No Script

«طفرة» جديدة في الأزمة الحكومية... هل حُرقت المَراكب؟

لبنان «يرتعد» من موجة كورونية عاتية... آتية

عناصر أمن لبنانيون في وسط بيروت خلال الأعياد (أ ف ب)
عناصر أمن لبنانيون في وسط بيروت خلال الأعياد (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- «حزب الله»: ما حصل على الحدود لا علاقة للمقاومة به
- السلالة الجديدة «حطّت» وتردُّدٌ فاضح بوقف الرحلات من بريطانيا

تزداد عوامل الضغط على الواقع اللبناني الذي يعانِد الانفجارَ الكبير الذي تقترب البلادُ من «فوهته» مع كل انتكاسةٍ سياسية جديدة وتحديداً في ملف تأليف الحكومة العتيدة العالق منذ نحو خمسة أشهر في دوامة التعقيدات الداخلية - الخارجية والذي سـ«ترثه» الـ 2021 بكل «فتائله» المتشابكة مع الانهيار المالي الذي تَمدَّد في 2020 وبدأتْ تداعياتُه المعيشية - الاجتماعية ترتسم بقوة من خلف «أحزمة بؤسٍ» تتسع يوماً بعد آخر وتُنْذِر بثورة «بطون خاوية» في السنة الطالعة.

ومع ترحيل مسار تشكيل الحكومة لما بعد رأس السنة، يترسّخ الاقتناعُ بأن العراقيلَ الداخلية التي يختزلها «صراع المعايير» والمواصفات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليست إلا «رأس جبل جليدِ» قرارٍ إقليمي بترْك «التايتنيك» اللبنانية رهينةَ مقتضياتِ مرحلة ما بعد تَسَلُّم جو بايدن السلطة وما يستوجبه ذلك من إبقاء كل الأوراق الإيرانية في «حال تأهُّب»، وسط خشيةٍ متصاعدة من أن هذا «الثقب الأسود» الذي ابتلع أولاً المبادرة الفرنسية وبعدها المسعى البطريركي الذي رُفِد بدعْمٍ بابوي علني نادِر بات يُنْذِرُ باستيلاد تعقيداتٍ محلية متعدّدة الخلفية وبارتداداتٍ طائفية - سياسية قد تحرق أي «جسور عودةٍ» إلى نقطةٍ وسط عندما تدقّ ساعةُ الإفراج عن التشكيلة التي تسابِق السقوطَ الشامل.

ولم تعُد أوساطٌ واسعةُ الاطلاع تكتُم الخشيةَ من أن يكون «تَطايُر» الخلاف بين عون الحريري قبل أيامٍ رغم دخول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شخصياً ومباشرة على خط محاولة تفكيك «الصواعق» من طريق تشكيل الحكومة، يخفي وراءه رغبةً من فريق رئيس الجمهورية بـ «تيئيس» الرئيس المكلف وإحراجه لإخراجه من التكليف انسجاماً مع «الفيتو» غير المسبوق الذي كان رسمه عون أمام تسميته (عشية استشارات التكليف)، ولاعتباراتٍ تتّصل بحساباتِ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الداخلية بالدرجة الأولى.

وإذ ترى الأوساط أن هذه الحسابات تلاءمتْ في نتيجتها حتى الساعة وتحديداً لجهة تأخير استيلاد الحكومة، مع أجندة «حزب الله» الإقليمية، تساءلتْ عن المدى الذي «يسمح» الحزب بأن تأخذه هذه «المعركة» بين فريقيْ عون والحريري بحال كان مازال يعتبر أن الرئيس المكلف هو الأفضل لإدارة إخراج لبنان من الحفرة، أم أنه في ملاقاة مرحلة ما بعد دونالد ترامب ستكون كل الاحتمالات مفتوحةً؟ وفي حين استوقف هذه الأوساط غياب رئيس الجمهورية عن قداس الميلاد (الجمعة) معتبرة أنه كان أقرب إلى «مقاطعة ناعمة» لبكركي بعد تهشيم مبادرتها التي تقاطعتْ في مرتكزاتها مع مواصفات الحريري لحكومة المَهمة الإصلاحية، دعتْ إلى رصْد ارتداداتِ إدارة الظهر لمسعى الراعي على المستوى الخارجي في ظل معلوماتٍ عن أن انزعاجَ الكنيسة الذي عبّرت عنه عظة الراعي يواكبه ما هو أكبر لدى دوائر قرار غربيةٍ صارتْ أقرب إلى إعلان «طفح الكيل» بإزاء التمادي بـ«الاستثمار» في «ركام» الواقع اللبناني.

وفيما حمل كلام الحريري أمس في ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح إشاراتٍ برسْم الأزمة الحكومية معلناً «نشهد لك كل يوم والوطن في قلب المعاناة الاقتصادية والمعيشية والهبوط السياسي والإنكار المتعمّد للمتغيرات الداهمة»، كان البطريرك الماروني أكثر مباشرةً في مقاربته الملف الحكومي (أول من أمس)، اذ قال «توقّعنا أن يسرع المسؤولون لتأليف حكومةٍ تكون بمستوى فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة وبربط تأليف الحكومة بصراعات المنطقة والعالم»، موضحاً «كم تمنينا على فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف أن يشكلا فريقاً واحداً يعلو جميع الأطراف ويتحرّرا ولو موقتاً من جميع الضغوط ويتعاونا بتشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين. لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطاً لا محل لها في حكومة اختصاصيين».

وفي موازاة ذلك، انهمك لبنان بعنوانيْن: * الأول صحي، مع تَوالي التحذيراتِ بأعلى صوت من موجةٍ ستكون الأعتى بإصابات «كورونا» بعد انتهاء فترة الأعياد ولم يكن ينقصها سوى دخول السلالة الجديدة المتحوّرة من الفيروس الى البلاد على متن رحلة وصلت (الجمعة) من بريطانيا.

ورغم الإعلان أنه سيتم غداً توقيع اتفاقٍ يحصل بموجبه لبنان على لقاح «فايزر - بيونتيك» للوقاية من «كوفيد - 19»، على أن تصل الدفعة الأولى بعد التوقيع بأسابيع، ترى أوساط طبية أن البلاد كمَن يحمل «قنبلة موقوتة» كورونياً على وقع تردُّد فاضحٍ لدى السلطات المعنية في اتخاذ قراراتٍ حازمة مثل وقف الرحلات من بريطانيا باعتبار أن القطاع الصحي يكابد للصمود أمام طفرة الإصابات الحالية، متوقّعة أن يتجه البلد مجدداً بحلول 2021 إلى إقفال عام جديد ولكن بعد أن تكون الكارثة وقعتْ، ومن مظاهرها الاكتظاظ في المطاعم والمولات وغياب الالتزام بإجراءات الوقاية.

* والثاني أمني مع الالتباس الذي رافَقَ تسجيل انفجار عند الحدود اللبنانية - الاسرائيلية قبالة بلدة العديسة - قضاء مرجعيون، تردّد أولاً أنه نجم عن عبوة ناسفة انفجرت بدورية للجيش الإسرائيلي اجتازتْ السياج التقني أثناء عملية تمشيط في الحرج أسفل موقع مستوطنة مسكفعام العسكري، وأن الأمر ادى إلى اصابات في صفوفها، في مقابل تقارير عن ان الانفجار وقع نتيجة لغم أرضي صغير وقديم فجّره الجيش الإسرائيلي.

ولاحقاً أشار الناطق الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى أن «الانفجارات التي سُمعت على الحدود مع لبنان ناتجة عن أعمال ميدانية اعتيادية لجيش الدفاع على الحدود، ولم يتم تفجير أي عبوة ناسفة ضد قواتنا».

وفي السياق نفسه، أعلن نائب «حزب الله» علي فياض أنه «لم يحصل أي عمل عسكري عابر للحدود في فلسطين وما حصل لا علاقة للمقاومة به»، معلناً «منذ فترة الإسرائيلي قلق، والمقاومة عندما تقوم بعمل ما تعلن عنه صراحةً، وما حصل لا يحتمل التأويل سوى أنه عمل داخل حدود فلسطين، قام به الجيش الإسرائيلي وعلى أغلب التقديرات أنه يأتي ضمن التدريبات العسكرية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي