كلمات الشاعر محمد الفايز والحان الفنان غنام الديكان على مسرح دار الأوبرا في مركز جابر الأحمد الثقافي، حرصت على حضور هذا الحفل محبة لشخص الأستاذ عبدالعزيز المفرج وعشقي لما يقدمه من فنون، وما أن أطلّ على المسرح، حتى وقفت الجماهير واستقبلته بعاصفة من التصفيق استمرت لدقائق عديدة.

سُئل مرة: من أقرب الشعراء إلى قلبك؟ فأجاب الدكتور عبدالله العتيبي، وأحب الملحنين إليك فقال الأستاذ أحمد باقر، وعن أحب أغانية أجاب (سدرة العشاق)، وهي من كلمات الشاعر المبدع مبارك الحديبي وألحان الرائع غنام الديكان الفنان شادي الخليج، فنان خدم الفن الكويتي سنين طويلة، أبدع وطوّر وحفظ جزءاً كبيراً من تراث الكويت، أتمنى أن يُكرّم هذا النجم بإطلاق اسمه على إحدى المنشآت الفنية، أسوة بالفنان المرحوم عبدالحسين عبدالرضا، الذي أسعدنا سنين طويلة وأُطلق اسمه على أحد المسارح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي